بعد أقل من شهرين على الخلاف الذى نشب بين شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ومفتى الجمهورية، الدكتور على جمعة، حول مسئولية الأزهر فى مراجعة المناهج الدينية، بدأ خلاف مكتوم بين أحمد الطيب ووزير الأوقاف محمود حمدى زقزوق حول نفس الموضوع.
وعلى الرغم من أن الطيب شدد من قبل على أن الأزهر هو المرجعية الوحيدة لمراجعة المناهج الدينية الإسلامية، إلا أن وزير الأوقاف أصدر كتابا تقوم الوزارة بتوزيعه حاليا على أئمة المساجد، شن فيه هجوما على "المناهج التعليمية" متهما إياها بالضعف عن أداء دورها، مما يعد، حسبما ذكر الكتيب، من أهم أسباب الإرهاب والتطرف، كما انتقد وكيل وزارة الأوقاف، الدكتور سالم عبد الجليل، الذى شارك الوزير فى نفس الكتاب، هذه المناهج معتبر ا أن هذه المناهج تعتمد على الحفظ والتلقين وحشو ذهن الطالب.
الكتاب أيضا حمل وجها آخر للخلاف مع شيخ الأزهر، يعيد للأذهان الاختلاف الذى جرى بين الاثنين فى موقفهما من زيارة القدس، حيث اتهم الأساليب الدعوية للمؤسسات الدينية الرسمية "الأزهر والكنيسة" بالروتين والتقليد، وكذلك غياب الحوار المفتوح بين علماء الدين حول الأفكار المتطرفة، كما انتقد ما أسماه "الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه وغياب القدوة لدى الشباب"، وهو الأمر الذى يعنى اعتراف الوزارة بفشلها فى خطة تجديد الفكر الدينى الذى تتبناها منذ سنوات وكذلك ضعف الادعاءات التى يروجها المدافعون عن الأزهر بأنه يقوم بدوره على أكمل وجه فى الدفاع عن سماحة الإسلام ونشر وسطيته.
هذا الكتاب أيضا يضع وزير الأوقاف فى خلاف مباشر مع الحكومة التى يعمل ضمنها، حيث ورد فيه أن من أهم أسباب انتشار التطرف والإرهاب وجود ما أسماه "غياب العدالة الاجتماعية والتفاوت فى توزيع الدخول والخدمات الأساسية، وكذلك تكدس الأحياء العشوائية فى المدن بفقراء المزارعين النازحين من القرى، فضلا عن زيادة أعداد العاطلين من خريجى المدارس والجامعات" وجميعها، حسبما جاء بكتاب الوزارة، تشكل تربة خصبة لنمو الأفكار الخاطئة.