ب : أ
بعد الجدل الذى أثير حول وجود تنسيق بين بعض القوى الثورية والإخوان فى فعاليات إحياء ذكرى 25 يناير، خاصة فى ظل ما شهدته تلك الفعاليات من اشتباكات على الأرض بينهما وتضارب فى التصريحات؛ تحقق "بوابة الأهرام" فى هذا الأمر، عبر حلقتين فى محاولة للوصول للحقيقة. 

فقد بدأ هذا الجدل قبيل حلول ذكرى 25 يناير، حيث توالت تصريحات قيادات وأعضاء منتمين لما يسمى بتحالف دعم الشرعية وبعض الحركات الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان وأنصارها مثل "أحرار" و"شباب ضد الانقلاب" لتؤكد وجود اتصالات مع بعض القوى الثورية وبخاصة تلك المعارضة للمسار السياسي الحالى مثل حركة الاشتراكيين الثوريين وحركة 6 إبريل وجبهة طريق الثورة، بشأن التنسيق فى فعاليات إحياء ذكرى الثورة لإسقاط النظام الحالى. 

وازدادت حدة هذا الجدل فى ظل إصرار الإخوان وأنصارهم على إصدار تلك التصريحات فى مقابل إصرار القوى الثورية على النفى وكذلك مع تزامن تقدم الإخوان باعتذارها المثير للجدل للقوى الثورية وكذلك تقدم حركة 6 إبريل بالاعتذار أيضا قبل أن تتقدم بمبادرتها الوطنية، ولكن جاءت الفعاليات لتشهد اشتباكات ومشادات بين الطرفين على الأرض فى مسيرة مصطفى محمود. 

ونفى د. مجدى قرقر، القيادى بما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية" فى تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" ما تردد حول حدوث اجتماعات مَثل هو فيها التحالف مع بعض القوى الثورية خاصة "6 أبريل" التى أسسها أحمد ماهر و"الاشتراكيين الثوريين" بشأن التنسيق لفعاليات 25 يناير والاتفاق على النزول معاً دون رفع شعارات الإخوان والاكتفاء على رفع شعارات الثورة، مؤكدا أنه غير مضطلع بملف التواصل مع القوى الثورية الأخرى داخل التحالف وأن المعنى بهذا الملف هو عمرو فاروق، المتحدث الرسمى لحزب الوسط وأحمد ماهر، أمين الشباب بالحزب. 

ومن جهته أكد أحمد ماهر أمين شباب حزب الوسط وعضو الهيئة العليا للحزب أن التحالف وشباب الوسط، يؤمنون بوجود مشكلة تحتاج لتواصل رفقاء الثورة لاستعادة المسار الديمقراطى الذى حددته ثورة 25 يناير وأنهم قد حاولوا التواصل بشكل شخصي مع بعض القيادات والأعضاء بتلك القوى بشكل غير رسمى عبر اتصالات تليفونية لتبادل وجهات النظر إلا أن اتصالاتهم قوبلت بالرفض والصد من قبلهم. 

أضاف أمين شباب حزب الوسط وعضو "دعم الشرعية" قائلا: "هناك حالة من التعاطف الإنسانى لدى القوى الثورية والجميع يرفض إجراءات القمع التى تحدث خاصة بين طلاب الجامعات بسبب الظروف التى تمر بها الجامعات ولذا ليس من المستغرب وجود تواصل بين طلاب الأحزاب المختلفة ولكن بوجه عام هناك حالة من الجرح والغضب داخل رفقاء الثورة بسبب ممارسات المرحلة السابقة بعد وصول الإخوان للسلطة على الرغم من صدور اعتذارات من القوى الثورية ومازلنا نحاول العمل على رأب هذا الصدع وتقريب وجهات النظر، إلا أن الاتصالات بين قيادات الشباب للأسف لم تسفر عن تواصل واجتماع رسمى يتضمن تنسيق حول النزول فى 25 يناير أو فى أى فعالية ومبادرة آخرى". 

وبشأن الندوة التى دعا لها حزب الوسط قبل 25 يناير بيومين واعتذار بعض نشطاء الثورة عنها وما تردد حول كونها اجتماعاً تنسيقياً؛ نفى ذلك موضحا أن شباب الحزب اقترحوا تنظيم ندوة عن ثورة 25 يناير والتحديات التى تواجهها على أن يتحدث فيها نشطاء من قوى ثورية مختلفة مثل الكاتب تامر وجيه والقيادى بحزب مصر القوية محمد الباقر وخالد إسماعيل عضو حركة 6 إبريل وكان سيلقى كلمة التحالف المهندس عمرو فاروق، المتحدث باسم حزب الوسط ولكنهم فوجئوا باعتذار من تامر وجيه لأسباب اعتبروها غير منطقية وتلاه اعتذارات من باقى النشطاء فأكملوا الندوة بدونهم وتحدث فيها قيادات الوسط فقط. 

وأضاف ماهر: "ربما تعرض النشطاء لضغوط من الكيانات المنضمة لها أو من أى طرف آخر ونشعر بالأسف لموقفهم هذا". 

ويذكر أن الكاتب تامر وجيه قد أوضح أسباب اعتذاره عن حضور الندوة على صفحته الرسمية على فيسبوك، مرجعا ذلك لعدم معرفته بأن "الوسط" عضو فى تحالف دعم الشرعية ورفضه المشاركة فى ندوة مع قيادى بتحالف دعم الشرعية، فى إشارة لوجود عمرو فاروق أحد المتحدثين باسم التحالف. 

على جانب آخر، قال ضياء الصاوى المتحدث باسم حركة شباب ضد الانقلاب: إن الحركة سعت للتواصل مع عدد من القوى الثورية، لكونها تدعو لوحدة الصف الثورى لمواجهة ما أسماه بالانقلاب على الثورة، مؤكدا أنها لا تطالب بعودة مرسي نافيا ما تردد حول كونها واجهة للإخوان، مضيفا "تواصلنا مع شخصيات هامة ومؤثرة داخل عدد من الكيانات الثورية مثل جبهة طريق الثورة والاشتراكيين الثوريين و6 أبريل ويمكن أن نقول إن هناك تفاهمات وليس تنسيقا، فلم يحدث اجتماع موحد رسمى يجمعنا بعد وعندما يحدث ذلك سنعلن نتائج الاجتماع"، بحسب قوله. 

ورفض الصاوى الكشف عن أسماء من تواصل معهم، معتبرا أنه ليس مخولا للحديث عن هذا الأمر وأنه لا يسعى لدخول مواجهة مع القوى الثورية الآخرى حول نفى أو صحة تلك الاتصالات، حسبما قال