لم تكن الخسارة مادية فقط، بل معنوية أيضاً، فحادث تفجير مديرية أمن الدقهلية الذى وقع يوم الثلاثاء الماضى أسفر عن خسائر جسيمة فى الأرواح والممتلكات، أبرز خسارة يمكن رصدها بعد الـ 16 شهيداً الذين سقطوا جراء هذا التفجير هو حدوث تدمير فى بعض الآثار المجاورة لمبنى مديرية الأمن وهى «جامع الصالح نجم الدين أيوب» وهو من الآثار التى ترجع للعصر الأيوبى فى مصر، والذى تعرض سقفه من الداخل وأحد جدرانه لتدمير جزئى، وكذلك متحف «دار ابن لقمان»، الذى يعتبر سجلاً قوياً لانتصارات المنصورة على حملة لويس التاسع والمعروفة تاريخياً باسم «الحملة الصليبية»، وبطريركية الروم الكاثوليك «كنيسة العذراء سيدة النياح» الأثرية، التى تقع خلف مبنى مديرية الأمن، والتى لاقت تدميراً فى إحدى واجهاتها وبعض شُرفاتها، بالإضافة إلى مبنى بلدية المنصورة والمسرح القومى، وكافتيريا أندريا التى يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام. انتصار غريب، الباحثة فى الحضارة المصرية، ومنسق حركة ثوار الآثار، استنكرت ما حدث من إرهاب لمديرية الأمن، وترويع المواطنين الآمنين، متسائلة: «ذنب الآثار إيه عشان يدمروها، إحنا محتاجين حد يحمى آثارنا من الإرهاب»، «غريب» أنشأت صفحة على موقع «فيس بوك» للتنديد بما حدث لآثار المنصورة تحت عنوان: «توقفوا عن تخريب المنصورة»، وقالت إن حادث مديرية أمن الدقهلية، كشف كثيراً من الكوارث التى تجاهلها المسئولون، لأن المحافظة تمتلك الكثير من المواقع الأثرية، التى تم إهمالها، حتى إن بعضها لم يتم تسجيله، كمبنى «بلدية المنصورة الأثرى»، والذى كان يجهز لتحويله إلى دار أوبرا خاص بالمدينة بموافقة وزير الثقافة، لافتة إلى أن المحافظة كانت ودائماً تقف فى وجه الأعداء بداية من الصليبيين إلى الإرهابيين.