لم يكن أخر تصريحات رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، الذي أهان فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو التصريح الأول من نوعه، حيث سبق له أن أطلق عدة تصريحات وصفها الكثيرون بأنها غريبة وغير مفهومة، وتتشابه إلى حد كبير مع تصريحات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، فكلما أطلق تصريحًا سواء عن مصر أو أي بلد أخرى أثار غضب الكثيرون.
ومن تلك التصريحات التي أثارت جدلًا واسعًا، هجومه فضيلة الإمام الأكبر وشيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، والتي تطاول فيها علي قامة دينية وإسلامية كبرى، ممثلة في الأزهر، الذي يمثل أكبر وأعرق مؤسسة وجامعة إسلامية في العالم أجمع، وذلك حينما قال إن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله، كما لعن التاريخ علماء أشباهه في تركيا من قبل، فد تطاول على أحد رموز الدين والسياسية في مصر دون إبداء أسباب مفهومة.
وحينما أعلنت مصر عن خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، أطلق رئيس الوزراء التركي عدة تصريحات غير مبررة مهددًا بطرد السفير المصري، بقوله :"الموقف الذي اتخذ بحق سفيرنا أعقبه من جانبنا خطوة مماثلة، فقد منحنا سفيرهم 21 ساعة لمغادرة البلاد"، معاديًا بتلك التصريحات الحكومة المصرية، متخطيًا كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المتفق عليها.
ومن أعجب التصريحات التي أطلقها رجب طيب أردوغان خلال ماراثون تصريحات غير المفهومة، تلك التي اتهم فيها إسرائيل بالوقوف وراء خلع الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدًا أن لدى حكومته أدله في هذا الصدد، متناسيًا ثورة 30 يونيو التي خرجت تنادي بعزل رئيس جماعة الإخوان الإرهابية.
وتتوالي تصريحات أردوغان التي شبهها الكثيرون بكلمات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، حيث أصبح مؤخرًا ينادي معارضيه بقوله "من أنتم"، تلك الجملة التي اشتهر بها القذافي سابقًا في بداية الثورة الليبية.
وصولًا إلى أخر تصريحات أردوغان الفظة، ومهاجمته للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، عقب المبادرة التي أطلقها والتي أشاد بها الجميع، بقوله: "السيسي ظالم ويوصد أبواب المعونات الإنسانية"، متناسيًا بذلك أن الجيش المصري قام بإرسال 500 طن من الغذاء والأدوية والأسلحة، وذلك استمرارًا للجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي.
فكأن رئيس الوزراء التركي قد تفرغ لتلك التصريحات التي يتعدى بها على التقاليد الدولية، فترك تركيا التي تعاني منذ أمد بعيد من عدة مشكلات سياسية واقتصادية، ومع الاتحاد الأوروبي، الذي لازال إلي الآن يرفض عضوية تركيا فيه رغم ما تبذله من محاولات لإثبات أنها دولة أوروبية وليست دولة شرق أوسطية.