قالت صحيفة "الرأى اللندنية" إن قطر وافقت على "تجميد" دعمها السياسى والمالى للإخوان، لكنها ليست بصدد الالتزام الحرفى بإنفاذ ما يتفق عليه بالكواليس، الأمر الذى حذرت منه السعودية عندما قالت بأنها ستراقب الإجراءات القطرية.
وأوضحت الصحيفة، أن هذا القرار جاء بناء على ما توصلت إليه شخصيات إسلامية وإخوانية وأخرى خليجية تعمل بنشاط منذ عدة أيام ضمن ملف المصالحة القطرية – السعودية فيما يعرف بـ"خلية أزمة"؟.
وقالت، إن الخلية تعمل بالتنسيق مع حكومة قطر لإجراء اتصالات أزمة فى حال اضطرت الدوحة لاتخاذ قرارات تخص بعض القياديين المحسوبين على التنظيم الإخوانى.
ولفتت الصحيفة إلى أن شخصيات بعينها شاركت فى مشاورات خلية الأزمة الإخوانية فى الدوحة عن بُعد، قبل الإعلان عن توقيع مصالحة لا زالت غير محسومة وبانتظار القرار السياسى لزعماء دول الخليج.
بعض المشاورات شارك فيها السودانى الدكتور حسن الترابى وبطبيعة الحال الدكتور يوسف القرضاوى والدكتور يوسف ندا وبعض قيادات الإخوان المصرية.
وتابعت الصحيفة: "الشيخ راشد الغنوشى كان على صلة أيضا بهذه المشاورات عبر اتصالات هى المسئولة عن تسريب معلومات عن استعداده لاستضافة أى شخصيات إخوانية تطالبها قطر بالمغادرة".
الشخصيات المشار إليها وظيفتها العمل على توفير “ملاذات آمنة” لقادة الحركة الإخوانية الذين يمكن أن تطيح بهم المصالحة وتدفعهم لمغادرة قطر أو ترتيب نشاطاتهم الإعلامية والدعوية خصوصا لمن يبقى داخل قطر رغم أجواء المصالحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحلقة الإخوانية التشاورية تدرس عرض الغنوشى وكذلك احتمالية مغادرة بعض القيادات إلى جنوب إفريقيا أو سويسرا بعدما اعتذرت بريطانيا عن قبول فكرة استضافة أى من قادة الأخوان إثر وساطة خاصة قام بها الغنوشى.
الاتجاه البارز حتى اللحظة فى هذه المشاورات يميل إلى أن تتخذ إجراءات وتجرى ترتيبات لتعزيز موقف قطر السياسى فى مواجهة الشروط السعودية عبر مغادرة فعلية لبعض القيادات مقابل ضمانات بأن تبقى الدوحة داعمة للجميع وهو ما حذرت منه الرياض – بحسب الصحيفة.
وكان الشيخ يوسف القرضاوى اعتذر عن عدم إلقاء خطبة الجمعة فى مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة رغم أن مكتبه أعلن عبر موقعه على “الفيسبوك” وفى تصريحات صحافية أنه سيلقيها بعد انقطاع استمر لخمسة أسابيع.
وتغيب القرضاوى فُسر على أنه جاء بطلب من السلطات القطرية فى رسالة، لافتة إلى الدول الثلاث التى سحبت السفراء من عاصمتها واعتبرت الشيخ القرضاوى وخطبه عامل تحريض ضدها وضد السلطات المصرية.
ولاحظ المراقبون أن قناة "الجزيرة" تعمدت استضافة يوسف ندا الزعيم السابق للتنظيم الدولى للإخوان فى مقابلة خاصة تحدث فيها عن ضرورة حدوث تغيير فى نهج الإخوان المسلمين يتسم بالمرونة، وعدم المواجهة مع النظام فى مصر، ويبدو أن هذه المقابلة كانت تمهيدا للجهود المبذولة حاليا لإخراج قطر من عزلتها الخليجية.