ا: ي
 
 تبدو منطقة شرم الشيخ في مصر مثل مدينة مهجورة لا أحد يزورها بعد أن
كانت خلال السنوات الماضية معلما سياحيا بارزا يقصده الزوّار من كل أنحاء العالم. منتجعات وفنادق شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر يسكنها الفراغ والملل، بعد أن كانت قِبلة للسائحين ومحبي المرح والاستجمام.  هذه المدينة التي كان يطلق عليها إسم مدينة السلام – لأنها استضافت الكثير من المؤتمرات الدولية – لم تعد تعرف السلام منذ أن تحولت إلى هدف للأعمال الإرهابية وحملات القمع أيضاً.   قد يكون المئات من موظفي الفنادق هم وحدهم من يتجولون في شرم الشيخ، ففنادقهم الفارغة جعلتهم يهيمون على وجوههم في شوارع المدينة بملل قاتل.    في هذه الفترة من الوقت، تبدأ  المدينة استقبال زوارها، وتعجّ بالرواد من كل أنحاء العالم. لكن هذا العام مختلف للغاية، فالحركة بطيئة في الأشهر الأخيرة، وذلك بسبب خوف السياح من الأعمال الإرهابية كالتفجيرات والقتل والخطف، إلى جانب الحملة العسكرية في جميع أنحاء مصر.   في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "تليغراف" إلى أن العنف دفع 15 دولة لإصدار تحذيرات لرعاياها تحضهم على عدم السفر إلى مصر منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.  تداعيات هذه التحذيرات تظهر بوضوح، إذ انخفضت الإيرادات للنصف تقريباً في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لأرقام وزارة السياحة.    أرقام السياح في شرم الشيخ خجولة جداً، فشوارع هذه المدينة فارغة على الرغم من أنها المنطقة السياحية الوحيدة في مصر التي لا تزال تشجع وزارة الخارجية على زيارتها.    واعتبرت الصحيفة أن منسوب المخاوف الأمنية يرتفع باطراد، إذ أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية في بلدة طابا في شباط/فبراير الماضي.    يشار إلى أن بريطانيا أرسلت مؤخراً فريقاً أمنياً إلى منتجع البحر الأحمر لتقييم احتمالية تعرض المنطقة للتهديد الإرهابي المتزايد الذي يعصف بالمنطقة.   القلق الأمني يظهر جلياً في شرم الشيخ، لا سيما من خلال التعزيزات الأمنية مثل أجهزة الكشف عن القنابل ونقاط تفتيش للشرطة السياحة المسلحة. لكن يبدو أن هذه الإجراءات ليست فعالة بما فيه الكفاية لوقف الهجمات، إذ تعرضت عدة سائحات لاعتداءات في المنطقة، كما فقد فندق من فئة خمس نجوم رخصته في آذار/مارس الماضي بعد إدعاء سيدة أعمال بريطانية أربعينية تعرضها للاغتصاب من قبل حراس الأمن، واتُهم أيضاً أحد رجال الشرطة بمحاولة اغتصاب بعد دخوله غرفة سائحة روسية.    ونقلت صحيفة الـ "تليغراف" عن فيل ميكريستل، متقاعد من مدينة أبتون في شرق يوركس، قوله إن التدابير الأمنية المشددة تشعره بالأمان.    لكن حازن حسن، مدير أحد المتاجر في المدينة قال إن التجارة في شرم الشيخ "مشكلة خطيرة وليست سهلة. نحن نحاول إقناع الزبائن بقضاء عطلة الأسابيع في مكان يتصدر عناوين الصحف يومياً. الجميع يعلم أن مصر ليست مستقرة".    يشار إلى أن تقلص السياحة الروسية إلى شرم الشيخ أضر المدينة كثيراً، ولا سيما أنها تعتمد على الرواد الروس والبريطانيين الذين يهيمنون على سوق السياحة فيها.  وعشية الانتخابات الرئاسية في مصر، تأمل السياحة في البلاد أن تدخل مرحلة جديدة أكثر استقراراً، لعل مدينة شرم الشيخ تستعيد نشاطها وتستيقظ من سباتها القسري.