دعا الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لفترة انتقالية تمر بها مصر يعاد من خلالها صياغة دستور جديد للبلاد، وتُرسى فيها مبادئ الديمقراطية والحريات والسلام الاجتماعى والعدالة، جاء ذلك خلال لقائه اليوم مع الإعلامى محمد كريشان ببرنامج "لقاء اليوم" على قناة الجزيرة.
وقال البرادعى، إن مستقبل الحكم فى مصر مجهول، معتبرا أن مصر فى منطقة سوداء ومرحلة نهاية نظام، مضيفا: "لست راغبا فى أن أكون مرشحا للرئاسة، والترشّح ليس لديه أسبقية فى ذهنى، ما أرغبه أن تعود مصر رائدة للعالم العربى".
ورفض البرادعى، سيطرة أى مؤسسة بالدولة على إرادة الشعب المصرى، فى اختيار رئيسه أو أى إملاءات خارجية من أمريكا أو إسرائيل، مضيفا أن هذه الأمور إهانة للشعب المصرى الذى عليه أن ينتخب ويقرر كيف وبأى أسلوب يحكم.
وعن رأيه بشأن ترشح الرئيس مبارك خلال الانتخابات القادمة، قال البرادعى "آمل أن تأتى قيادة جديدة كأى نظام ديمقراطى يضخ فيها دماء جديدة، فمصر ستحدد مصير العرب إذا صارت فى طريق الحداثة والوسطية".
وأوضح البرادعى، أن أسلوبه فى التغيير يعتمد على 4 آليات هما التوقيعات على بيان التغيير "معا سنغير" ومقاطعة الانتخابات المقبلة، والتظاهر السلمى، وأخيرا العصيان المدنى الذى لا يرغب فى اللجوء إليه على حد قوله فنحن لا نريد إسقاط النظام إنما أن يعود مرة أخرى ممثلا عن الشعب المصرى محذرا من ثورة الجياع، حيث قال "أتمنى أن يستجيب النظام ويعترف بفشله ويترك الساحة لغيره".
وانتقد البرادعى، سلسلة الاعتقالات التى جرى ممارستها إزاء النشطاء السياسيين، قائلا إن حركة التغيير بدأت ولن تعود للخلف لكنها مسألة وقت وذلك بعد مرور 85 عاما من غياب للديمقراطية، داعيا كافة القوى السياسية لمقاطعة الانتخابات التى أوضح أنها ستعد استمرارا لمهزلة الديمقراطية المزيفة كرد فعل على عدم استجابة النظام المصرى لأى من المطالب السبعة التى دعا إليها بيان التغيير، قائلا "، هل تود القوى السياسة أن تكون جزءً من الديكور.. لكن الأمر متروك للأحزاب والشعب سيقرر".
وعن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، قال البرادعى إنه ينسجم مع كل مصرى يريد الإصلاح فى مصر، وهو ما يرغبه الإخوان المسلمين الذين أيدوا مطالب التغيير وإقامة الدولة المدنية حيث قال "كنا فى منتهى الصراحه معاً، إننا لدينا الكثير من الخلافات الفكرية والعقائدية لكننا متفقون على طريق الإصلاح"، مضيفا "إطلاق الدولة عليهم لقب المحظورة بالرغم من أنهم أكبر جماعة معارضة فى البرلمان يبدو وكأننا ندفن رأسنا فى التراب".
وعلق البرادعى على التطرق لحياته الشخصية قائلا، "إنها دليل على انحدار القيم الأخلاقية لكننى لن أنزل بمستواى لهذا التدنى الأخلاقى فلا يجب أن يعطيه الإنسان الكرامة ويدخل معه فى سجال".