الارتفاع الجنونى الذى تشهده أسواق اللحوم الحمراء والبيضاء فى هذه الأيام دفع الكثير من المستهلكين من الشرائح الاجتماعية الفقيرة إلى البحث عن بدائل أخرى للبروتين الحيوانى حيث زاد إقبال المستهلكين على" سقط المواشى" مثل لحمة الرأس والكرشة والفشة والكوارع واللسان؛ وذلك لأن أسعارها منخفضة وفى متناول الجميع، لذا يقف المستهلكون بالساعات لحين وصول السيارة التى تحمل هذه المنتجات وتجد تنافسا شديدا بينهم للحصول عليها مهما يكلفهم الأمر من عناء و تعب.

بسؤال "فتحى شكل" أحد تجار السقط ولحمة الرأس بحى شبرا عن بضاعته ومدى إقبال المستهلكين عليها قال "إنها أكلة شعبية من قديم الأزل فهى فول وطعمية اللحوم وتشمل كل مخلفات المواشى"، وأشار إلى فوائدها قائلا "إن الكوارع تفيد عظام الجسم، والكرشة تعد أحد الأدوية الهامة للمعدة، أما الممبار فيشبه المحاشى، ونعلم جيدا أن الشعب المصرى يعشق كافة أنواع المحاشى، والفشة يحبها الناس للتنوع والتفنن فى طبخها".

وقال " فى فصل الصيف تضعف القوة الشرائية للمستهلكين ويقل الإقبال على "سقط اللحمة"، والسبب فى ذلك ارتفاع درجات الحرارة حيث يلجأ المستهلكون إلى أنواع أخف فى الأكل مثل الجبن والخضروات، وهكذا أما الشتاء فننتظره لبيع بضاعتنا بصورة أكبر.

وعن الأسعار أشار إلى أن "الكرشة" يبيعها بـ 6 جنيهات، و"لحمة الرأس" بـ 14 جنيها، أما اللسان بـ 18 جنيها، و"الممبار" بـ 15 جنيها، و"الكوارع" بـ 20 جنيها، و"الفشة" بـ 14 جنيها.

وأكد "شكل" أن هذه الأسعار يبيع بها منتجاته منذ أربع سنوات ولم يطرأ عليها أى تغيير ماعدا "الممبار ولحمة الرأس" قد ارتفعت أسعارهما جنيها واحد، وعلى الرغم من ارتفاع أجور العمالة والنقل إلا أننا لا نحاول استغلال المستهلكين؛ لأننا فى مكان شعبى ومعظم سكانه من محدودى الدخل.

وأضاف أنه بدخول شهر رمضان تشهد أسواق السقط ولحمة الرأس ركودا كبيرا فى العشر الأوائل من رمضان ذلك لكثرة ذبح اللحوم وزيادة المعروض منها، واكتظاظ محلات الجزارة بكافة أنواع اللحوم سواء الحمراء والبيضاء وإقبال المستهلكين عليها وكثرة العزائم ، أما باقى الشهر نعاود البيع وينتعش السوق مرة أخرى.

وعلى جانب آخر وبسؤال رضا عبد الحميد 45 سنة ميكانيكى من أمام محل بيع "لحمة الراس" قال إن الناس مساكين ولا يقدرون على سعر اللحوم البلدية التى بلغ سعر الكيلو منها إلى 50 جنيه ، وأنا صاحب أسرة ولن يكفينا كيلو ، ولكى نأكل لحمة يلزمنا 150 جنيها، ولذلك نلجأ إلى هذا النوع مع أن أولادى الصغار يرفضونه أحيانا ولكن ليس أمامى بديل.

ورد أحد المنتظرين أمام محل لحمة الرأس ويدعى وائل 25 سنة، قائلا إننا ننتظر هذه اللحمة بفارغ الصبر، وتحدث مشاجرات بين الزبائن للحصول عليها لأنى من الآخر لا أملك ثمن اللحمة البلدى ولا أطمئن للمستورد الذى نسمع ونقرأ أنه فاسد ويحوى ديدان فى أيام مثل رمضان حيث يزيد الاستهلاك والطلب.


وقال محمود إبراهيم أحد المستهلكين إن سبب إقباله على شراء السقط ولحمة الرأس أن أسعارها متواضعة ومتوفرة فى الأسواق وفى متناول الجميع، ولفت إلى أنه يجد عناءً وتعبا فى انتظار السيارة التى تحمل البضاعة حيث إنه ينتظرها بالساعات حتى تصل، وعندئذ يكتظ الشارع أمام المحل بالمستهلكين ويبدأ التزاحم للحصول على ما يريدونه.

وأضاف فؤاد سليمان "أقبل على شراء هذه المنتجات لأسعارها المنخفضة وبسبب الارتفاع الجنونى الذى وجدناه فى باقى اللحوم"، وأشار إلى أنه ليس له معاش من الدولة، لذا لا أجد إلا هذه اللحوم.