تساءلت مجلة كومنتارى الأمريكية عن قدرة تونس التى تعتبر مهد ثورات الربيع العربى، على هزيمة التشاؤم التى تلوح فى الأفق حول الربيع العربى، بالمقارنة لما تشهده مصر من اضطرابات وأعمال عنف من جانب جماعة الإخوان الإرهابية، واستمرار الصراع الدامى فى سوريا بين قوات النظام وقوات المعارضة، ولاسيما الفوضى التى تشهدها ليبيا.

رصدت مجلة (كومنتارى) الأمريكية التحولات الأخيرة التى عصفت بالربيع العربى فى الشرق الأوسط، ومحاولة سيطرة حركات إسلامية على تلك التحولات لمصالحها الخاصة مثل محاولة الإخوان الفاشلة للهيمنة على السلطة فى مصر، مما دفع البعض للتشاؤم من هذه الانتفاضات ووصفها بـ"الخريف العربى".

وأشارت المجلة إلى أنه منذ ثلاثة أعوام كان لتونس التوجه ذاته الذى تقصده مصر، حيث إن الدولتين صوتتا لصالح زعماء إسلاميين، كانت حركاتهم إما ممنوعة أو منفية أو تخضع لضغوط كبيرة من قبل الأنظمة السابقة.

ولكن فى مصر عندما بدأت المظاهرات، فإن الرئيس محمد مرسى، لم يقم بالتواصل معهم، الأمر الذى أدى إلى خروج جموع الشعب المصرى للإطاحة به، أما فى تونس فإن الحكومة قامت بالتنحى لحكومة أخرى مؤقتة، نعم هذه هى الديمقراطية، القيام بتنازلات مؤلمة.

وقالت المجلة إن الوضع فى تونس يعد استثناء لما تشهده باقى دول الربيع العربى، مشيرة إلى محاولات جماعة الإخوان للسيطرة على السلطة فى مصر وليبيا، مما دفع تلك الدول للدخول فى دائرة من المصادمات وأعمال العنف.

ونوهت إلى أنه فى مصر لم يقم الإسلاميون بهذه التنازلات، وأصروا على الدفع بدستور سيكون غير مقبول بالنسبة لليبراليين، وبالمقارنة مع تونس فإن الدستور تمت الموافقة عليه بصورة واسعة من قبل أغلبية الإسلاميين، فى الوقت الذى يمنح فيه حقوقًا متساوية للنساء والأقليات، ليعتبر بذلك أكثر الدساتير تطورًا فى العالم العربى.

وأشارت المجلة إلى تنحى حزب النهضة فى تونس وهو حزب إسلامى تابع لجماعة الإخوان، بعد فوزه بالأغلبية فى انتخابات تشكيل الحكومة التى ستشرف على صياغة الدستور الجديد فى البلاد، لصالح حكومة مؤقتة بدلاً من السعى للهيمنة على السلطة، كما فعلت الأحزاب الإسلامية فى دول أخرى فى الشرق الأوسط.

ورصدت المجلة استطلاعات الرأى فى تونس تظهر أن 70% من التونسيين يرون أن بلادهم تسير فى الاتجاه الصحيح، مما يعكس تزايد التفاؤل لدى الشعب التونسى الذى أظهرت استطلاع الرأى، قبل تنحى حزب النهضة، أن 15% فقط يرون أن بلادهم تسير على طريق الديمقراطية.