مع تناقل الأخبار السيئة عن أوضاع القمح العالمية والتهاب أسعاره‏,‏ سرت شائعات بأرياف مصر بشأن قرب ارتفاع سعر رغيف الخبز المدعم‏,‏ أو خفض وزنه وربما الاثنين‏. ولتحري حقيقة الأوضاع في الشارع‏,‏ تجولنا في حي الساحل بشبرا فكانت المفاجأة‏.‏ فالمواطنون يتزاحمون منذ الصباح الباكر علي أحد الأفران للحصول علي الرغيف المدعم‏(‏ خمسة قروش للرغيف‏).‏ واستفسرنا من سنية مرسي وهي ربة منزل عن سبب الزحام فأوضحت بتلقائية أنها سمعت عن‏'‏ احتمالات‏'‏ وجود أزمة وشيكة في الرغيف‏,‏ وليس بوسعها استكمال احتياجات المنزل من الخبز عن طريق الرغيف الحر أو ما يطلق عليه الطباقي‏.‏ وأكد لنا شاب من زملاء سنية في نفس الطابور أن الرغيف الطباقي ارتفع سعره فعليا وانخفض وزنه فهو خارج مظلة الرقابة التموينية لمن يستطيع شراؤه‏.‏ وقال صاحب المخبز إن السبب الرئيسي لعودة الطوابير هو خفض حصة المخابز من الدقيق المدعم لضبط الاستهلاك‏,‏ في حين تتسرب كميات منه إلي السوق وتجد طريقها إلي مخابز الحلويات الشرقية والغربية‏.‏ وطالبنا الرجل بأن نرفع صوته إلي المسئولين لزيادة الكميات الموردة من الدقيق يوميا مع ضبط الرقابة علي المخابز‏(‏ ليلا ونهارا‏).‏ ونفي فرج وهبة رئيس شعبة المخابز في محافظة القاهرة وجود خطط‏'‏ لتحريك‏'‏ سعر الرغيف‏.‏ وقال إن حصص المخابز لم تتغير وإن كان الاستهلاك يزيد بطبيعة الحال في رمضان‏.‏ ويتطلب هذا زيادة الحصص في بعض المناطق لمواجهة الطلب المرتفع خلال الشهر الفضيل‏.‏ وباستقصاء رأي المواطنين في أحياء الدقي والعجوزة‏,‏ جأروا بالشكوي من عدم كفاية الأفران الشعبية ومنافذ البيع حتي بالنسبة للرغيف الطباقي الذي ارتفاع سعره إلي‏30‏ قرشا بدلا من‏25‏ قرشا ويواجه سليم محمود وهو موظف من سكان العجوزة مشكلة حقيقية في تدبير أمور أسرته نظرا لمرتبه الهزيل الذي لا يزيد علي‏300‏ جنيه شهريا‏,‏ بينما تتزايد أسعار جميع السلع الأساسية ولن يكون بمقدوره مواجهة زيادة في سعر الرغيف‏.‏ ويصل عدد مخابز الرغيف المدعم إلي‏19‏ ألف مخبز فقط في عموم الجمهورية‏..‏ فهل تكفي لسد الاحتياجات؟‏.‏ ومع ارتفاع سعر جوال الدقيق الفاخر بالسوق السوداء إلي حوالي‏300‏ جنيه فهل يكفي عدد مفتشي التموين في مراقبة السوق؟‏.‏