• المصابون فى مستشفى أحمد ماهر: استيقظنا على صوت الانفجار.. ولم نشعر بأنفسنا إلا ونحن تحت التراب
• جنود: فوجئنا بشظايا الانفجار بعد تغيير الوردية بدقائق واستقرت جفوننا على منظر الدماء
• وفد حقوقى يزور المستشفى ويستغيث من قلة أكياس الدم
«استيقظنا على صوت الانفجار.. ولم نشعر بأنفسنا إلا ونحن تحت التراب» عبارة واحدة تسمعها الأذن من الجنود الناجين من الموت فى الهجوم الإرهابى على مبنى مديرية أمن القاهرة، صباح أمس، فلا أحد من أولئك يتذكر ماذا حدث له فى السادسة والنصف صباح أمس، الجمعة، إلا سماع دوى انفجار يهز أركان المبنى وما حوله من بنايات، وشظايا الانفجار تتطاير بجواره، ويجد زميله جثة هامدة أو تغطى الأتربة الملطخة بالدماء وجه زميل آخر لايزال قلبه ينبض بالحياة.
حالة من التوتر والفزع الشديدين أصابت الجنود المصابين الذين توافدوا على مستشفى أحمد ماهر التعليمى، بعد دقائق معدودة من انفجار السيارة المفخخة، وسيطر على المستشفى حالة من الارتباك الشديد لضعف الامكانيات وقلة اكياس الدم، واستغاث فريق حقوقى زار المستشفى صباحا بسرعة التوجه للتبرع بالدم، بعدما تجاوزت الحالات المصابة 50 مصابا وارتفاع حالات القتلى بالحادث إلى 3 وفيات، نُقل حالتان منهم إلى مستشفى آخر، بحسب تصريح مصدر أمنى مسئول.
حالة من البكاء الهستيرى انتابت عددا من الجنود الذين حملوا زملاءهم على اعناقهم بعد لحظات من وقوع الانفجار، بعضهم لا يتفوه بأى كلمة، فقط ينظر إلى السماء رافعا يديه للدعاء بنجاة ممن عاش معهم شهورا تحت سقف خدمة مديرية الامن، والبعض الآخر يتمتم بكلمات لا تتبين منها إلا عبارات الخوف الممزوجة بغضب من توالى الكوارث وكثرة سقوط الضحايا، فى حين جلس الصامدون من اصحاب القلوب الساكنة يهدئون ذويهم الذين حضروا بلهفة بعد سماع الخبر فى وسائل الإعلام.
مستندا على جدران طرقة الحوادث العاجلة بمستشفى احمد ماهر، وقف أحد مجندى غرفة عمليات المديرية امام غرفة الحالات الحرجة، منتظرا صديقه الذى طالته شظايا التفجير بأماكن متفرقة بجسده، ويردد بهدوء متغالبا على دموعه: قرابة السادسة فوجئنا بالانفجار يهز المبنى دون ان نشعر بما يدور من حولنا، ونصاب بحالة من الهلع الشديد حتى استقرت أجفاننا على الدماء المتناثرة فى بقاع الدور السادس».
ضباط العمليات وان بدوا أكثر تماسكا من جنود مأموريات المديرية لكنهم رفضوا الاقتراب من غرف الجراحة والتقاط صور للمجندين، وحمّل أحدهم الصحافة مسئولية ما جرى، قائلا: «انتوا جايين بعد ايه؟!».
فى غرفة الحالات الطارئة، جلس المجند أحمد السيد، متكئا على زملائه من المأمورية، رفض الحديث فى بادئ الأمر لكنه عاد وتراجع عن صمته، قائلا: «توجهت إلى مبنى المديرية بعد تغيير الوردية فى حدود السادسة صباحا، ولم تمر دقائق حتى فوجئنا بصوت الانفجار يركلنا بعيدا عن المدخل الرئيسى، ونفاجأ بانهيار الكتل الخرسانية مما تسبب فى حدوث حفرة إلى اسفل».
يضيف السيد بأنفاس حارة من شدة اصابته بجذع فى ساعده الأيمن: «لحظة استيعابى وجدت اصدقائى ينبشون فى الأرض بحثنا عن المصابين والقتلى من جنود المأمورية الأمنية»، وظل يردد: «حسبى الله ونعم الوكيل فى الفاعل».
حديث السيد شجّع كريم الذى رافقه خلال التفجير على الحديث عن لحظة الانفجار وانهيار الحاجز الخرسانى، مكتفيا بكلمته: «الحمد لله انى ما زلت على قيد الحياة».
مجند آخر بغرفة عمليات الدور السادس، ذو بشرة سمراء، جلس على مقربة من مدخل الاستقبال لطوارئ أحمد ماهر، قال إنه لم يشعر إلا بهلع المفاجأة وتطاير الجنود يمينا ويسارا إثر شظايا التفجير، مشددا على ترك رسالته إلى أهله: «خليكم مع الجيش والشرطة»، مضيفا: «حسبى الله ونعم الوكيل كلمة قليلة على ما تراه أعيننا يوميا من ارهاب».
إلى ذلك، قال مصدر طبى ان مستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب، استقبل حالة واحدة من حادث تفجير مديرية امن القاهرة، وتم صرفه بعد الاطمئنان على استقرار حالته بعد اصابته بجرح قطعى فى مقدمة رأسه.