تنتهى اليوم الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة ليبدأ الصمت الانتخابى غدا لمدة يومين.

فانتخابات الرئاسة 2014 تختلف تماما عما سبقها فهى تنفرد بظواهر خاصة كانحسارها بين مرشحين اثنين وبروز ظاهرة الحملات الشعبية الداعمة.. فضلا عن استغلال كافة وسائل الاتصال الحديثة بدءا من فيس بوك وتويتر ومواقع الصور ثم السلاسل البشرية والمسيرات فى الشورع والميادين.

ولكن هل استطاعت حملات الدعم التسويق لأفكار وبرامج المرشحين الرئاسيين.. وأيهما تفوقت على الأخرى وأى الأدوات كانت أكثر تأثيرا فى مختلف قطاعات الجماهير؟!.

بلغة السياسة فقد كانت محصلة نشاط وتحركات الحملة الشعبية الداعمة للمشير عبد الفتاح السيسى أقل من شعبيته فى الشارع، هكذا يؤكد الدكتور ياسر الهضيبى أستاذ القانون ومساعد رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية.

وأضاف أن شعبية السيسى وإمكانياته ورصيده لدى الجماهير كان أعلى بكثير من إمكانيات الحملات الداعمة له.. على النقيض من ذلك فكانت حملة المرشح حمدين صباحى أقوى وأعلى من شعبيته الحقيقية فهذه الحملة أضافت لحمدين ولم تخصم من رصيده.. بل كانت أكثر نشاطا وانتشارا وتأثيرا فى بعض القطاعات.

على صعيد الرصيد الإعلامى للحملتين وبصرف النظر عن نشاطهما ووزنهما كل مرشح يخوض الانتخابات يدعمه رصيد جماهيرى فى سباقات متعددة اجتماعية وسياسية واقتصادية ترجح كفة هذا المرشح على ذاك.

والمسألة ليست برامج انتخابية ووعود يتم تقديمها ولكن المسألة ـ كما يقول الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة ـ فى كيفية تبلور شخصية المرشح فهذه الشخصية لا يتم صياغتها ولا تسويقها فى 20 يوما هى مدة الدعاية الانتخابية لكن هناك اعتبارات أخرى كثيرة أبرزها تاريخ المرشح وإنجازاته على أرض الواقع.

فإذا تم التطرق لشخصية المشير السيسى فقد قضى هذا الرجل 40 عاما فى خدمة الوطن من خلال المؤسسة العسكرية تقلد خلالها العديد من المناصب إلى أن وصل لذروتها بتوليه منصب وزير الدفاع.

ولكن ما ساعد فى ترسيخ صورته سياسيا وجماهيريا هى قيادته لعملية إبعاد الإخوان عن الحكم استجابة لرغبة الشعب.

بالمقابل وكما يشير د. علم الدين ـ فإن شخصية حمدين صباحى تختلف تماما عن منافسه.. فحمدين يجيد لغة الخطابة والنزال وألوان الدعاية الانتخابية وتحيطه مجموعة من المحبين والمؤيدين فى حين أن السيسى قليل الكلام يتحدث بحساب وفى صمته إجابات.. ولا يمكن فصل نشاط الحملات الداعمة عن السياقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة فسياسيا هناك حرب إرهاب على مصر من عدة دول وتنظيمات واقتصاديا هناك أوضاع متدهورة واجتماعيا هناك ظواهر كثيرة فى حاجة لمواجهات عاجلة فى قطاعات الصحة والتعليم وخلافه.

وبرؤية مختلفة يشير الدكتور شوقى السيد الخبير الدستورى والمتابع السياسى لأن حملة السيسى اعتمدت بشكل واضح على التركيز فى الحركة على المنهجية وإعلاء مباديء الأخلاق والقيم الخاصة بحقوق الإنسان والقدوة وكلها معان مهمة فى الالتفاف حول قائد يؤثر التضحية والعطاء وإعلان مصلحة الوطن ثم تأتى البرامج فى مرتبة تالية.

من منظور مختلف يطرح الدكتور محمود يوسف أستاذ الإعلام والعلاقات العامة وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة حيث يرى أن المعركة غير متكافئة مهما قيل عن الحيادية وعن ـ تكافؤ الفرص ـ وبشكل عام فإن خطاب السيسى كان نخبويا غير مباشر وهو مدعوم من مختلف المؤسسات، أما حمدين صباحى فكان خطابه تعبويا مركزا لقطاعات جماهيرية.