قالت صحيفة "الواشنطن بوست"، نقلاً عن "الأسيوشتد برس"، إن السلطات السورية بدأت عرض فيلم "ملك الرمال"، الذي يحكي حياة الملك عبدالعزيز موحد المملكة العربية السعودية، وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم ما هو إلا تصفية حسابات بين النظام السوري والسعودية على خلفية دعم السعودية للانتفاضة المعارضة السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم يعرض حياة الملك عبدالعزيز ويظهره بصورة سيئة، وأنه متعطش للدماء، ويتزوج ما يشاء من النساء، خاصة النساء اللاتي لم يتجاوزن مرحلة المراهقة (القاصرات)، وكيف يقتل الناس ويقطع أيدي اللصوص باستخدام السيف ويرجم النساء الزانيات، وغيرها من الإساءات التي لا هدف لها سوى تشويه سمعة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وصورة السعودية خصوصاً.

ويصور الفيلم الملك عبدالعزيز بأنه هو من أسس الفكر الوهابي السلفي، الذي يعتبرونه بداية انتشار الإرهاب في العالم.

وأشارت "الواشنطن بوست" إلى أن الأمير طلال بن عبدالعزيز كان قد طلب من صديق مشترك مع النظام السوري، عدم عرض الفيلم؛ لأنه يمثل إساءة كبيرة لشخصية عظيمة أدت خدمات جليلة للعالم العربي والإسلامي، لكن النظام السوري تجاهل الطلب وأصر على عرضه، وقال وزير المصالحة علي حيدر إنه يؤيد عرض الفيلم بشدة، وأضاف إذا أرادت السعودية عدم عرض الفيلم فعليها أن تصحح سياساتها وتوقف دعم ما أسماه "الإرهاب" وتقديم اعتذار رسمي لسوريا عما حدث.

وأضافت الصحيفة أن بشار الأسد اتهم السعودية أنها تقوم بحملة قوية لتخريب العالم العربي - على حد وصفه - ودعم المقاتلين المعارضين في سوريا، واستشهدت الصحيفة بقول فاديا كيوان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن الفيلم يشوه الرموز في المملكة العربية السعودية ويسيء لهم، مما قد يذهب بالعلاقات إلى نقطة اللاعودة.

وقالت الصحيفة نقلاً عن "الأسيوشتد برس" إن الفيلم يكسر كل المحرمات لأقدس بقاع الأرض عند المسلمين، مكة والمدينة، ولقادتها أسرة آل سعود، في إشارة إلى أنه الفيلم الأول الذي يحمل هذا الكم الكبير من الإساءات الحاقدة، وأضافت الصحيفة أن النظام السوري دائماً ما يشتكي من قناة العربية التي يصفها بقناة الدم، وهي لأفراد من الأسرة الحاكمة في السعودية.

من جهته قال مخرج الفيلم المسيء نجدت أنزور، وهو من أكبر الموالين لبشار الأسد إنه تعرض لتهديدات بالقتل، مضيفاً أنه قام بتصوير الفيلم في عدة دول عربية، رفض تحديدها، بمساعدة عدد من الزملاء من تركيا وأوروبا وبعض الدول العربية، مضيفاً في كلام حاقد: "الفكر الوهابي السلفي وباء ويجب استئصاله من الأرض"، وأضافت الصحيفة أن ملك الرمال يلقى حملة ضخمة في وسائل الإعلام السورية، وبدأ عرضه في مسارح سوريا يوم الخميس، وأضافت الصحيفة أن نجدت أنزور اقترح عرض الفيلم في 11 سبتمر في إشارة واضحة لربطه بهجمات 11 سبتمر التي حدثت في أمريكا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم عرض أمس الخميس وحضره أكثر من 1000 شخص من المسؤولين السوريين، وأنه سقطت قذائف هاون على مقربة من المقر الذي عرض فيه الفيلم.