تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة، شاركت آلاف اللبنانيات في مسيرة حاشدة بالعاصمة بيروت للمطالبة بإقرار قانون ضد العنف الأسري ولحماية المرأة، الموافق اليوم السبت 8 مارس.
وانطلقت النساء -حسب وكالة أنباء “الأناضول”- من مختلف الأعمار في مسيرة شاركهن بها عدد من الرجال تحت عنوان “كفى” في اليوم العالمي للمرأة للمطالبة بـ”انتزاع” حقوق المرأة اللبنانية من الذين يعارضون إقرار قانونا لحمايتها من العنف الذي يمارسه بعض الأزواج بحق زوجاتهم.
فـصـل مـسـرحـي
وقبل انطلاق المسيرة وقفت إحدى النسوة على درج المتحف الوطني حيث كنّ يتجمعن لأداء فصل مسرحي صغير عن امرأة تزوجت من رجل لا تحبه وتعرضت خلال حياتها معه لعنف كبير وصل بها إلى الموت.
وارتدت الفتاة “الممثلة” ثوبا أبيضا وغطت رأسها بوشاح أبيض لتجسيد روح الزوجة القتيلة التي سردت معاناتها مع العنف الذي مارسه زوجها معها.
الـعـنـف الأسـري
وحملت النساء اللواتي سرن في أحد شوارع بيروت الرئيسية لاقتات تدعو إلى إقرار “قانون العنف الأسري” وتندد بالإهمال والعنف الذي تتعرض له المرأة في لبنان، منها: “كافحوا الإرهاب.. أقروا مشروع حماية النساء من العنف الأسري”، و “من الذكورية ما قتل”.
واعتبرت الصحفية اللبنانية ديانا مقلّد أن هناك حاجة لإقرار هذا القانون في لبنان “ليس لأنه يحمي المرأة فقط، بل لأنه رادعا يُشعِر المرأة بأنها قادرة على اللجوء للقانون وليست متروكة لرحمة قريب أو قوانين لا تساعدها”.
وقالت مقلد “نحن بحاجة للقانون كخطوة أولى لنصل لحقوقنا”.
أما الممثلة ندى أبو فرحات فقالت: “نحن هنا اليوم باسم كل امرأة لبنانية تناضل من أجل حقوقها”.
وتابعت، أن المسيرة تقول للذي لم يقر قانون العنف الأسري حتى الآن: “إنك تشارك بالجريمة” ضد المرأة اللبنانية.
بدورها، رأت مي خليل رئيسة جمعية ماراتون بيروت، أنه “من غير المسموح للمرأة اللبنانية الرجوع إلى الوراء.. حقوق المرأة تنتزع انتزاعا”.
ومؤخرا، عاد ملف العنف ضد المرأة ليتصدر واجهة الاهتمامات الاجتماعية في لبنان بعد تعرض امرأتين للضرب حتى الموت من قبل زوجيهما في ظل غياب قانون يحمي المرأة ويؤمن حقوقها، واختلاف آراء رجال الدين والجمعيات المعنية بشأن تفاصيل الملف.
رلى يعقوب ومنال عاصي كانتا آخر ضحايا العنف الذي تتعرض له النسوة في لبنان. فيعقوب (31 عاما)، والتي كانت أمّاً لـ5 بنات، قتلها زوجها في منطقة حلبا شمالي لبنان الصيف الماضي، بضرب مبرح أمام بناتها، بعصا خشبية مخصصة للتنظيف، وقد أعيد سبب وفاتها إلى سقوطها على رأسها وتم إخلاء سبيله مؤخرا.
أما عاصي (33 عاما)، أم لطفلتين كانتا في المدرسة عند مقتل والدتهما، فقد كان جزاؤها الموت لأنّها عارضت زواج زوجها للمرة الثالثة، فلقت حتفها بعدما ضربها زوجها بكل ما أوتي من قوة مستخدماً اواني المطبخ والكراسي والطاولات وعصي التنظيف.
ويرزح مشروع قانون العنف الأسري في أدراج مجلس النواب اللبناني بعدما أقرته اللجان النيابية بانتظار تحويله إلى الهيئة العامة للتصويت عليه، في ظلال الحديث عن اعتراضات سياسية ودينية تسببت في عدم إدراجه على جدول أعمال جلسات المجلس النيابي.