أكد الرئيس حسني مبارك أن حرب أكتوبر ستبقي نقطة تحول في تاريخنا المعاصر, ورمزا لشموخ مصر وصلابتها وعزتها, كما سيظل نصر أكتوبر برهانا علي عزيمة المصريين وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.
وقال الرئيس مبارك ـ في كلمته التي وجهها إلي الأمة بمناسبة الاحتفال بالذكري السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد ـ إن مصر استردت بأرواح شهدائها ودماء أبطالها شرف الوطن وكبرياءه, ومحت عن سيناء إلي غير رجعة وصمة الاحتلال الإسرائيلي.
ووجه الرئيس مبارك في ذكري النصر المجيد التحية إلي رجال قواتنا المسلحة, وإلي الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء للوطن, وإلي جيل أكتوبر العظيم, الذي رفض هزيمة1967, وتحمل معاناة السنوات الصعبة, وإلي ذكري وروح الرئيس السادات الذي استلهم قرار الحرب من صمود مصر وإرادة أبنائها, والذي خاض حرب أكتوبر واثقا بالله وشعبه وقواته المسلحة, وفرض بالنصر واقعا جديدا, وفتح الطريق إلي السلام. وأشار الرئيس مبارك إلي أن مصر خاضت بعد نصر أكتوبر المجيد معركة مع الإرهاب والتطرف, كما واجهت تحديات عديدة, إلا أنها استطاعت التغلب عليها بالعزم والتصميم, وحققت إنجازات متواصلة بشتي قطاعات الإنتاج والخدمات غيرت وجه الحياة علي أرضها, مؤكدا مواصلة الإصلاح والتحديث علي كل محاوره.
وأكد الرئيس أنه بات لدينا اليوم, وبعد مرور37 عاما علي الانتصار, اقتصاد أقوي مكننا من مواجهة الأزمات العالمية بإمكاناتنا الذاتية, كما أنه بات لدينا مؤسسات وجيش ومجتمع مدني وقطاع خاص أقوي مما كنا عليه بعد حرب أكتوبر.
وشدد الرئيس علي أننا نعمل من أجل دولة مدنية حديثة لا تخلط الدين بالسياسة, وتقف بجانب الفقراء والبسطاء, وتؤكد مفهوم المواطنة, وتحفظ الوحدة الوطنية بين أبنائها من المسلمين والأقباط. وقال الرئيس: إن المساس بهذه الوحدة خط شائك, وخطر لن يسمح لأحد بتجاوزه, محذرا من يزرعون الفتنة ويشعلونها ويغذونها, ومنبها إلي ضرورة أن يدركوا أن لا أحد فوق الدستور والقانون, وأنه سيتم التصدي بكل الحسم لمحاولات الوقيعة, ولتوريط رموز الدين والعقيدة والفكر فيما يوقع بين جناحي الأمة, ويهدد أمن واستقرار الوطن.
وحول تطورات مسيرة السلام, أكد الرئيس مبارك أن مصر تبذل قصاري الجهد لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين علي صخرة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, وكي لا تضيع الفرصة الحالية السانحة للسلام, كما ضاعت فرص كثيرة من قبل.
أكد الرئيس حسني مبارك أن حرب أكتوبر ستبقي نقطة تحول في تاريخنا المعاصر ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها, وأن نصر أكتوبر سيظل برهانا علي عزيمة المصريين وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.
ووجه الرئيس مبارك ـ في كلمته للأمة بمناسبة الاحتفال بالذكري السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد ـ التحية لرجال قواتنا المسلحة وللشهداء الأبرار ولجيل أكتوبر العظيم, الذي رفض الهزيمة وتحمل معاناة السنوات الصعبة استعدادا للحرب.. وفيما يلي نص الكلمة..
الإخوة المواطنون..
أتحدث إليكم في ذكري نصر أكتوبر العظيم.. نحتفل معا بيوم مجيد من أيام مصر.. سيبقي هذا اليوم خالدا في ذاكرة الوطن ووجدانه.. تحتفل به أجيالنا.. جيلا بعد جيل.
في مثل هذا اليوم منذ سبعة وثلاثين عاما.. تجاوزت مصر آلام النكسة ومرارة الهزيمة.. سمت فوق دعاوي التشكيك والإحباط.. وانطلقت بقواتها المسلحة الباسلة.. لترفع علم الوطن فوق سيناء.. ولتحقق أعظم انتصاراتنا.
استردت مصر بأرواح شهدائها ودماء أبطالها.. شرف الوطن وكبرياءه.. ومحت عن سيناء الي غير رجعة وصمة الاحتلال.
ستبقي حرب اكتوبر نقطة تحول في تاريخنا المعاصر.. ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها.. وسيظل نصر أكتوبر برهانا علي عزيمة المصريين.. وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.
تحية لرجال قواتنا المسلحة في ذكري النصر, تحية لشجاعتهم وتضحياتهم وبطولاتهم, تحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن وجادوا بأرواحهم تحت رايته, تحية لجيل اكتوبر العظيم.. رفض الهزيمة عام1967 وتحمل معاناة السنوات الصعبة استعدادا للحرب.
وتحية لذكري رجل عظيم.. تحية لروح الرئيس السادات, استلهم قرار الحرب من صمود مصر وإرادة أبنائها.. خاض حرب اكتوبر واثقا في الله وشعبه وقواته المسلحة, فرض بالنصر واقعا جديدا وفتح الطريق إلي السلام.
الإخوة والأخوات..
إن من عاش ويلات الحرب هم الأكثر إيمانا بالسلام.. ولقد عشت سنوات الحرب بضراوتها وشراستها.. وتابعت عملية السلام منذ بدايتها, وبما شهدته من نجاح وإخفاق
إننا نسعي لسلام عادل ودائم وشامل, ينهي احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية, يعيد الحقوق لأصحابها, يضع نهاية لمعاناة الشعب الفلسطيني, ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية, بمسجدها الاقصي وحرمه الشريف.
نسعي لذلك.. ليس من منطلق إيماننا بعدالة القضية الفلسطينية وقضايا أمتنا العربية فحسب, وإنما من منطلق إيمان مماثل بأن السلام كل لا يتجزأ.. وبأنه الضمان لأمن كافة دول وشعوب المنطقة.. بل والضمان الحقيقي لأمن اسرائيل.. وليس احتلال الاراضي العربية.. وقمع الفلسطينيين بقوة السلاح.
لقد تعرضت عملية السلام لانتكاسات واخفاقات عديدة, ونحن في مصر نبذل قصاري الجهد.. كي لا تنهار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل علي صخرة المستوطنات. وكي لاتضيع الفرصة الحالية السانحة للسلام كما ضاعت فرص كثيرة من قبل.
لقد أثبت السلام بين مصر واسرائيل, ان التوصل للسلام قد يكون صعبا. لكنه ليس مستحيلا, ولقد تمسكنا في مصر.. بأن تبدأ مفاوضات السلام مع اسرائيل بموضوع الحدود, وتمسكنا بأن يتم التفاوض علي أساس حدود مصر لعام..1906 وبأن يتم الانسحاب من كل شبر في سيناء.
لذلك فقد دعونا ـ ولانزال ـ لان تركز المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية المباشرة علي ترسيم الحدود الدائمة لدولة فلسطين المستقلة علي أساس حدود1967, لأن ذلك من شأنه حسم العديد من باقي قضايا الوضع النهائي.. بما في ذلك المستوطنات.
وفي سياق متصل, فقد خاضت مصر مفاوضات السلام بعد نصر اكتوبر صفا واحدا, رئيسا وحكومة وشعبا, وهو ما نأمل ان يتحقق للجانب الفلسطيني, بمواقف وطنية تعي مصلحة شعبهم ومعاناته, تسمو فوق الخلافات, تنهي الانقسام الراهن, وتتحدث بصوت واحد يدعم المفاوض الفلسطيني وقضيته العادلة.
إن مصر لن تفقد الأمل في السلام, فنحن ـ كغيرنا ـ في حاجة لسلام الشرق الأوسط.. كي نترك للأجيال القادمة منطقة آمنة مستقرة. توجه طاقاتها وثرواتها لخير أبنائها, تحقق تطلعاتهم للنمو والتنمية.. تدرأ عنهم مخاطر الحروب.. وتقطع الطريق علي شرور التطرف والارهاب, في هذه المنطقة الحساسة.. وعلي اتساع العالم.
الإخوة والأخوات
لقد كانت السنوات الصعبة ما بين الهزيمة والنصر.. اختبارا قاسيا لإرادة شعبنا, وقد اجتزنا هذا الاختبار بجدارة واستحقاق.
خضنا بعد النصر معركة مع الارهاب والتطرف, استهدفت قواه استقرار مصر وأمنها وأرواح وأرزاق أبنائها, ولاتزال تتربص بنا وتطل علينا بشرورها بين الحين والحين.
كما واجهنا تحديات عديدة, علي طريق تحديث مجتمعنا وتحقيق التنمية الشاملة, واستطعنا التغلب عليها بالعزم والتصميم, حققنا انجازات متواصلة بشتي قطاعات الانتاج والخدمات, غيرت وجه الحياة علي أرض مصر.. ونواصل الاصلاح والتحديث علي كافة محاوره.
بات لدينا اقتصاد أقوي.. مكننا من مواجهة الأزمات العالمية, بامكاناته الذاتية, بات لدينا بنية دستورية وتشريعية أقوي.. ومؤسسات أقوي.. وجيش أقوي.. ومجتمع مدني أقوي.. وقطاع خاص أقوي..مما كنا عليه بعد حرب اكتوبر.
لانزال ـ كغيرنا ـ في مواجهة مشكلات وتحديات كثيرة.. لكننا نمضي في طريقنا واثقين في قدرتنا علي تجاوزها والتغلب عليها, موقنين اننا علي الطريق الصحيح.
نمضي علي الطريق مؤمنين بأن أغلي ما لدينا هو تماسك شعبنا, فأهدافنا واحدة.. تستشرف المستقبل الافضل, وإن تعددت الرؤي حول افضل السبل المؤدية اليه, نلتقي حول ما يجمعنا لا ما يفرق بيننا.. ونعلي جميعا مصالح الوطن.
نعمل من أجل دولة مدنية حديثة, تواكب واقع العالم في القرن الحادي والعشرين, تقف بجانب الفقراء والبسطاء, وتدفع بكل فئات شعبها الي الأمام, لا تخلط الدين بالسياسة, تؤكد مفهوم المواطنة قولا وعملا.. وتحفظ الوحدة الوطنية بين أبنائها من المسلمين والأقباط.
إن المساس بهذه الوحدة خط شائك وخطر.. لن أسمح لأحد بتجاوزه.. وعلي من يزرعون الفتنة ويشعلونها ويغذونها أن يدركوا تماما أن أحدا ليس فوق الدستور والقانون.. وأننا سوف نتصدي بكل الحسم لمحاولات الوقيعة ولتوريط رموز الدين والعقيدة والفكر, يتعين ان تربأ بنفسها عما يوقع بين جناحي الأمة.. ويهدد أمن واستقرار الوطن.
الإخوة المواطنون..
إنني في ذكري النصر.. وبعد سنوات قضيتها في خدمة الوطن حربا وسلاما, أقول لرجال قواتنا المسلحة ان السلام تحميه القوة, وانتم درع الوطن وحماة السلام, وستبقون ـ أبدا ـ في استعداد ورباط, وأقول لكل مصري ومصرية اجتهدوا في بناء المستقبل, لكم وللأبناء والأحفاد بثقة وأمل.
وأقول ـ بكل الثقة واليقين ـ إننا قادرون علي ذلك.. بالعمل والجهد المخلص.. وبروح جيل اكتوبر العظيم.. وبالعزم والتصميم.. وبفكر وسواعد شباب مصر وشاباتها.
وفقنا الله جميعا وسدد خطانا
كل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته