تباينت رؤى خبراء السياسة وممثلي الأحزاب حول تصارع الأحزاب المدنية وتدشين تحالفات انتخابية لخوض البرلمان القادم.

ممثلو الأحزاب السياسية رأوا أن التحالفات الانتخابية هدفها توحيد الأحزاب المدنية في البرلمان القادم تحت شعار واحد، قائلين إن التصدي للتيارات الدينية سبب أساسي في تكوينها.

أما السياسيون فاختلفت تحليلاتهم مؤكدين أن التحالفات الانتخابية هدفها السيطرة على صناعة القوانين، كما أنها تعبير عن قلق واضطرابات داخل الأحزاب المتحالفة.

قال الدكتور وحيد عبد المجيد البرلماني السابق إن كثرة التحالفات التي تشهدها الساحة السياسية الآن تعبير عن قلق واضطرابات داخل تلك التحالفات، مضيفاً أن تلك الاضطرابات نتيجة خوف تلك الأحزاب من التهميش في البرلمان القادم، ومن ثم فهي تواجه التهميش بالتحالف.

وأوضح البرلماني السابق في تصريحات لـ"مصر العربية" أن بعد تقسيم الدوائر الانتخابية سيختلف الأمر؛ فسنجد أعدادا هائلة من تلك التحالفات تضم عددًا من الأحزاب الصغيرة، لتشكيل قوة في البرلمان القادم، مضيفًا أن ما يحدث الآن هي تحركات متوترة ومرتبكة من جانب تلك الأحزاب.

وأشار عبد المجيد إلى أنه في ظل عدم إصدار تقسيم الدوائر فلن يكون هناك حديث جاد عن التحالفات الانتخابية على أرض الواقع.

وبدوره قال الدكتور طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية: إن هدف التحالفات الانتخابية قبل انتخابات البرلمان هو القضاء على التيارات الدينية التي تصدرت البرلمانات السابقة، وأيضًا حتى تكون تلك التحالفات ظهيرا سياسيا داعما للرئيس عبد الفتاح السيسي لمساعدته للعبور بالمرحلة الراهنة دون أية عراقيل.

وأضاف زيدان في تصريحات لـ"مصر العربية" أن تحالف موسي- موافي يسعى لتحقيق توحيد الصف بين الأحزاب المدنية، كما أنه يضم مجموعة من القيادات الوطنية التي تستطيع العبور بالدولة إلى بر الأمان.

وتابع رئيس حزب الثورة المصرية أن كثرة التحالفات الانتخابية ظاهرة صحية قبيل أية انتخابات وليست هوجة انتخابية أو دعائية كما يردد البعض، قائلاً إن الحديث عن ارتباك الأحزاب المدنية كلام لا أساس له من الصحة.

أما حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع فاستبعد اكتمال التحالفات الانتخابية بشكلها النهائي، باستثناء تحالف الاستقلال وتحالف السيد البدوي، موضحًا أن التحالفات لا زلت غامضة حتى الآن.

وأوضح عبد الرازق في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الإعلان عن تحالفات في الأساس يهدف إلي تكوين تيار مدني قوى للقضاء على تيار الإسلام السياسي الذي سيطر علي البرلمان السابق، مضيفًا أن الإخوان قد تخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال شخصيات تابعة للجماعة من الصف الثاني والثالث لذلك اتحدت الأحزاب المدنية لإيقافها.

وتابع عبد الرازق أن بعض التحالفات التي ظهرت على الساحة مؤخرًا تسعى لتشكيل حائط صد للدفاع عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنع أية عقبات قد تقف في طريقه، كما أن هناك تحالفات جاءت للبحث عن المقاعد في البرلمان دون أي هدف.

فيما قال الدكتور أحمد حسين الخبير السياسي إن هوجة التحالفات البرلمانية التي تشهدها الساحة السياسية مؤخرًا يوضح مدى الارتباك الذي تعيش فيه السلطة القائمة الآن، مضيفاً أن التحالفات الانتخابية محاولة من النظام للسيطرة على البرلمان القادم وأغلبية مقاعده لتقليل حجم المعارضة في البرلمان.

وأوضح الخبير السياسي في تصريحات لـ"مصر العربية" أن تلك التحالفات ستجعل البرلمان القادم مواليًا للحكومة والرئيس، قائلاً إن كثرة التحالفات تؤثر سلبيًا على صناعة القوانين في مصر.

يذكر أن الساحة السياسية مؤخراً شهدت هوجة للتحالفات الانتخابية استعداداً لخوض البرلمان القادم.

التحالف الشعبي الاشتراكي أعلن متحدثة الرسمي مدحت الزاهد المتحدث الرسمي عن تحالف حزبه مع عدد من الأحزاب ذات التوجه المتقارب، كالدستور والكرامة والتيار الشعبي، والعدل، ومصر الحرية، استعدادًا للانتخابات.

كما أعلن منذ أيام المستشار أحمد الفضالي رئيس تيار الاستقلال عن تحالفه مع بعض الأحزاب المدنية، وكذلك تحالف السيد البدوي رئيس حزب الوفد، وتحالف عمرو موسي ومراد موافي، وأيضًا تحالف عفت السادات وتدشينه لتحالف باسم الرئيس السادات وخوض الانتخابات بهذا الاسم