نشرت جريد الدار حوارا مع وزير الخارجية احمد ابو الغيط اعرب فيه عن أمله بأن تتخلى اسرائيل عن المناورات وتفاوض الفلسطينيين بالمصداقية المطلوبة، خاصة ان نجاح المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية سوف يفتح الطريق نحو ضغوط تؤدي لتحقيق المصلحة الفلسطينية وبالتالي ايجاد موقف فلسطيني موحد.
واذ أكد أبو الغيط أن امكانات مصر أكبر كثيرا من أي سهام تطلق عليها، نفى وجود انفراجات في عودة المثلث المصري - السوري - السعودي، لكنه أعلن ترحيب مصر بزيارة بشار الأسد اليها في أي وقت. وننشر هنا حوار الدار مع ابوالغيط لما فيه من تصريحات مهمة.
مياه النيل ستبقى مع مصر ما بقيت البشرية.. ولتكن أطروحات تطوير الجامعة لمصلحة العمل العربي لا لمصالح ضيقة
أحمد أبو الغيط لـ «الدار»: لتتخلّ إسرائيل عن المناورات ولتفاوض الفلسطينيين بالمصداقية المطلوبة
حاوره محمد الرز:
• لتكن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.. ويكون غرب القدس عاصمة لإسرائيل
• نجاح المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية سيفتح الطريق نحو ضغوط تؤدي
لموقف فلسطيني موحد
• المفاوضات السورية - الإسرائيلية عبر تركيا كانت جدية وكادت تحقق تقدماً كبيراً.. لكن الإسرائيليين أهدروا الفرصة بحرب غزة
• مصر العمق الاستراتيجي لدول الخليج.. وأمننا من أمنهم
• لا انفراجات في عودة المثلث المصري - السوري - السعودي.. والأسد مرحَّب به دائماً في القاهرة
• نرفض أي عدوان على إيران.. وعودة العلاقات مرتبطة بتسليمنا عناصر هددت أمننا القومي
• نحن أكثر الدول ترحيباً بالدور التركي وبالمساعدة على التصدي «للعلياء» الإسرائيلية
• مصر تتحرك نحو مستقبل الحكم بأكبر قدر من الاستقرار والهدوء والأمن والموضوعية
• أمن لبنان واستقراره يهمان مصر بشدة.. وسنواصل اتصالاتنا مع الفرقاء اللبنانيين
• أمير الكويت يتسم بالحكمة التي تفوق حكمة الكثيرين .. وتجربته متراكمة وغنية.. وعلاقاتنا مليئة بالمودة والحب والتقدير
أعرب وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط عن أمله بأن تتخلى اسرائيل عن المناورات وتفاوض الفلسطينيين بالمصداقية المطلوبة، خاصة ان نجاح المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية سوف يفتح الطريق نحو ضغوط تؤدي لتحقيق المصلحة الفلسطينية وبالتالي ايجاد موقف فلسطيني موحد.
واذ أكد أبو الغيط أن امكانات مصر أكبر كثيرا من أي سهام تطلق عليها، نفى وجود انفراجات في عودة المثلث المصري - السوري - السعودي، لكنه أعلن ترحيب مصر بزيارة بشار الأسد اليها في أي وقت.
وكشف وزير خارجية مصر أن المفاوضات السورية - الاسرائيلية عبر تركيا كانت جدية وكادت تحقق تقدماً كبيراً، لكن الاسرائيليين أهدروا الفرصة في حرب غزة، معلناً أن مصر هي من أكثر الدول ترحيبا بالدور التركي المساعد في التصدي «للعلياء» الاسرائيلية.
لبنان ومنابع النيل والعلاقة مع الإدارة الأميركية في عهد أوباما شملها هذا الحوار الموسع والشامل الذي أجرته «الدار» مع رئيس الدبلوماسية المصرية الذي يسجل نجاحات ملحوظة على أكثر من صعيد وهو الذي أكد رفض مصر لأي عدوان على ايران، داعياً طهران لتسليم القاهرة عناصر تهدد أمنها القومي كتمهيد لعودة العلاقات الثنائية الجيدة بينهما، أما عن مستقبل الرئاسة في مصر فهو مطمئن جداً إلا أنه سيتم بأكبر قدر من الاستقرار والهدوء والأمن والموضوعية.
«الدار» حاورت أبو الغيط الوزير والدبلوماسي الصريح والواضح والحازم.. والقريب من القلب:
• نلاحظ وجود عدة هجمات ضد مصر، تارة من الجنوب حول اتفاقية منابع النيل أو من الشمال لوراثة دور مصر، او من الغرب تحت شعار الجامعة العربية.. فما الذي يجري، وهل يمكن لدور مصر ان يصبح مكسر عصا؟
- مسؤوليات مصر في هذا الإقليم تنبع أساساً من تاريخ هذه المنطقة ومن جغرافيتها والكتلة السكانية المصرية والمساهمة المصرية بالغة التأثير ثقافياً في تاريخ هذه المنطقة للدفاع عن المصالح الإقليمية، جميعها عناصر تجذب كافة الأطراف لكي تطرح مواقف يظهر وكأنها تنافس الدور المصري، ونحن لا ننظر إلى أي طرح يتحرك أو يسعى لوضع أفكاره أو طرح مبادراته، باعتباره يمثل تحديا أو منافسة للتأثير المصري.
فمصر على استعداد للاستماع لكافة الأطراف ولقبول كل المساهمات للاستمرار في مسؤولياتها تجاه الإقليم، أما إذا كان البعض يتصور أنه يستطيع أن ينحي الدور المصري جانياً دائماً فهذه المحاولات تصاب بـ (الخيبة)، والمسألة هنا أن الجميع يعلم قدراتنا وبالتالي الجميع يسعى إما للاستفادة من مصر من خلال ضمها إلى تفكير وتوجه ما أو أن يظهر وكأنه ينافسه، أما حقيقة الأمر فهي أننا لا نستشعر المنافسة ولكن نستشعر أنه علينا دور يجب أن نؤديه طبقاً لقدراتنا وإمكانياتنا ومن يتصور أنه ينافس فليكن فهذا أمر خاص به، وعندما تتحرك دولة كبيرة لها تأثيرها ويحاول البعض أن يطلق سهاما هنا أو هناك فأنا أعتقد أن إمكانيات مصر أكبر كثيراً من أي سهام تطلق عليها. هذا هو ردي بإيجاز فمصر قادرة على التعامل مع كل التحديات من أي اتجاه سواء اتجاهات جغرافية أو ثقافية.
مياه النيل
• وماذا بالنسبة لقضية منابع النيل، وهي تتصل بالأمن الوطني والقومي لمصر؟
- موضوع مياه النيل موضوع يحظى باهتمام الدولة ولكن يجب ألا يغيب عن الجميع أن مسائل مياه النيل هي مسائل تاريخية، وهناك مواقف تاريخية متنازع عليها ومضى عليها عشرات السنوات وأعتقد أن موضوع مياه لانيل سيبقى مع مصر ما بقيت مصر وستبقى مصر طالما بقيت البشرية وبالتالي لا يجب أن يتصور البعض أن هذا الأمر يمثل ضيقا لمصر، فالمصالح المصرية ستبقى والاهتمام المصري لدول المنابع ستبقى وسنسعى دائماً للتوصل إلى تفاهمات مع هذه الدول وبما لا يؤثر إطلاقاً على حصص مصر في النفط.
وحول ما يقال عن وجود تهديد بمنع أو قطع المياه عن مصر فهذا أمر غير ممكن لا علمياً ولا اقتصادياً ولا تستطيع قدرة على الأرض أن تمنع النهر من الانسياب إلى المصب.
جامعة الدول العربية
• أيضا هناك الإشكال القائمة مع الجزائر وغيرها حول الأمانة العامة للجامعة العربية؟
- لا يبقى حال على حاله، ومن هنا وعندما يتحدث البعض عن أفكار تطوير الجامعة العربية، نرد عليهم بالقول اننا نقبل تماماً بفكرة تطوير العمل العربي الجماعي ونتقبل هذه الأفكار المخلصة التي هي احدى صفات وسمات العمل المصري في إطار الجامعة العربية لكي يساعد الجامعة والقمة على تحقيق كل ما يرعى مصالحها.
مصر لها اطروحات وهناك اطروحات تأتي من دول أخرى نحن نناقشها وننظر إليها ونقدر ما هو الأصلح للجامعة العربية، كما ينبغي أن يكون كل نقاش هو في الحقيقة لا يستهدف مصالح ضيقة لطرف إقليمي أو طرف عربي ولكن يستهدف صالح الجامعة العربية، وطالما الاطروحات وأفكار التطوير تستهدف صالح الجامعة العربية فنحن دائماً منفتحون.
الرئيس مبارك شارك بفعالية وبقوة في اجتماع خماسي عقد على مستوى القمة في ليبيا وهناك ورقة أعدت الكثير من أفكار التطوير وافقت عليها مصر وسوف تطرح على القمة العربية الاستثنائية في ليبيا يوم 9 أكتوبر المقبل ونأمل أن تحظى هذه الأفكار بتأييد دول الأعضاء كاملة.
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية
• شاركتم برعاية المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، فهل تتوقعون النجاح لهذه المفاوضات ام ان الاسرائيليين سيفرغونها كالعادة ونعود الى نقطة الصفر؟
- تجربة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية كانت دائماً تجربة نصف ناجحة لم تحقق الهدف المراد منها وهي إقامة الدولة الفلسطينية ومن تابع هذه المفاوضات منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 حينما كنت عضواً مسؤولاً في الوفد المصري آنذاك، لاحظنا جميعاً أنه حصل تقدم ما ثم توقفت الأمور ثم وقعت الانتفاضة الثانية وانفجر الوضع الفلسطيني - الإسرائيلي لتعود الأمور بعد ذلك تتحرك مرة أخرى ونأمل أن تتخلى اسرائيل عن المناورات ونأمل أن تتفاوض اسرائيل مع الفلسطينينين بالمصداقية المطلوبة، ونأمل في نفس الوقت أن ينجح الجانب الفلسطيني في لم الشمل وإنهاء الخلافات بما يؤدي إلى عدم إتاحة الفرصة لأي طرف في إسرائيل أو طرف دولي بالادعاء أن الجانب الفلسطيني منقسم على نفسه، ونأمل أن تتحرك الأمور إلى الأمام وأن يقف الرباعي الدولي في دعم المفاوضات وأن تنجح الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بأن تكون المفاوضات ذات مصداقية بهدف الوصول للسلام الذي يقوم على دولة فلسطينية تعيش إلى جوار دولة إسرائيل داخل حدود معترف بها وبأمان لكلتيهما وأن تكون هذه الحدود قائمة على خطوط 67.
كما أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون عاصمتها القدس الشرقية وهذا لا يعني أن تكون القدس عاصمة مقسمة بين الطرفين ولكن أن يكون هناك للفلسطينيين عاصمتهم في شرق القدس وتكون إسرائيل عاصمتها في غرب القدس ويكون هناك تعاون بين الجانبين بما يكفل استمرار وحدة المدينة.
حماس ومصر
• مشاريع المصالحة بين الفلسطينيين كانت تسقط في اللحظات الأخيرة، هل توقفتم عن هذه المساعي؟
- مصر متوقفة حالياً عن بذل هذا الجهد لأننا لاحظنا أن الإخوة في حماس لايرغبون في التوقيع على وثيقة المصالحة ويسعون لإعادة فتح المفاوضات عليها، وكان الموقف المصري دائماً أن فتح هذه الوثيقة للنقاش مرة أخرى سيؤدي الى أن تطالب الأطراف الاخرى غير حماس بأن تضع هي أيضاً إرادتها وأفكارها، ومن هنا قلنا إنه علينا أن نتفق على عدم فتح المسألة للنقاش وأن يتم التوقيع ويتم بعد ذلك عند تنفيذ الاتفاق التحدث في أي نقاط خلافية يحتاج إلى توضيح، وللأسف فأن مسألة المصالحة متوقفة حالياً ونتصور أنه إذا ما تحركت التسوية الفلسطينية أو المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية فإن ذلك سيفتح بالتأكيد الطريق نحو الكثير من الضغوط الدولية والعربية والمصرية لكي تتم العودة مرة أخرى لمناقشة المصالحة لكي نحصل على موقف فلسطيني موحد ونستطيع أن ننفذ هذا الاتفاق الذي يمكن الوصول إليه من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
• لكن هناك أبعاداً أخرى؟
المفروض ألا يتم الأمر كذلك والمفروض ألا يستخدم أي طرف عربي إذا صحت هذه النقطة كورقة مقايضة، فالقضية الفلسطينية أكبر كثيراً من أن نسمح أن تكون لعبة أو ورقة أو كارتا في الأوضاع العربية.
المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية
• هل تعتقد أن المفاوضات السورية - الاسرائيلية عبر تركيا كانت جدية.. ولماذا توقفت؟
- أتصور أنها كانت تتسم بالجدية، والمعلومات المتاحة لنا من الجانب التركي وأطراف أخرى كثيرة أنها كانت تحقق تقدماً كبيراً، وعندما وقع الغزو الإسرائيلي لغزة ثارت تركيا ثورة شديدة لأنها كانت تتصور أنها قد اقتربت من تحويل هذه المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة بين الجانبين السوري - والإسرائيلي، إضافة إلى أن كبار القادة والمسؤولين الأتراك أبلغوني شخصياً في زيارة سريعة لأنقرة في نهاية شهر ديسمبر 2008، وأن الغضب التركي ينطلق ليس فقط جراء العنف الذي مارسته إسرائيل في هجماتها الشرسة على شعب وأرض غزة، ولكن لأن تركيا تستشعر أن إسرائيل لم تأخذ في حسبها الجهد التركي في إطلاق مفاوضات سورية – إسرائيلية وأن إسرائيل بهذا الفعل قد اجهضت وأهدرت فرصة جمع إسرائيل وسورية على مائدة مفاوضات مباشرة كانت تركيا ستتحمل مسؤولياتها.
الدور التركي
• ألا تلاحظون أن الدور التركي في المنطقة تقدم أكثر من اللازم؟
- أي دور تركي يعمل لصالح الأطراف العربية والإسلامية مرحب به. تركيا دولة إسلامية غابت كثيراً عن سياسات الإقليم، وتركيا كانت لها مسؤولياتها دائما نتيجة لحجمها وإمكانياتها واقتصادها وتأثيرها، هذه الدولة التركية غابت لثمانية عقود وعندما تعود وتقول للعرب أرغب بالمساعدة في التصدي لكل هذه العلياء الإسرائيلية وهذا الأسلوب الإسرائيلي في إساءة معاملة الفلسطينيين واحتلال أراضيهم، فنحن أكثر الدول ترحيباً بالطرح التركي.
التنسيق السعودية
السوري ـ المصري
• التنسيق السعودية ـ السوري ـ المصري معطل الآن، والرئيس الأسد أبدى رغبته بزيارة القاهرة .. لماذا هناك جمود في العلاقات المصرية - السورية؟
- في الوقت الحالي لا توجد انفراجات لعلاقة هذا الثلاثي ولكن نأمل أن يحمل المستقبل من التغيرات في المواقف بما يفتح الطريق مرة أخرى إلى تعاون ثلاثي يمثل ضمانة لسياسات العرب، والرئيس بشار الأسد دائماً مرحب به في القاهرة.
الوضع اللبناني
• هل توقفت اتصالاتكم مع الأطراف اللبنانية؟ .. وما موقفكم إذا وقع اعتداء على لبنان؟
- بالتأكيد سنواصل جهودنا في الاتصالات مع الأطراف اللبنانية، كما أن أمن لبنان واستقراره يهمان مصر بشدة، وذلك كون لبنان يقع على مرمى حجر من أرض مصر، ومصر تعي كذلك أن لبنان له تأثيره في السياسات العربية وبالتالي نحن نقف مع لبنان ونسعى لتأمين الاستقرار ونطالب برفع الأيدي وعدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، أما على الجانب الآخر فلبنان بلد عربي نقف معه دائما في مواجهة أي محاولة للاعتداء عليها من قبل إسرائيل.
الموقف من إيران
• تصريحاتكم برفض العدوان على إيران كانت تفترض تحسن العلاقة الثنائية.. ما الذي يعوق عودة هذه العلاقة؟
- إيران دولة إسلامية لها تاريخها وتأثيرها الكبير في سياسات هذا الإقليم ومصر بالتالي لا يمكن أن توافق على أي عدوان ضد دولة إسلامية كبرت أو صغرت، لدينا نقاط خلاف مع إيران والاختلافات المصرية - الإيرانية تنبع من رؤية مصر لنقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بالأداء الإيراني السياسي الخارجي في سياسات الإقليم وتدخل إيران بشكل قد يؤثر سلبيا على أوضاع الإقليم، أما النقطة الثانية في العلاقات الثنائية المصرية - الإيرانية ووجود عناصر أمنية على الأرض الإيرانية لا ترغب إيران في طردها من أراضيها أو تسليمها لمصر وهي عناصر هددت في السابق الأمن القومي المصري، أما في حال توصلنا إلى تفاهم حول هاتين النقطتين اعتقد أنه لن يوجد بيننا وبين أشقائنا في إيران الإسلامية أي خلاف.
أما بالنسبة لموضوعات الملف النووي الإيراني، فالجانب المصري يرغب ويأمل ويسعى ويطلب أن تتم تسويتها مع الأطراف الغربية والتنظيم الدولي المتمثل في مجلس الأمن ووكالة الطاقة الذرية، على أن تكون تسوية الخلافات والاختلافات بشكل سلمي بما يؤدي إلى تفادي تصعيد الموقف العسكري ضد إيران.
وبخصوص علاقة مصر بإيران، مصر تبقي على علاقاتها مع إيران إلا أنها تنتظر أن تستجيب إيران للمطالب المصرية في الإطار الثنائي.
القلق الخليجي
• كيف ستتصرفون في حال تعرضت دول الخليج لإشكال أمني جراء التطورات مع إيران؟
- نقف مع اخواننا في دول الخليج، فمصر هي العمق الاستراتيجي لمنطقة الخليج وهي جزء من أمن الخليج، وكما وقف الخليج مع مصر في سنوات سابقة أثناء حربها مع إسرائيل، مصر ستقف معهم.
العلاقة مع أوباما
• هل تغيرت العلاقات المصرية - الاميركية للافضل في عهد أوباما؟
- الجانب الأميركي يسعى بمصداقية للتسوية الفلسطينية ولتحقيق الاستقرار في العلاقة بين العالم العربي والإسلامي من ناحية والولايات المتحدة والعالم الغربي من ناحية أخرى، كما أتصور أن الإدارة الأميركية يجب أن تتسلح بإمكانيات وإرادة مصممة على تحقيق هذه الانفراجات، والفترة القليلة القادمة ستكشف عن مدى وحدود الإرادة الأميركية لتنفيذ هذه السياسات التي يتحدثون عنها والتي نرضى حاليا بها.
وفيما يخص العلاقات المصرية - الأميركية تحت رئاسة باراك أوباما، هي علاقات تتسم بالاستقرار وبالصداقة، حيث يجمع الرئيسين حسني مبارك وباراك أوباما الكثير من نقاط التفاهم حول العديد من العلاقات الثنائية إضافة لنظرتهم المشتركة إلى الإقليم والحاجة إلى تحقيق التهدئة والاستقرار والسلام والتنمية والتسوية الفلسطينية مع التسوية للملف النووي الإيراني وبشكل سلمي.
مصر والكويت
• وما هو تقويمكم للعلاقات المصرية ـ الكويتية في المرحلة الحالية؟
- العلاقات المصرية الكويتية مليئة بالمودة والحب والاحترام والتقدير، وسمو الأمير يتسم بالحكمة التي تفوق الكثيرين ولديه تجربة متراكمة، ونأمل له مزيد العمر والتوفيق لبلاده وأكبر قدر من الاستقرار والازدهار والتقدم.
رئاسة مصر
• موضوع الرئاسة في مصر خلال الفترة المقبلة يشغل الكثيرين.. فهل سيستمر الاستقرار في حال التغيير؟
- من الأمور المهمة أن مصر في هذا الإقليم تحظى بكل هذا الاهتمام الأمر الذي يسعد المصريين بأن العالم الخارجي ينظر إليهم بهذا القدر من الاهتمام، وأنا شخصيا يسعدني كل رأي أو حتى التناول السلبي أحيانا لبعض الفضائيات حيث أن كل فضائيات وصحف المنطقة ليس لديها سوى الحديث عني كمواطن مصري وبالتالي كوني مواطنا مصريا أسعد باهتمام العرب والإقليم بي.
وحول المستقبل المصري، على الجميع أن يثق بالمستقبل المصري الذي تتحرك إليه مصر بأكبر قدر من الاستقرار والهدوء والأمن والموضوعية بما يحقق للشعب المصري أمله، فالمواطن المصري أو الشعب المصري هما اللذان سيقرران شكل الدولة المصرية ومستقبل الحكم في مصر للعقد الثاني من القرن الحادي عشر، وهذا كل ما أستطيع التحدث فيه في هذا الجانب، عدا ذلك فمصر لديها رئيس وهو رئيس قادر والأوضاع الداخلية مستقرة، إضافة إلى أن الرئيس حسني مبارك فقط هو الذي سيقرر الترشح مرة أخرى وهو قال سابقا «سوف أبقى رافعا علم المسؤولية حتى آخر رمق في حياتي»، كما أن هناك مؤسسات مصرية موجودة وفاعلة وهناك دستور مصري ومجلس شعب ومجلس شورى وحكومة وسلطات رقابية وأجهزة إعلامية، فمصر هي دولة مؤسسات وهذه المؤسسات كانت دائما قادرة على تأمين الاستقرار والديمومة لمصر وشعبها.