ارتبطت مناسبات معينة في مصر بارتفاع الأسعار و شهر رمضان يعد أحد أهم هذه المناسبات التي تشهد فيها الأسعار ارتفاعا كبيرا خاصة أن الطلب على المنتجات والسلع الغذائية يزداد خلال هذا الشهر الكريم بشكل كبير وسياسة العرض والطلب تدفع بعجلة الأسعار للارتفاع بجانب استغلال بعض التجار و ممارساتهم الاحتكارية.
القاهرة: قد شهدت الأسعار ارتفاعا حادا خلال الأيام الماضية وقبل أيام من حلول الشهر المبارك فارتفعت أسعار اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والأرز والسكر والخضار والفاكهة فشهدت أسعار السكر ارتفاعا بسيطا حيث سجل سعر الكيلو 4.25 جنيها بدلا من 4 جنيهات كما طالت الدقيق زيادة جديدة حيث وصل سعره 2100 جنيها بعد أن كان 1900 جنيها كما ارتفعت أسعار منتجات الألبان من زبادي وجبن و قشطة وخلافه نتيجة لارتفاع أسعار لبن البودرة عالميا وكذلك زيادة أسعار الأعلاف وتكلفة تربية الماشية المحلية ، كما ارتفعت أسعار الأرز من 2.5 جنيها إلى 4 جنيهات دفعة واحدة ولكن للأرز ظروفه من حيث قلة الإنتاج بعد قرار الحكومة بتقليص مساحة الأرض المنزرعة به ، كما طالت ارتفاعات الأسعار أنواع الزيوت المختلفة حيث وصل سعر لتر الزيت الخليط 6.5 جنيها وعباد الشمس لـ 9.5 جنيها بزيادة0.5 جنيها بينما وصل سعر زيت الذرة إلى13.25 جنيها بعد أن كان 12.5 جنيها .
وأرجع عمرو عصفور رئيس شعبة المواد الغذائية سبب ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب على المنتجات الغذائية في الأسواق وزيادة السحب المبكر استعدادا لشهر رمضان مشيرا إلى أن ما يتحكم في السوق المصرية هو قوى العرض والطلب.
والحكومة المصرية حاولت من جهتها توفير السلع بأسعار مناسبة في المجمعات الاستهلاكية فقد أعلنت الحكومة أسعار بيع السلع الغذائية في شهر رمضان، بعد أن تقرر طرحها بالمجمعات الاستهلاكية ، وقال الدكتور أحمد الركايبى، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، إنه تم بالفعل توفير الكميات التي تغطى احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان.
وأكد الركايبي أن خطة توفير السلع الغذائية خلال شهر رمضان تمثلت في ضخ 47 ألف طن سكر بسعر 375 قرشا للكيلو و3500 طن أرز بسعر 3 جنيهات و8000 طن دقيق فاخر بسعر 250 قرشا للكيلو و 575 طن نشا فضلا عن 4250 طن مكرونة و37 ألف كرتونة لحوم مجمدة مستوردة تبدأ من 23 جنيها للكيلو و1200 طن دواجن مجمدة بسعر 16.5 جنيها للكيلو بالإضافة إلى 750 طن أسماك بسعر يبدأ من 6.5 جنيها للكيلو.
في حين شكك العديد من المصريين في منتجات المجمعات الاستهلاكية فأكد عدد كبير لإيلاف على وجود مشكلات وعوائق كبيرة في عملية الشراء من المجمعات الاستهلاكية أولها عدم جودة المنتجات المعروضة فالبعض يقول أن منتجات المجمعات الاستهلاكية يقل سعرها عن السوق فعلا ولكن هذا نظرا لأنها منتجات درجة ثانية وليست بكفاءة الموجودة في المحال التجارية الخاصة وثاني المشكلات تتمثل في عدم الرقابة على المجمعات فقد كشف مواطن مصري لـ إيلاف أنه يعرف أحد العاملين في جمعية استهلاكية يقوم بتوزيع اللحوم والمنتجات رخيصة السعر على أقاربه وأصدقاءه دون أن يعرضها لعامة الزبائن.
وقد وردت تقارير صحافية تفيد بارتفاع أسعار اللحوم فقالت صحيفة المصري اليوم على لسان مصادر رسمية في وزارة الزراعة أن هناك ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في الأسواق بنسبة أكثر من 20%، مقارنة بأسعار الشهر الماضي، وتوقعت أن تواصل الأسعار ارتفاعها خلال الفترة المقبلة لتصل لـ 30%، و قالت المصادر إن سبب الارتفاع يرجع لزيادة الطلب على اللحوم في هذه الفترة أكثر من أي وقت في العام . وهذا الخبر ينبأ بمشكلة كبيرة في توفر البروتين على مائدة طبقة كبيرة من المصريين وإن ذهب البعض للاستعاضة بالأسماك .
ومن جانبه أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبد العظيم إن ارتفاع أسعار السلع في المواسم يرجع إلى زيادة الطلب عليها حيث أن الكثير من المواطنين يحرصون على تخزينها خوفا من اختفائها وهو ما يعطي فرصة للتجار لرفع الأسعار بدعوى تزايد الطلب وخاصة السلع الاستراتيجية ، ويضيف حمدي أنه على الحكومة أن تضع حدا أقصى للأسعار بما يتفق مع مصلحة التاجر والمستهلك ، كما يجب عليها أن توقف تصدير السلع الاستراتيجية مثل الأرز والسكر والحبوب الغذائية أثناء المواسم لتوفير احتياجات السوق المحلية وحتى تستقر الأسعار .
كما نصح الخبير الاقتصادي أن تعفي الحكومة استيراد اللحوم من الجمارك في المواسم حتى تتوفر للمستهلك من متوسطي الدخل بأسعار مناسبة وأخيرا طالب حمدي من رئاسة الوزراء تولي مسئولية متابعة الأسعار ومراقبة الأسواق بأن يتم عرض تقارير يومية بالأسعار والممارسات الاحتكارية ما دامت الأجهزة الرقابية المختصة بذلك لا تمارس دورها كما ينبغي.