"الجيش والشرطة هم حماة الوطن" كلمات نطق بها عبد الله عيسى عبد المنعم البالغ من العمر 27 عامًا ويعمل سائس جراج بسيدي بشر بالإسكندرية، قالها لعدد من أعضاء جماعة الإخوان، كانوا يتجمعون يوم الجمعة 7 مارس للانطلاق بمسيرة، فاعتقد أنهم مسالمون كما يدعون وأن لديهم قدرة على تحمل رأي مخالف لهم بصدر رحب. 

ولم يعلم أنها ستكون السبب في الاعتداء عليه بوحشية وإطلاق (الخرطوش) علي رأسه والتنكيل به حيث يرقد الآن بين الحياة والموت بالمستشفى الأميري الجامعي. 

بوابة الأهرام انتقلت لمنزل أسرة الضحية، حيث تحدثت عزيزة ممدوح سليم زوجته، عن واقعة الاعتداء على زوجها قائلة: "في البداية سمعنا صوت ضرب نار وشممنا رائحة دخان إطارات السيارات التي قام أعضاء جماعة الإخوان بإشعالها لقطع الطريق، فخرجت من شرفة المنزل لأرى ما يحدث وجدت تجمعات من أعضاء الإخوان يرددون هتافات ويتجمعون حول شخص يعتدون عليه بالضرب بطريقة وحشية ويطلقون الخرطوش في الهواء لترويع الأهالي، فاضطررت أن أدخل أنا وابنتي الصغيرة (ريتال) من الشرفة خوفًا من أن تصيبنا إحدى رصاصات الجماعة. 

وواصلت الزوجة: "بعد ذلك بدقائق أحسست بالقلق على زوجي عبد الله، فحاولت الاتصال عليه ولكنه لم يرد فقررت أن أخرج للبحث عنه وبمجرد خروجي من باب منزلنا وجدت عددًا من الأهالي حاملين الرجل الذي ضربه الإخوان لأكتشف في نهاية الأمر أنه زوجي عبد الله. 

وأضافت أن آثار الاعتداء عليه بالغة وكان في غيبوبة كاملة وكأنه قد مات قبل أنه يتم نقله للمستشفى الأميري الجامعي لتلقي العلاج وهناك أخبرها الأطباء بأن زوجها في حالة شديدة الخطورة وأن نسبة شفائه ضئيلة للغاية. 

وعن بداية واقعة الاعتداء على زوجها، أشارت عزيزة إلى أن الأهالي قد أخبروها أن أعضاء الإخوان الذين كانوا قد تجمعوا أمام مسجد الفضالي والذي يقع في الجهة المقابلة لمنزل الضحية قد اعتدوا على عبد الله لأنه قال لهم إن الجيش والشرطة هم حماة الوطن. 

وعن تفاصيل واقعة الاعتداء أشارت إلى أنهم قد أجبروه على خلع ملابسه ثم تناوبوا الاعتداء عليه بالعصي الغليظة على رأسه ثم قاموا بإحداث جروح بأنحاء متفرقة من جسده بالأسلحة البيضاء قبل أن يطلقوا الخرطوش على رأسه من مسافة قريبة. 

وعقب ذلك هاجموا غرفة إدارة الجراج وأشعلوا النيران بها لوجود صورة للمشير عبد الفتاح السيسي معلقة على أحد جدرانها. 

كما التقت "بوابة الأهرام" بوالدة عبد الله والتي لم تتمالك نفسها، حيث انهارت في بكاء هيستيري متمتمة ببعض الكلمات: "ده ابني الوحيد اللي بيعولني أنا وأبوه وزوجته وبنته الصغيرة.. حسبنا الله في الإخوان اللي بيتاجروا بالدين وبيقتلوا الأبرياء". 

ولم تجد الطفلة الصغيرة (ريتال- 4 سنوات)- الابنة الوحيدة لعبد الله- سوى كلمات "بابا واحشني أوي وبحب بابا زي عنيه" لتعبر عن حبها لوالدها الذي من الممكن ألا تراه مجددًا.