الحياة من غيرك مملة ، كئيبة ، ومقيته حد الموت .
 
هكذا اراد أن يتسلل لغرفتها في الطابق السادس وينطلق بكلمات سريعة متقطعة لا أحد يفهمه سواها ، وهى لا تدري كم المعاناة التي يعيشها بدونها ، أراد أن يكسر حواجز النسيان ، ويعيد الفصول الأربعة من جديد .
 
أراد أن يكتب إليها " حبك وجع ملعون بذكريات الحب " وما فائدة كلمات تخرج من فمه دون أن تعيره اهتماماً ، يكفي أن تطبع قبلة على خده كل صباح ، وتخرج في غاية أناقتها .
 
لا يكتفي بمثل هذه الأشياء يريد أكثر فأكثر " هذه هى الحياة ، أن تحصل على شئ في مقابل شئ أخر دون ملل أو تعب ، هو يعرف أن كل شئ برضاها " .
 
يعرف بل ويعترف أن الأيام بدونها لا تروي ذاته ، يكتب إليها ، وماذا يكتب إن كانت حياته أشبه بحروف مبعثرة .
 
يتطلع إليها في المرآة ، يتذكر شئ ما قد اشتراه ، يتذكر أن عيد مولدها قد اقترب ، هى لا ترضى بأنصاف أشياء ، يعلم كم الأنانية التي تلاحقه منها .
 
قالت له ذات مرة :
 
" تعلم أن الأنانية جزء من حبي لك "
 
لم يدرك ماذا تقصد ؟
 
إنه ابله .
 
لا يعرف ماذا تريد وهى الرافضة كل فصول حياته المتقلبة من حين لآخر .
 
قالت له : "ارحل" فأنت لا فائدة منك .
 
أراد أن يبكي لكن دون جدوى , لن تشعر بشئ .
 
يعرف جيدا ًأن قوانين الطبيعة هى الأكثر قسوة على الإطلاق .
 
كذلك قانون الجاذبية وكل قوانين الحب قاسية .
 
علمته أن يفتش طالما هى التي قادرة على انتزاع حبات السعادة من على فمه .
قالت له " ارحل" .
 
تذكر ذكريات ثم دخل الغرفة وضع صورتها أسفل الوسادة واختفى في الظلام .
 
استمع :