احتار الفلاسفة والباحثين في تحديد مفهوم السعادة ومعناها، أهي الغناء والثراء، أم السلطة والقوة، أم الشباب والصحة، أم.... إلخ، ولكن في الحقيقة أن توافر كل هذه الأمور المذكورة سابقًا ليس شرطًا لتحقيق السعادة!، لأن السعادة ما هي إلا إحساس داخلي عميق بالرضا والنشوة والطمأنينة، وهذا الإحساس لا ينبثق من ثراء أوشباب أوسلطة أوجاه، فكم من ثري تعيس، وكم من مترف انتحر لأنه لم يجد لحياته معنى!، إنما ينبثق هذا الإحساس من عدة أمور أهمها:

_الرضا والقناعة: فالقناعة كنز لا يفنى، وهي لا تتناقض مع الطموح، والفكرة هي أن تكون راضيًا بما أنت عليه الآن، وفي ذات الوقت تطمح للأفضل، فالطموح بدون رضا قلق وبحث عن سراب لأنك كلما وصلت إلى ما تصبو إليه طمعت نفسك فيما هو أكبر.. وهكذا حتى لا تصل إلى شيء ملموس في النهاية، وفي ذات الوقت فإن الرضا بدون طموح جمود واستكانة، فالمعادلة الصعبة هي الجمع بين الرضا والطموح في آن واحد.

_حدد رسالتك في الحياة: فما أجمل أن يجد الإنسان لحياته معنىً وغايةً واضحة، والرسالة مستمرة دائمًا وباقية طوال حياتك، وهي تكتب بصيغة الحاضر، مثل(رسالتي أن أعلم الناس) أو(رسالتي أن أغني الفقراء) وما إلى ذلك من المعاني القيمة النبيلة، ولا تنس أن تربط رسالتك بالغاية الكبرى التي يصبو إليها أي مؤمن، وهي رضا الرحمن والفوز بالجنان، فالذكي من ربط دنياه بآخرته وربح الاثنين معًا.

 _اسع إلى نفع الآخرين: فالعطاء يشعر الإنسان بمدى أهميته في المجتمع، وبمدى تأثيره على الآخرين، ومن ثم يشعر الإنسان بقيمته وأهميته الشخصية، وقد يكون هذا العطاء مالاً تتصدق به على الفقراء، أو علمًا تنير به عقول الناس، أومشاعر دافئة تدفئ  بها قلوب من حولك.

 _كن مطمئنًا: وأعلم أن كل شيء بيد الله، وأنه قادر على كل شيء، وأن كل شيء يجري بقدر، وأنه سبحانه لا يريد بك شرًا أوضررًا، وتخلص من القلق والاكتئاب والمشاعر السلبية، واعلم أن رب محنة تحولت إلى منحة.

 _تفائل: انظر إلى الحياة نظرةً وردية، فالدنيا تسبغ عطائها لمن ينظر إليها نظرةً متفائلة، أم من ينظر إلى الحياة نظرة تشاؤم فلن يجد إلا الهم والحزن، ولا تلتفت إلى من يتهكمون على نظرتك ويقولون"أنت شايف الحياة سهلة" فالحياة سهلة ما دمت أنت تنظر إليها كذلك، وصعبة على من ينظر إليها كذلك.

 هذه مجموعة من أهم الأمور التي تجعلنا سعداء، وتجعل حياتنا جميلة لطيفة، أستودعكم الله وإلى مقال قادم الأسبوع المقبل بإذن الله.