قال عنها «صوت الأنثى الضعيفة الخجولة التي تخاف من البوح عما في عالمها الذاتي من أحاسيس»، ولذلك لم يبخل الشاعر السوري نزار قباني على الصغيرة نجاة بأجمل ما كتب من قصائد، مثل: «أيظن»، و«متى ستعرف كم أهواك»، و«ماذا أقول له»، و«اسألك الرحيلا»، و«سيد الكلمات».

نزار أهدى نجاة أولًا قصيدة «أيظن»، عبر رسالة بعثها إليها فشعرت بعد قراءتها، بأنها عثرت على كنز لا يُقدر بثمن، وعلى الفور لحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لتخرج كتحفة فنية ولتحقق حضورًا ساحرًا في الأغنية العربية.

ولكن «شاعر المرأة» عاتب الفنانة المصرية بعد نجاح «أيظن»، وأرسل إليها رسالة أخرى نشرتها مجلة «الإذاعة»، وكان نصها كالآتي:-

«أيتها الصديقة الغالية.. لا أزال في آخر الدنيا.. أنتظر الشريط الذي يحمل أغنيتنا «أيظن» التي تعيش في الصحف.. وفي السهرات وعلى شفاه الأدباء.. وفي كل زواية في الأرض العربية..

وأبقى أنا محروم من الأحرف التي أكلت أعصابي.. يا لكِ من أم قاسية يا نجاة .. أريتِ «المولود» الجميل لكل إنسان وتغنيتِ بجماله في كل مكان.. وتركتِ أباه يشرب الشاي في بكين؟! ويحلم بطفل أزرق العينين يعيش مع أمه في القاهرة.. لا تضحكي يا نجاة إذا طالبت ممارسة أبوتي، فأنا لا يمكن أن أقتنع بتلقي رسائل التهنئة بـ«المولود» دون أن أراه.. فانهضي حالًا لدى وصول رسالتي، وضعي «المولود» في طرد بريد صغير.. وابعثي به إلى عنواني.. إذا فعلتِ هذا كنتِ أمًا عن حق وحقيقة.. أما إذا تمردتِ فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتي بأنك تكرهينه».
 
 
 

نجاة الصغيرة ونزار قباني

رسالة نزر قباني الى نجاة الصغيرة