غداة تسلم القوات العراقية المسئولية من آخر فرقة قتالية أمريكية, شهد الوضع الامني في مختلف الانحاء العراقية انهيارا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية حيث شهدت مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية جنوبي العراق سقوط 228 شخصا بين قتيل وجريح.
وذلك في ثلاث انفجارات هزت إحدي الاسواق الشعبية وسط المدينة مساء امس الاول وتضاربت الانباء حول اسباب الانفجارات, حيث اكد شهود عيان من المدينه انها ناجمة عن انفجار سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين في الوقت الذي اكدت فيه الاجهزة الامنية انها ناجمة عن انفجار أحد المولدت الكهربائية الكبيرة وانفجار خزانات الوقود الملحقه بها.
وقال مصدر أمني مسئول في محافظة البصرة ان التفجيرات الثلاثة التي وقعت مساء امس الاول في سوق العشار وسط مدينة البصرة أدت إلي مقتل ما لا يقل عن43 شخصا, وإصابة أكثر من185 بجروح بعضهم حالته خطرة, مشيرا الي ان السوق التي وقعت فيها التفجيرات يرتاده يومياي مئات المواطنين وبخاصة المرضي لكثرة وجود العيادات والمختبرات الطبية والصيدليات, وان الكثير من المحال التجارية احترق فيما تضررت بعض العيادات الطبية والصيدليات الأهلية.
وكانت البصرة قد شهدت اجراءات امنية مشددة من قبل الاجهزة الامنية تحسبا لاندلاع مظاهرات معادية للحكومة ومجلس المحافظة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي وغياب الخدمات
و في الرمادي: قال مصدر من الشرطة العراقية إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مطعم في الشارع الرئيسي بالمدينة مما أسفر عن مقتل30 شخصا وإصابة50 علي الاقل. ووقع الانفجار في منطقة مزدحمة بالرمادي الواقعة علي بعد نحو مائة كيلومتر غربي العاصمة العراقية بغداد.
وفي الموصل: اعلنت مصادر أمنية ان انتحاريا فجر نفسه علي دورية راجلة للشرطة المحلية في حي الجامعة شمال الموصل, مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة اثنين آخرين وثلاثة من المدنيين تصادف وجودهم في المكان كما ألحق الانفجار أضرارا مادية بمحال تجارية قريبة.
كما نجا محافظ نينوي من محاولة اغتيال استهدفت موكبه صباح امس داخل مدينة الموصل. وقال مصدر في شرطة نينوي أن عبوتين ناسفتين انفجرتا بموكب سيارات محافظ نينوي أثيل النجيفي, أثناء توجهه الي مقر عمله, في منطقة الدواسة وسط الموصل قرب مبني المحافظة, ما أدي الي إصابة ضابطين وشرطي كانوا في موقع الانفجار بجروح وأن النجيفي لم يصب بأذي في الحادث.
وفي محافظة ديالي: اعلنت الشرطة مقتل مدنيين اثنين واصابة خمسة اخرين اثرانفجار سيارة مفخخة قرب احدي القواعد الامريكية في مدينة جلولاء.
وفي بغداد: اصيب مدني بسقوط صاروخ علي مقربة من فندق بابل في منطقة الجادرية وسط بغداد. وقال مصدر في الشرطة ان الصاروخ كان يستهدف السفارة الامريكية التي تقع في الجانب الاخر من نهر دجلة مقابل الفندق,واعلنت الشرطة مقتل شخصين واصابه12 اخرين علي الاقل بينهم8 من رجال المرورفي انفجارسبع عبوات ناسفة في اماكن متفرقة من بغداد.
علي صعيد متصل, قال وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي إن مسألة تسلم القوات العراقية لمهامها القتالية من القوات الامريكية تأتي التزاما ببنود الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة وأضاف العبيدي الذي حضر الاحتفال, أن مساعي السياسيين لتشكيل ائتلاف حاكم أمر سياسي أما مسئولية القوات العراقية الأولي هي حماية العراقيين.
ورغم أن تلك آخر فرقة قتالية أمريكية تسلم المسئولية للقوات العراقية, إلا أن ست فرق أمريكية ستبقي في العراق بعد مغادرة القوات القتالية الأمريكية نهاية الشهر الحالي, وستحمل اسم فرق الإرشاد والمعاونة. وبعد أقل من اسبوع من زيارة وفد امريكي من مستشاري الامن القومي بالبيت الابيض, اكدت مصادر عراقية مطلعة ان جيمس جونز مستشار الامن القومي الامريكي سيصل خلال الايام القليلة القادمة الي العراق و ذلك في محاولة لانهاء أزمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وذكرت المصادر ان جونز سيرافقه وفد رفيع المستوي وسيلتقي جميع القاده العراقيين محاولا وضع تصور ينهي الازمة والفراغ الدستوي والتردي الامني الذي تشهده البلاد.
من جهتها, وصفت القائمة العراقية التي يتزعمها أياد علاوي تصريحات النائب عن القائمة حسن العلوي بشأن استبعاد تسلم علاوي منصب رئيس الوزراء بأنها تصريحات شخصية, مستبعدة في الوقت نفسه تدخل مرجعية النجف في فرض رؤية معينة لتشكيل الحكومة المرتقبة.