بعد السلام والتحية... ضحكت كثيراً وعجبت أكثر عندما قرأت مقال فايدة أحمد الذي انبرت من خلاله تصفني بالإفلاس الفكري وكأنها صاحبة بنك الأفكار الدولي وكذلك تصفني بأنني لا أتمتع بأبسط الأخلاق الدينية وكأني أقف بين يدي شيخ الكتاب الهرِم الذي حفظت على يديه كتاب الله في صغري... والأغرب من ذلك أنني لم أسمع عن هذه السيدة من قبل بأنها مثلاً قائمة على حقوق المصريون بالغربة أو أنها مثلاً المتحدث الرسمي باسم المحبة بين المصريين في الخارج والمدافع عن حقوقهم ولم أسمع عن إسهاماتها في حل مشاكل الجالية المصرية في الكويت مثلاً ولم يرد إلى علمي من قريب أو من بعيد بما حملته الكاتبة على عاتقها من هموم المصريين في الخارج وفي الكويت على وجه الخصوص... ولو وُجد هذا وأنا لست على علم به فالأولى بها أن تتوجه مباشرة إلى مجلس الجالية كي ترشح نفسها لعلنا نستفيد من خدماتها التي طالما أشعرتنا أنها على وشك تبنيها تجاه أبناء مصريتها... وأنها تخاف على مبادئ الحب والإنسانية ونبذ التفرقة والكراهية بين أبناء الجالية في الخارج وكأنني من يمسك بيده معول الهدم لكل هذه المبادئ الأخلاقية فكلما أثرت موضوعاً على صفحات الموقع من شأنه أن يحكي عن موقف نأخذ منه العظة والحيطة إلا وانبرت هذه السيدة لمهاجمتي بأفظع الألفاظ وكأنها تحملني فوق رأسها ولا أدري لماذا وهل أنا أسأت إليها من قريب أو من بعيد عندما ذكرت اسم الجزارة أو قد يكون صاحب الجزارة من أقاربها مثلاً... فقد سبق لي وللكثير من رواد الموقع أن انتقدنا مؤسسات كبرى ومن أولها المؤسسة الوطنية العظيمة (مصر للطيران) وأوردنا قصصاً حدثت معنا وقام مشرفي الموقع بنشرها حفاظاً على الشفافية المعهودة منهم وانتقدنا الأوضاع السيئة في شتى مناحي الحياة ولاقى ذلك ترحيباً من القائمين على هذه المؤسسات واتخذوا اللازم الذي كان من شأنه تعديل الأوضاع وإصلاح بعض الأمور والشكر في ذلك كله يرجع في المقام الأول للقائمين على الموقع لأنهم أتاحوا لنا فرصة التواصل بيننا وبين المسؤولين... وليس من حق أي أحد مهما كانت حداثته بالموقع أو غيرها أن يهاجم الناس بهذه الألفاظ الغير مهذبة فالعالم الآن كله مفتوح للانتقاد والرأي والرأي الآخر فإن تسترنا على الحقائق فلنقل سلاماً على الإصلاح وإن أغفلنا العظة فلنصمت إذاً ولا ينطق لنا لسان طالما هناك من يعطي نفسه الحق في صياغة الأمور كما يحلو له ويتراءى لأهوائه... لقد قصدت من مقالتي تحت عنوان "حدث في جزارة هليوبولس" أن أنتقد أفعالاً مشينة من شأنها أن تنتشر في تعاملاتنا اليومية وكان الهدف من النقد أن ننبه الناس لمثل هذه الأخلاق السيئة التي يجب ألا توجد بيننا وخصوصا أننا نعيش في ظل غربة واحدة وعوامل واحدة يجمعنا علمٌ واحد... وأنا أستغرب من هذه السيدة لماذا دائماً تتهم الناس بعدم الوطنية وعدم الولاء فما الذي قلته حتى تتهمني بأنني أسيء إلى سمعة بلدي... ما هذه الخرافات التي ليس لها محل من الإعراب؟!!! ما شأن الموقف أصلاً بالحب والولاء والوطنية... إخواني العقلاء لقد تعبنا من الشعارات التي لا نفع منها وإليكم هذه النصيحة... من يظن في نفسه أنه أقدر الناس وأحسن الناس وأصدق الناس في حل مشاكل المصريين خارج وداخل مصر فعليه أن يتجه إلى القنوات الشرعية التي تخوله القيام بذلك ويسخر مجهوداته من خلالها حتى يتمكن من خدمة المصريين ونصيحتي هذه على وجه الخصوص للسيدة فايدة أحمد ولتبدأ مثلاً بعضوية مجلس الجالية لعلها تجد فيها السبيل الذي تنشده لكي ترينا ما ستفعله للجالية المصرية التي تظن أنني أسيء إلى سمعتها وأنا من ذلك براء... ولترينا مثلا من خلال ترشحها لعضوية مجلس الشعب ماذا ستفعل للمصريين بدلاً من رمي الناس بالباطل ومهاجمتهم على صفحات الإنترنت بلا عائد يذكر وبلا نتائج ملموسة فالميدان مفتوح يا أستاذة لكل من لديه طاقة وجهد لكي يساعد المصريين ويعمل على حل مشاكلهم دون إطلاق العنان لقلمه المسموم أن يهاجم الآمنين دون النظر إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاقية التي تحكم معاملات البشر بعضهم لبعض... كنت أتمنى ألا أخوض مع أحد في مثل هذه المهاترات ولكني لم أستطع التغاضي عما كتب وكان لابد لي أن أرد ولو على سبيل احترامي لزوار الموقع ومرتاديه حتى لا أدع الشك يتطرق إلى فكرهم وأدع الأفكار المسمومة تتسلل لعقولهم فكان لابد من البيان والتوضيح. تحياتي للموقع العظيم والقائمين عليه الذين يتيحون لنا فرصة المباراة حتى ولو كان أحد أطرافها غير منضبطين... فكل التحية للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته