صفحات مهترئة يغلب عليها اللون الأصفربداخلها تستقر وصفات وتعاويذ سحرية قد لا يعرف قيمتها سوى من عمل بتجارتها منذعشرات السنوات، رائحة البخور تتصاعد ممزوجة برماد حرق الأوراق والزعفران الأحمر،هو المشهد الذى يسيطر على إقامة تعويذة لا تخلو من كتاب قديم اصفرت أوراقه يسهلالحصول عليه من باعة كتب الطلاسم بمنطقة وسط البلد وسور الأزبكية، على الرغم مماتحتويه هذه الكتب من كنوز بالنسبة للدجالين والسحرة، إلا أن الكثيرين لا يعرفونقيمتها الحقيقية، وتبقى بضاعة خاصة بفئة معينة من الزبائن يعرفها الباعة جيداً.

الدجالون والسحرة، وعشاق الأعمال وعالم السحرالأسود هم زبائن كتب السحر والشعوذة كما يؤكد "عبد المنعم محمد" واحد منأقدم بائعى الكتب القديمة بمنطقة وسط البلد، على فرشته تجد مجموعة من الكتب ذاتالأسماء الغريبة التى يتحدث "محمد" عن أهميتها قائلاً: الكبريت الأحمر"،"قمرالأقمار"، "الأسرار الخفية" من أهم الكتب التى تمثل المنبع لثقافةعلوم السحر والتنجيم وتحضير الأرواح"، حيث تعد جزءا من ثقافة عالم غامض وربمامخيف، وسوق ومتنفس لمكتبات الكتب القديمة عند البحث عن الشفاء من سحر أسود، أو حلمالعثور عن كنز خفى،أو رغبة عاقر تشتاق للولد!

عبد المنعم يرى أن كتاب "شمس المعارفالكبرى والصغرى والوسطى" للإمام البونى هو الأشهر بين القائمة الطويلة لهذهالنوعية من الكتب، ويقول إن هناك كتبا أخرى تحوز اهتمام المتابعين لعالم الأرواحالسحرى، منها كتاب "العجائب" لابن سينا وهناك أيضا كتاب"قمر الأقمار"للمسلمى من ثلاثة مجلدات، إضافة إلى كتابى "منبع أصول الحكمة"و"قابضالأرواح وهادم اللذات ومفرق الجماعات"، وهذا الكتاب الأخير لم تتم طباعته،حيث لا يزال على صورته الأولى كمخطوطة مكتوبة بالخط اليدوى.

أما عن زبون كتب السحر والطلاسم يقول "عبدالمنعم": الكتب دى ليها زبونها، بنعرفه من قبل ما يتكلم، تلاقيه جاى يدور علىكتاب بعينه، بعضهم بيكونوا دجالين، بس الغالبية العظمى منهم، أهل الأعمال، وللى مايعرفش الأعمال دى بتؤذى وبتأثر فعلاً، واللى مش مصدق يقرأ الكتب دى".

ويكمل "عبد المنعم" مصادر الكتب دىكتير، بس أهمها بياعين الروبابيكيا، دول وراهم حدوتة، بيدخلوا البيوت ويعرفوايجيبوا أهم وأندر الكتب بأرخص الأسعار، ماحدش عارف قيمة الكتب دى ناس كتيربتعتبرها "زبالة" أو ورق أصفر والسلام، وعشان كده كتب نادرة زى دى بتوصللإيدين بياعين الروبابيكيا بتراب الفلوس".

وعن طباعة "كتب السحر والتنجيم" بنسخصغيرة وأسعار زهيدة يوضح "محمد" أن طباعتها تكون سرا لأنها مخالفةللقانون، ومعظمها مزيفة لا أهمية لها، فهى عبارة عن مقتطفات من هنا وهناك بعيدة عنالمتون الأصلية ذات الأسعار الخيالية التى تصل لآلاف الجنيهات.