اهتم خطباء مساجد القاهرة والمحافظات في خطبهم أمس الجمعة بالحديث عن الإسراء والمعراج وأسس العقيدة، بينما تطرق البعض للحديث عن عدم العدل بين المواطنين.

ففي الدقهلية، تحدث خطيب مسجد الرحمة بالمنصورة عن العقيدة وصعوبة الحفاظ عليها وكيف أن الإنسان يدفع الكثير من أجل الحفاظ عليها، المهم أن تكون عنده عقيدة صحيحة يدافع عنها ويضحي من أجلها وضرب مثلاً بالغلام الذي علّم الملك كيف تكون العقيدة وقبل أن يموت جعل المدينة كلها تؤمن بربه عندما قال للملك: لن تستطيع أن تقتلني أن تقول تمع الناس وتصلبني وتقول باسم الله رب هذا الغلام وترمي بعدها بالقوس فتقتلني، فضحي الغلام بحياته من أجل أن ينشر دينه ومنت كل المدينة، لكنه كان قد مات، أما اليوم فنري اختلافات في الاتجاهات والمشارب فهذا حزب وطني وهذا إخوان أو هذا سلفي وهذا حزب وفد ولكن المهم ماذا قدم كل واحد لدينه وماذا فعل من أجل عقيدته.

وأكد الخطيب أنه إذا لم يكن للإنسان عقيدة ويعيش بها فهو إنسان ميت لأن حياته تكون بغير هدف واضح، فنريد أن نعود إلي عقيدتنا وديننا وبعدها ننتمي إلي أي حزب أو أي كيان، فلا يهم ذلك، المهم أن نحفظ ديننا لنبتعد به عن الغش والرشوة والسرقة وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ونبتعد بها عن الموبقات.

كما اختار معظم خطباء المساجد ببني سويف الحديث عن رحلة الإسراء والمعراج، حيث تحدث إمام مسجد المحطة عن معراج النبي «صلي الله عليه وسلم» وتكذيب المشركين الرحلة الربانية ولقاء الله عز وجل والصلاة بالأنبياء عليهم السلام وفرض الصلوات الخمس بعد أن سأله نبي الله موسي ــ عليه السلام ــ أن يسأل ربه التخفيف.

وتطرق الإمام إلي فضل الصلاة وانتقد من يجلسون علي المقاهي أثناء الصلاة بحجة إنهاء دور الطاولة، وطالبهم باحترام الصلاة التي فرضها الله عز وجل من فوق سبع سموات.

أما أمام مسجد الرحمن بالجيزة فقد طالب جموع المسلمين بالرضا والقبول بقضاء الله وقدره مهما كان هول الصدمة والأذ ي الواقع عليهم، وشددد الإمام علي أن الرضاء بقضاء الله يثُاب العبد عليه لأنه لا يعلم أين الخير.

وناشد الإمام في خطبته أطباء التخدير بأن يقوموا أثناء تخدير أي مريض بتذكيره بالله لأن هذه لحظة يغيب فيها العقل، مستنكراً في الوقت ذاته قيام بعض الأطباء بسؤال المرضي في هذه اللحظات عن أمور تدخل في إطار المعاصي والمحرمات ونصح الأطباء بأن يطلبوا من المرضي قراءة «قل هو الله أحد» والإكثار من ذكر الله.

في حين هاجم إمام أحد مساجد مدينة الفيوم في خطبته الحكام العرب، وقال موجهاً حديثه إليهم: ماذا أنتم فاعلون لو قال لكم رسول الله سأزوركم بعد أسبوع؟!، ستأتون يوم القيامة وثيابكم ملطخة بدماء الأبرياء الضحايا وأعمالكم ملطخة بالاستبداد بكل أنواعه وإهدار المال العام في كل مكان، وستقفون أمامه حالتكم بائسة، وخاطبهم قائلاً: كثر شاكوكم وقل شاكروكم فإما اعتدلتم وإما اعتزلتم، وطالبهم بتحكيم شرع الله بدلاً من القوانين الوضعية التي يظلمون بها العباد والبلاد ويحمون بها حكمهم، لأن الله عز وجل وشرعه لن يتركوهم يظلمون الناس بهذه الطريقة، كما انتقد بشدة علماء المسلمين لسكوتهم عن الظلم وقال: سمعتم قول الله عز وجل «لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» وخطبتم في الناس ولم تعملوا بخطبكم وتلك خطيئة كبيرة ورأيتم الباطل ولم تتصدوا له.

بينما حذر عدد من خطباء قرية أبوشويق وقري مركز سيلا المجاورة لها من انتشار الخرافة والزعم بأن الجن وراء كل شيء، ونددوا بإهمال المسئولين للمواطنين وتركهم رهائن للخرافات والخزعبلات التي تحولت إلي حكاوي الناس في أسمارهم.

أما إمام مسجد الدش فتناول العمل الصالح وضرورة الالتزام به وحث المؤمنين عليه والاستعداد له قبل رمضان حتي يلقي المسلمون الله بقلب سليم.

وفي مسجد كوبري الجامعة بالجيزة تحدث الخطيب عن الدروس والعبر المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج، وأشار إلي أن رحلة الإسراء والمعراج فيها العديد من الدروس والعبر، منها قدرة الله عز وجل، فالله علي كل شيء قدير، وقال للمصلين: انظروا يا عباد الله في سموات رفعت بلا عمد من رفعها؟، إنه الله القادر علي كل شيء، وأكد أن من دروس هذه الرحلة أهمية الصلاة، فالصلاة هي عمود الإسلام، وهي أول ركن عملي وثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، والشهادتان ركن عقيدي أما الصلاة فهي ركن عملي، ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. الصلاة الصلاة يا عباد الله فالنبي كان يحافظ عليها، ومن دروس هذه الرحلة عالمية الإسلام، فالنبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ حين صلي بالأنبياء في بيت المقدس كان هذا إيذاناً بتسلمه قيادة البشرية، والله عز وجل هو الذي أرسله للناس جميعاً وهو القائل عن حبيبه «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، مؤكداً أن النبي رحمة الله للعالمين، مشيراً إلي أن من دروس هذه الرحلة أن النصر مع الصبر، وأن بعد العسر يسرا.

وتحدث إمام مسجد نادي المقاولون العرب للتجديف بالجيزة عن رحلة الإسراء والمعراج، وما حدث فيها للنبي محمد ــ صلي الله عليه وسلم ــ، وما حدث له من مواقف خلال الرحلة العظيمة، وقال: إن النبي التقي باقي أنبياء الله ورسله في السموات السبع، حيث عرج إليه مع جبريل عليه السلام، وأضاف: إن الله اختار النبي للإسراء من المسجد الأقصي حتي يحافظ علي إرث الأنبياء الذين مروا خلاله، حيث أصبح هذا الإرث خاصاً بالمسلمين، ومع ذلك فإن هناك بعض السفلة الذين يريدون هدمه والاستيلاء علي مقدسات المسلمين بدعوي أنه يخصهم، كما أشار الخطيب إلي الافتراءات التي تأتي من قبل بعض الأشخاص الكارهين للإسلام.