تأسيس الأحزاب" ظاهرة بدأت تنتشر في أوساط قيادات الحركات الثورية وخصوصًا في الآونة الأخيرة بشكل مكثف.

فهي سُنة بدأها طارق زيدان بتأسيسه حزب الثورة في شهر أكتوبر 2011 ، وأعقبه طارق الخولي بتدشين حزب 6 أبريل في سبتمبر 2012 ، وحالياً شرعت حركت تمرد تأسيس الحزب الخاص بها ويميل اتحاد شباب الثورة لتأسيس حزب يحمل نفس الاسم ,وهو ما أثار عدة تساؤلات حول الدوافع من تأسيس هذه الأحزاب، وهل هي تفيد الحركات أم تقضي عليها، وهل للنظام يد في دفع الحركات للتحول لأحزاب، وهل يكون لهذه الأحزاب دور سياسي حقيقي أم تكون هشة.

 

البرلمان

 

في البداية تقول إيمان المهدي، المتحدثة باسم حركة تمرد إنهم قرروا تأسيس حزب الحركة الشعبية العربية "تمرد" لاستكمال دورهم الوطني معتبرة التوقف في هذا التوقيت خيانة للوطن وحتى يكون لهم دور سياسي مؤثر في الأيام المقبلة .

وأضافت المهدي لـ"مصر العربية" أنهم سوف يدفعون بأكبر قدر من الشباب للبرلمان الجديد من خلال الحزب ومن خلال تحالف سياسي كبير يضم عدة أحزاب مدنية أخرى.

وبينت المهدي أن الحركة شكلت لجنة لإدارة العملية الانتخابية بها المنسق العام للحركة محمود بدر والقيادات محمد نبوي ورامي صلاح بالإضافة إليها، وبعض القيادات الأخرى لتمرد لإعداد قائمة بمرشحي الحركة وتجهيزهم بشكل جيد

 

انهيار للحركات

من جهته كشف حسين حسن المقرر القانوني لاتحاد شباب الثورة، وعضو تكتل القوى الثورية، الذي يضم 11 كيانًا ثوريًا وحزبًا، أن توجه العديد ممثلي الحركات الثورية في التكتل إلى تأسيس أحزاب تسبب في تفكيك التكتل، وتشتيته بعد أن كان كيانا قويا موحدا.

وأضاف حسين أن طارق الخولي، الذي كان ممثل حركة 6 أبريل الجبهة الديموقراطية، دشن حزب  6 أبريل، وانشغل به، أما تامر القاضي ممثل اتحاد شباب الثورة في التكتل يدشن حالياً حزب شباب الثورة.

وأشار إلى أن محمد عطية ممثل ائتلاف شباب الثورة انضم لحزب المؤتمر، وعبير سليمان ممثلة ائتلاف التضامن كممثلة لمجموعة من الجمعيات الأهلية في التكتل تسعى أيضاً لتأسيس حزب.

وأشار حسين إلى أن اتجاه كثير من حركات التكتل إلى تأسيس الاحزاب أقّل من لقاءاتهم بتكتل القوى الثورية وأضعفه وجعله يوشك على الانهيار.

 

مؤامرة من النظام

من جانبه رأى شريف الروبي المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل الجبهة الديموقراطية أن النظام يدفع بعض قيادات الحركات لتأسيس أحزاب من أجل تفتيت هذه الحركات.

ودلل الروبي " طارق الخولي أسس حزب 6 أبريل بعد لقاء مع لواء في المخابرات العامة في الاسكندرية من أجل تفتيت حركة 6 أبريل الجبهة "

وبين الروبي أن الاتفاق بين الخولي وضابط المخابرات بني على أساس تدشين حزب سياسي وهمي لشق وحدة الحركة ولتسهيل اختراقها من قبل عناصر من المخابرات والأمن القومي".

واستطرد الروبي " لا نعلم إن كان هذا توجه عام للمخابرات أم مبادرة من قبل بعض ضباط المخابرات ولكن في النهاية الهدف هو تدمير الحركة من خلال تأسيس الأحزاب"

 

إضفاء شرعية


بينما ذهب محمد علام رئيس اتحاد الثورة المصرية إلى أن الحركات الثورية التي تسعى لإطلاق أحزاب الآن هم من مؤيدي النظام الحالي ويفعلون هذا من أجل كسب قطعة من الكعكة بدخول البرلمان وأضاف شرعية على النظام الحالي حتى يقال بأن للثوار تمثيل في البرلمان الجديد وأنه اعتراف بالنظام الحالي.

وأضاف علام أن هؤلاء ليسوا ثوار ولكنهم يحاولون الانتفاع من الثورة وفضلوا اختيار صف النظام على حساب الحركات الثورية الحقيقية.

وأوضح علام أن الأحزاب المنبثقة عن تلك الحركات سوف تكون هشة ولا قيمة لها ولكنها ستلعب دور المحلل للنظام مقابل بعض المقاعد في البرلمان.

 

واتفق معه في الرأي محمد كمال مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل قائلاً أن الحركات التي تطلق أحزاب هي المؤيدة للنظام الحالي مثل تمرد معتبراً أنها تقوم بهذا الدور من أجل دعم السيسي ونظامه بصور مختلفة.

 

دور هش

ويعتقد الدكتور مختار غباشي مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن لجوء الحركات إلى تأسيس أحزاب سيجعل دورها هش في المرحلة المقبلة وإن كانت الأحزاب هي الإطار القانوني لأي عمل سياسي.

وبين غباشي أن مصر كان بها 84 حزب سياسي ما بين رسمية وتحت التأسيس وفي الفترة الأخيرة دشنت 7 أحزاب إضافية ليصلوا إلى 91 حزب ومع هذا ليس لهذه الأحزاب أي اتصال في الشارع مفيداً بأن هذه الأحزاب نخبوية أكثر من كونها شعبية.

وتابع غباشي أن الأحزاب تفشل في جذب حاملي نفس أفكار للحزب فمن الصعب أن تربح المواطن العادي ملمحاً أن جميع الأحزاب لم تنجح إلا في إنتاج 6 تكتلات سياسية لم تستمر طويلاً ومنها جبهة الانقاذ والكتلة المصرية.

وأشار غباشي إلى أن حزب تمرد لن يلقى الزخم الذي صاحب الحملة في البداية منوهاً ان تمرد ذاع صيتها في فترة السخط ضد نظام محمد مرسي الحاكم وساندتها العديد من القوى السياسية ولكن الآن الظروف اختلفت .

ورجح غباشي ألا يستطع حزب تمرد ان يحصد 15 مقعد وسيربح على أقصى تقدير 10 مقاعد لا أكثر