أصوات هتافات مختلطة بطلقات مدوية، جثث هنا ومصابون هناك وغيرها من المشاهد
التى عاشها "محمد محمود" منذ عامين تركوا الشارع ساكناً بعد أن امتلأ بالضجيج
وحكايات أبطاله الذين راحت عيون العشرات منهم ثمناً للحرية التى تحولت فيما بعد لمجرد
اسم على واجهة الشارع الذى حصل على لقب جديد كان ثمنه دم المئات من أبطال لم يحالفهم
الحظ فى الحصول على حقوقهم، بالرغم من مرور عامين على الأحداث التى مازالت أوراقها
على مكاتب النيابة، ولم تغلق فيها التحقيقات بعد.
"شارع عيون الحرية، قناص العيون، جدع يا باشا".. ومقطع يظهر فيه قناص
العيون فى لحظة تركيز، مستهدفاً أعين المتظاهرين، هى الأيقونات الرئيسية التى ارتبطت
بأحداث "محمد محمود"، صاحب التفاصيل الأكثر تعقيداً فى رحلة الحصول على القصاص
لمن فقدوا أعينهم بالدليل والصوت والصورة التى لم تكن كافية للحصول على حقهم من المتهمين،
على الرغم من ضخامة الحدث الذى راح ضحيته 53 شهيداً.
أسامة المهدى، محامٍ وعضو الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان، أحد المراكز الحقوقية
التى تتابع قضايا "محمد محمود"، يروى رحلة أوراق القضايا بين مكاتب النيابة،
وقال "المهدى": لم يصدر حكم واحد فى أى قضية من القضايا المرفوعة ضمن أحداث
"محمد محمود" التى مازالت تحريات النقابة قائمة بخصوصها، على الرغم من مرور
عامين كاملين، إلا أن القضايا لم تصل للمحاكم بعد".
قضية واحدة هى ما حصلت على حكم ولكنه جاء غير منصفاً، وهى قضية "قناص العيون"
الملازم "محمد صبحى الشناوى" الذى حصل على ثلاث سنوات فقط بعد أن تسبب عمداً
فى فقء عيون المتظاهرين بالدليل القاطع، كما يؤكد "المهدى" قائلاً: قضية
قناص العيون هى القضية الوحيدة التى انتهت بحكم لم يأت منصفاً على الإطلاق، وليس بأيدينا
سوى متابعة أوراق القضايا التى مازالت خاضعة للمماطلة ذكرى بعد أخرى".