أربعة جدران تشقق معظمهم أو انهار أحدهم وبقى السقف مكشوفاً للسماء التى لم ترحمهم أمطارها من قسوة برد الشتاء، موقد بائس تصاعدت منه الأدخنة وتراكمت حوله الأجساد طلباً للدفء، مشهد لم يختلف كثيراً بين منطقة عشوائية وأخرى ضربها طقساً قارص البرودة لم يمهل أهلها وقتاً للاحتماء تحت سقف أو غطاء قد ينقذ ما يمكن إنقاذه، الحالة التى عاشتها أسر مصرية لم تحالفها الحظ بالحصول على ما يقيها الطقس هى ما شعر بها "شباب الخير" قبل اتخاذ قرار الحركة لنجدة هذه الأسر بما نجحوا فى جمعه من بطاطين الشتاء.

حملات البطاطين التى انطلقت منذ عدة أيام لنجدة الأسر الفقيرة، هى ما دخل من ضمنها حملة "شباب الخير" فى مجموعة من المناطق من ضمنها تل العقارب والقصبجى، ورملة بولاق وغيرها من المناطق الفقيرة التى وصلتها نجدة البطاطين التى جمعها فريق شباب الخير.

عبد العال عبد العزيز منسق الفريق تحدث عن الحملة، قائلاً: حملة البطاطين، هى واحدة من الحملات التى ينظمها شباب الخير لرعاية الأسر والمناطق الفقيرة بتبرعات أهل الخير، وهى ما نستطيع تقديمه كمساعدة لأسر عانت من سقوط الأمطار على منازلها غير المجهزة لاستقبال مثل هذا الطقس البارد.

الشتاء فاجأنا هذا العام وهو ما دفعنا للتحرك سريعاً لنجدة أكبر عدد ممكن من الأسر، هكذا أكمل "عبد العال" حديثه واصفاً حالة هذه الأسر وخاصة فى فصل الشتاء، ويقول: البطاطين هى أسرع وأسهل حل يمكن تقديمه، لا نستطيع بناء منزل أو سقف فى يوم واحد أو عدة أيام، على الأقل بإمكاننا إمداد هذه الأسر بالبطاطين أو وسائل التدفئة الأولية، خاصة أن معظم هذه المناطق لا تدخلها المساعدات ولا تحظى بسبل حياة آدمية، ونستعد لحملات أخرى لاستكمال باقى المناطق والأسر التى لم نصل إليها طوال فترة الشتاء.