لم ينتظر طلاب الجماعات كثيرًا على بدء العام الدراسي، لتكرار المشاهد التي أنهوا بها العام الماضي، فمع أول يوم تعود فيه الدراسة، شهدت الجامعات حالة من الشغب والعنف، ما دفع قوات الشرطة لدخول الحرم الجامعي للسيطرة على عنف طلاب الإخوان وسط انسحاب لأفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون".
ففي جامعة القاهرة، بدأ طلاب جماعة الإخوان، تظاهرهم بساحة كلية التجارة، ضمن فعالياتهم بالجامعات للإفراج عن الطلاب المحبوسين، وعودة المفصولين من الجامعة، وردد طلاب الجماعة هتافات مناهضة للجيش والشرطة ولإدارة الجامعة، منددين بالاستعانة بشركات أمن خاصة لتأمين بوابات جامعة القاهرة.
وعمد الطلاب إلى تنظيم مظاهرات متفرقة داخل الحرم الجامعي لمحاولة تشتيت الأمن الإداري والشرطة، في الوقت الذي اقتحم العشرات من طلاب الإخوان البوابة الخلفية للجامعة من ناحية المترو وألقوا زجاجات مولوتوف على أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون" وأفراد الأمن الإداري التابعين للجامعة.
وحطم طلاب الإرهابية البوابات الإلكترونية بالجامعة القاهرة بمدخل كلية الإعلام، مستغلين انسحاب أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون" عقب التظاهرات التي نظمها الطلاب أمام كلية دار علوم، الأمر الذي دفع قوات الشرطة الدخول للحرم الجامعي للسيطرة على الأوضاع.
ومن جامعة القاهرة إلى جامعة الأزهر، حيث اقتحم طلاب الإرهابية أبواب الجامعة، وحطموا البوابات الإلكترونية وأشعلوا النيران بها، كما ألقى الطلاب، الحجارة على بوابات الجامعة في ظل غياب تام لقوات الأمن التابعة لشركة "فالكون".
ونشبت اشتباكات بين الأمن الإداري وطلاب الإخوان، بعد محاولات مستميتة من الطلاب لاستفزاز الأمن، بإطلاق الألفاظ والشتائم، كما أطلقت طالبات جماعة الإخوان الإرهابية الشماريخ والألعاب النارية في الهواء، وطافت المسيرة أرجاء الجامعة وسط هتافات مناهضة للجيش والشرطة، ورفعت الطالبات لافتات تحمل شارات رابعة خلال مسيرتهن.
واستطاعت قوات الأمن السيطرة على الوضع، وأسفرت الاشتباكات عن القبض على 7 من طلاب الجماعة تم التحفظ عليهم، وإصابة أحد أفراد أمن شركة فالكون المسئولة عن تأمين الأبواب والحرم الجامعي.
وفي جامعة عين شمس، اقتحم طلاب الإخوان إحدى البوابات الجانبية بالحرم الرئيسي لجامعة عين شمس، للتظاهر بالداخل، فيما حاول أفراد الأمن منعهم من الدخول، إلا أنهم تمكنوا من الاقتحام والتظاهر أمام البوابات الرئيسية للحرم الرئيسي بالجامعة، وسط هتافات مناهضة للجيش والداخلية، فيما كثف الأمن الإداري من تواجده في محيط تظاهرة الطلاب.
ولم تخل جامعة حلوان أيضًا من تظاهرات الإرهابية، إلا أنها كانت محدودة مقارنة بجامعة القاهرة والأزهر، حيث نظم عشرات الطلاب، مظاهرة داخل الجامعة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، وعودة المفصول منهم.
وردد الطلاب هتافات مسيئة للقوات المسلحة والشرطة وإدارة الجامعة، رافعين علامات "رابعة"، ونشبت اشتباكات بالأيدي بين طلاب الإخوان والطلاب المستقلين بسبب قيام أحد الطلاب المتظاهرين بمنع الطلاب المستقلين من تصويرهم أثناء رفعهم لافتات ضد "فالكون".
وانسحب أفراد الأمن الإداري من تظاهرات الطلاب، حيث أشعل الطلاب الشماريخ والألعاب النارية داخل الحرم الجامعي، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة.
في الوقت الذب بدأت قوات الأمن الإداري التابعة لشركة "فالكون" في تعزيز انتشارهم تحسبًا لوقوع أعمال عنف، كما وصل منذ قليل، سيارات تابعة للأمن المركزي أمام البوابات الرئيسية لجامعة حلوان، لمنع شغب الطلاب.
وتعليقًا على هذه التظاهرات، قال اللواء محمد على بلال، الخبير الإستراتيجي، إن الوضع في الجامعات اليوم، اضطر إلى دخول قوات الأمن للحرم الجامعي للحفاظ على المنشات من شغب طلال الإخوان، مشيرًا إلى أن تظاهرات الإخوان اليوم أظهرت عدم استعداد أفراد الأمن التابعين لشركة فالكون المكلفة بحماية الجامعة، على أداء مهمتها الأمنية المكلفة بها وعليها أن تطور نفسها وتعيد دراسة الوضع حتى تتمكن من مجابهة أي أعمال عنف أخرى من طلاب الإرهابية.
وأشار إلى أن ما حدث اليوم متوقع من طلاب الجماعة الإرهابية بتنظيم تظاهرات ومحاولة الاحتكاك بأفراد فالكون في محاولة لإبعادهم عن الصورة وإجبار الشرطة على التدخل وهو ما حدث بالفعل.
اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، قال إن أعمال الإخوان وإثارة الشغب ليست غريبة ومتوقعة بالتزامن مع العام الدراسي الجديد، والتظاهرات لن تتوقف في الأسبوع الأول من الدراسة وربما تمتد لأن طلاب الإخوان أنفق عليهم ببذخ وبالتالي لن يستسلموا بسهولة، لأنه مطالب بإثارة العنف وتعطيل العملية التعليمية.
وأشار إلى أن شركة فالكون لأول مرة تواجه تحديًا حقيقيًا، والواضح أنهم ليس لديهم تعليمات وإرشادات بكيفية التصرف في مثل هذه المواقف نتيجة قلة الخبرة، وعلينا بالصبر عدة أيام لتطوير أداء أفراد الأمن التابعين لفالكون، وعليهم أن يعلموا أن الأمر قد يصل إلى إطلاق الرصاص.
ولف إلى أن أفراد الأمن ربما لديهم رهبة وخوف من إمكانية حسابهم نتيجة التعامل بعنف مع المتظاهرين ولابد التخلص من هذه العقدة حتى لا تزداد الأمور سوءًا، موضحًا أن قوات الشرطة عليها دورًا كبيرًا الأيام المقبلة لحفظ الأمن داخل الجامعات وعلى شركات الأمن أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها أو تعتذر وتعطي فرصة