قال مدير منتدى الحوار الاستراتيجي اللواء عادل سليمان إن المحاربين الحقيقيين, الذين حققوا نصر 6 أكتوبر عام 1973 , لم ينالوا حقهم من المجد. وأضاف سليمان في تصريحات أن "القادة فرضوا سطوتهم على إنجازات الجنود، وبذلك ظلم جيش 73 , ونُسب النصر لكبار القادة, الذين تفرغوا للبحث عن أمجاد شخصية". وشدد الخبير العسكري على ضرورة أن يشرح المثقفون والأدباء ومنظمات المجتمع المدني ما حققه المقاتل البسيط في حرب أكتوبر من مجد للأجيال القادمة. وفي ظل فتور إعلامي وتفاعل شعبي ضعيف, شهد ميدان التحرير تجمع عشرات من المحتفلين بذكرى نصر أكتوبر, الذين أطلقوا هتافات محتفية بالرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر منها بذكرى النصر. ولم يخاطب السيسي في عامه الأول من الحكم الشعب بهذه المناسبة, كما اعتاد سابقوه من الرؤساء، بل اكتفى بخطاب 1 أكتوبر بالكلية الحربية الذي تضمن عدة قضايا . واكتفى الإعلام بتهنئة الشعب المصري من خلال بث الأغاني الوطنية على القنوات الفضائية, فيما أصدرت أغلب الحركات والأحزاب السياسية بيانات تهنئ فيها الشعب المصري بنصر أكتوبر، وأشارت إلى أن هذه الملحمة أثبتت أن باستطاعة العرب تحقيق الانتصارات إذا ما توحدت صفوفهم. وفي سياق ذي صلة، قام عدد من أنصار الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بزيارته في المستشفى المحتجز به مصطحبين الورود لتهنئته باعتباره صاحب الضربة الجوية الأولى التي فتحت الباب للنصر. وكان السيسي قال في مطلع أكتوبر خلال الاحتفال بالذكرى الـ41 لنصر أكتوبر بمقر الكلية الحربية شرقي القاهرة :"إن الشعب هو من خرج في 25 يناير2011 للتغيير إلى واقع جديد، وخاض التجربة لمدة عام، إلا أنه شعر أن الدولة المصرية تعاني من خطر حقيقي, فخرج في 30 يونيو 2013، وهو ما دفع الجيش ليلبي نداء الشعب بعد ذلك". وأضاف أن زيارته إلى مدينة نيويورك نجحت في تقديم مصر الجديدة بشعبها ودورها وتطلعاتها، مؤكدا أن الشعب المصري شريك في هذا النجاح، وأن غالبية دول العالم باتت تدرك الآن واقع الأمور في مصر. وخلال كلمته، دعا السيسي الدول العربية إلى التنسيق والتعاون لمواجهة "خطر الإرهاب الشديد"، مضيفا أنه سبق وعبر عن هذا الخطر منذ عامين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "هذا الخطر في أقل حالاته في مصر". وحول موعد الانتخابات البرلمانية القادمة التي تعد ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها خارطة طريق مصر، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، قال السيسي إنها ستكون خلال شهور قادمة، لكنه لم يحدد موعدا لها. وتشمل خارطة الطريق التي تمَّ إعلانها في 8 يوليو 2013: الاستفتاء على الدستور وقد تم في يناير الماضي، والانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مايو الماضي، بالإضافة إلى الانتخابات البرلمانية. وقد شهد السيسي عرضا عسكرية في مقر الكلية الحربية، هو الأول من نوعه منذ 33 عاما، حيث كان آخر عرض عسكري في ذكرى نصر أكتوبر قد أقيم يوم 6 أكتوبر 1981 بالمنطقة المعروفة باسم "المنصة" بطريق النصر في حي مدينة نصر، والذي شهد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ومنذ ذلك التاريخ غاب مشهد العروض العسكرية عن الاحتفالات في تلك المناسبة. وتضمن الاحتفال استعراضا لأهم أسلحة القوات المسلحة، وشاركت فيه عناصر رمزية من جرحى الحرب، كما تمَّ تكريم الدول التي شاركت المصريين حربهم عبر ممثلين من جيوش تلك الدول.