طالبت النيابة العامة بتطبيق أقصي عقوبة علي المتهمين رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي وضابط الشرطة السابق محسن السكري وهي الإعدام شنقا في قضية مقتل اللبنانية سوزان تميم وناشدت المحكمة ألا تأخذها رأفة بالمتهمين‏.‏ جاء ذلك خلال مرافعة النيابة في القضية أمس.

 عندما شرح ممثلا النيابة وقائع الدعوي وتعدد الأدلة فيها وأكدا أنها قضية قتل عمدا مع سبق الإصرار وقد قامت النيابة بشرح وقائع الدعوي والظروف الجديدة التي طرأت علي القضية ومن بينها‏:‏ ذكرت النيابة أن والد سوزان تميم ذكر في تحقيقات نيابة دبي اتهامه لهشام طلعت مصطفي بقتل ابنته سوزان تميم وتبريره ذلك اتصال ابنته به لكي تخبره قبل وفاتها بأنها تتلقي تهديدات من هشام طلعت مصطفي وأنه عاد وأرسل تنازله عن الدعوي المدنية وهذا حقه في ذلك لكنه ليس من حقه أن يخوض في القضية وينفي التهمة عن هشام طلعت مصطفي ويقول المستشار مصطفي سليمان بأنه في استطاعته أن يقدمه للمحاكمة وإقامة الدعوي عليه بشهادة الزور‏.‏

وأضافت النيابة أن أوراق القضية فاضت بالأدلة الدامغة والأسانيد القاطعة والبراهين الساطعة سطوع الشمس لكل ذي عينين علي ارتكاب المتهمين لجريمة قتل المجني عليها عمدا مع سبق الإصرار وعلي ارتكاب المتهم محسن السكري للجريمة‏,‏ فضلا عن ذلك جريمتا إحراز سلاح ناري مسدس وذخيرة بدون ترخيص وهذه الأدلة جاءت متعددة متنوعة متساندة يؤازر بعضها بعضا‏,‏ وقالت النيابة إن أوراق القضية تحتوي علي‏39‏ شاهدا من شهود الإثبات من مهندسين وأطباء شرعيين وغير ذلك من الشهود وردت النيابة علي تقرير الخبراء وشهادة الخبراء الذين أحضرهم دفاع المتهم الثاني وذكرت النيابة أن تقرير الدكتور أحمد السجيني الخبير الاستشاري للطب الشرعي وهو تقرير خاص‏,‏ وقالت النيابة أن هذا التقرير لايمت بصلة إلي الخبراء ويحتوي علي مرافعة الدفاع ومسائل قانونية لاتضيف شيئا إلي القضية وفي نهاية مرافعتها والتي تمثلت في جزأين تضمن الجزء الأول منها شرح وقائع القضية وملابساتها والتي قام شرحها المستشار مصطفي سليمان وأقوال الشهود والأدلة التي سردها المستشار مصطفي خاطر المحامي العام في الجزء الثاني وفي النهاية طالبت النيابة بتطبيق أقصي عقوبة علي المتهمين وهي الإعدام والا تأخذ المحكمة بهما رأفة وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة اليوم للاستماع إلي مرافعة الدفاع عن المتهمين‏.‏

وكانت المحكمة قد عقدت جلستها صباح أمس برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد والدكتور أسامة جامع وحضور المستشارين مصطفي سليمان المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة ومصطفي خاطر المحامي العام لنيابة شرق القاهرة وأشرف اللواءان عابدين يوسف نائب مدير أمن حلوان وحسن السوهاجي مدير مباحث حلوان والعقيد ياسر الشناوي رئيس مباحث حلوان علي التنظيمات الأمنية غير المسبوقة وقد حضر المتهمان محسن السكري في الساعة الحادية عشرة والربع وبعده بدقائق هشام طلعت مصطفي وجلسا علي كرسي داخل قفص الاتهام ووجهه ينظر إلي الأرض ووقف أثناء مرافعة النيابة عندما كانت تشرح دوره في القضية‏.‏

وفي بداية الجلسة قدم المستشار مصطفي سليمان إلي المحكمة خطابا من وزارة الخارجية مرفقا به أوراقا قضائية تتعلق بقضايا مقامة من هشام طلعت مصطفي ضد سوزان تميم في جنيف وخطابا آخر من قطاع التعاون الدولي بوزارة العدل مرفقا به صورة من مذكرة من لبنان إلي القاهرة موثقا من السفارة اللبنانية بالقاهرة تتعلق بعدم تنازل عادل معتوق عن القضية وعدم تراجعه‏.‏

واستهل بعد ذلك المستشار مصطفي سليمان مرافعته‏:‏ حيث ذكر الآيات القرآنية التي تحث علي عدم قتل النفس عمدا وبعد ذلك أخذ يشرح وقائع القضية ذاكرا أن هذه القضية هي قضية قتل عمد مع سبق الإصرار وقضية إزهاق نفس بشرية بدون وجه حق وقضية فساد وإفساد في الأرض وسمات الواقع فيها ثراء ونفوذ وطمع وغرام وهيام وهجر ونفور وجحود ونكران وحماقة وتصور تهديد ووعيد غدر وخيانة وحشية وانتقام وقتل وتنكيل بهتان وتضليل ذل ومهانة بعد عز وكرامة ثم بعد ذلك شرحت النيابة الدافع وراء قيام المتهم الأول بقتل المجني عليها وهو حبه للمال وظروف عمله مع مجموعة طلعت مصطفي والتصاقه بالمتهم الثاني هشام طلعت مصطفي وكذب المتهم الأول في بعض الحقائق التي أوردها في اعترافاته بالنيابة وصدقه في بعض الوقائع الأخري‏.‏

وقالت النيابة إن قضية اليوم قضية رجلين غرتهما الحياة الدنيا بما فيها من مال وسلطان واتبعا شهواتهما بحب النساء والمال وسقطا في مستنقع الجريمة ولاريب في أنه قد عرضت أمام عدلكم الكثير من قضايا القتل وفصلتم فيها بميزان العدل ولكننا اليوم أمام قضية تختلف عن مثيلاتها لا من حيث الأركان القانونية المعروفة في قضية القتل ولكن من حيث صنف المتهمين فيها والظروف والملابسات فالمتهمان فيها صنف آخر من الجناة الذين اعتدنا علي رؤيتهم ومثولهم لمثل تلك القضايا وأسمحوا لنا قبل أن نعرض وقائع الدعوي وظروفها وملابستها أن نبين من هما المتهمان فيها ولماذا هما مختلفان عمن ألفناهم من متهمين‏,‏ وقالت النيابة إن المتهم الأول محسن السكري رجل من أصحاب الشركات الخاصة حاليا رزقه الله بالمال الكافي ليحيا حياة كريمة وحباه بقوة البنية وفتوة العضلات وكان يعمل ضابطا بجهاز مباحث أمن الدولة في مكافحة الإرهاب والتطرف الجهاز الذي يحمي أرض الوطن وأمانة الجهاز الأهم في وزارة الداخلية ولكنه يحمل في ذات الوقت بين جنبيه نفسا شريرة غير قنوع وأغرته بقوته وجعلت حبه للمال أكبر من تقديره للرسالة الجليلة التي كان يؤديها فاستقال من عمله وأخذ يبحث عن المال الذي أصبح هدفه ومبتغاه يسعي لجمعه بشتي الوسائل ومن أجله يستبيح كل المحرمات‏.‏

‏...(‏ فتحول من رجل شرطة مهمته الأولي توفير الأمن وحماية أرواح المواطنين إلي قاتل أجير سفاح مأجور أسوأ أنواع المجرمين قاطبة‏)‏ بل أسوأ صنوف البشر تجرد من القيم وصار ممن يكدرون الأمن ويروعون الامنين ويزهقون الأرواح مقابل حفنة من المال ووراء شهواته فاشبعها بالدماء والمال الحرام بل والمتعة الجنسية الحرام‏,‏ وها هو اليوم يجني ثمرة ذلك الفساد وتلك الاستهانة بالحرمات وصدق بن عطاء السكندري في قوله‏:‏

ما بسقت أغصان ذل‏....‏ إلا علي بذرة طمع

قاتل محترف

والمتهم الثاني هشام طلعت مصطفي رجل من كبار رجال الأعمال في مصر سطع نجمه وذاع صيته في مجال العمل في ميدان المقاولات وأرسي فيه كيانا اقتصاديا كبيرا فعلا شأنه وازدادت ثروته حتي أصبح يشار إليه بالبنان ثم أتجه إلي العمل العام وصار عضوا بالحزب الحاكم فنائبا بمجلس الشوري ووكيلا لاحدي لجانه بعد أن حاز ثقة الناس فمنحوه أصواتهم والتفوا حوله بالخداع حيث‏....(‏ استطاع أن يتخفي وراء قناع من البر والتقوي ويخفي حقيقته كقاتل محترف يسير علي نهج كبري العصابات‏)‏ ولو لم يقتل بيده فاكتسب جانبا من السلطة وصارت له مكانة رفيعة مرموقة في المجتمع وأصبح يحلق في سمائه بجناحي المال والنفوذ ولما اجتمع له المال والسلطان ظن أن الدنيا قد حيزت له وخضعت وأن ما يشتهيه يجب أن يحصل عليه وأنه متي أمر فقد وجبت طاعته‏.‏

منح المال والبنون والصحة والسلطة والنفوذ ولكنه لم يقابل ذلك بالشكر لله والعرفان بل بالجحود والنكران ففعل ما فعل واقترف ما اقترف وسقط في هاوية الاجرام‏,‏ وارتكب من الاثام أشدها وساهم في قتل النفس التي حرم الله الا بالحق‏,‏

أدلة الإدانة

وقال المستشار مصطفي خاطر‏:‏

كانت تلك وقائع الدعوي وأما الدليل عليها فلقد‏000(‏ ذخرت أوراق القضية وفاضت بالأدلة الدامغة والاسانيد القاطعة والبراهن الساطعة سطوع الشمس لكل ذي عينين علي ارتكاب المتهمين لجريمة قتل المجني عليها‏)‏ عمدا مع سبق الاصرار وعلي ارتكاب المتهم محسن السكري فضلا عن ذلك لجريمتي احراز سلاح ناري مششخن مسدي وذخيرة بغير ترخيص وهذه الأدلة جاءت متعددة متنوعة متساندة يؤازر بعضها بعضا انسابت إلينا من خلال التحقيق الابتدائي والتحقيق الذي أجرته المحكمة انسياب النهر المتدفق‏.‏

وشرحت النيابة الصور التي عرضت للسكري يوم‏8/24‏ والتي التقطت له في برج الرمال وكانت مخزنة علي جهاز التخزين واعتراض المتهم علي صورتين التقطتا له وقال انه كان خارجا من صالة الجيم فقال المستشار مصطفي سليمان إن المتهم حضر إلي برج الرمال الساعة‏7‏ الا ربعا وشاهدنا صورته في الدور الثاني نفس الهيئة ونفس ملابسه الساعة‏8,29‏ مما يدل علي أنه كان في مكان وقوع الجريمة ولم يخرج من برج الرمال الا الساعة‏9,20‏ دقيقة بعد ارتكابه للجريمة ولم نشاهد شخصا آخر في نفس التوقيت الكاميرات التقطت له صورته‏.‏

علي هامش الجلسة

‏*‏ حضر أقارب هشام طلعت أعمامه وأخواله وشقيقه طارق‏,‏ بينما لم تحضر شقيقته سحر‏,‏ وجلسوا علي المقاعد القريبة من قفص الاتهام‏.‏

‏*‏ حضر والد محسن السكري وشقيقه قبل بدء الجلسة بلحظات وجلسا بجوار محاميه‏.‏

‏*‏ حاول الدفاع عن المتهمين الحديث أمام رئيس المحكمة بعد انتهاء النيابة من مرافعتها ولكن المستشار عادل عبد السلام جمعة رفض الاستماع إليهم ذاكرا أن يقدموا مايريدون في المرافعة اليوم‏.‏

‏*‏ هشام طلعت بدت عليه علامات الارتباك والحزن الشديد عندما كان يستمع إلي مرافعة النيابة وكان يجلس ثم يقف وكانت تلاحقه عدسات المصورين ووسائل الإعلام المختلفة‏.‏