«شارع عيون الحرية.. السفاح محمد محمود سابقًا».. هكذا كانت لافتة اقامها
الثوار منذ عامين بشارع محمد محمود، تعظيمًا لدور من ضحوا بنور أعينهم من أجل الحرية
وفي سبيل وطن أفضل، وتمجيدا لشهداء قدموا أرواحهم من أجل صناعة المستقبل.
دائمًا ما تكون البداية غدر بوليسي، ثم خيانة إخوانية، وأتت النهاية بعيون ضائعة
ودماء متناثرة. الإخوان دعوا انصارهم للنزول رفضًا لوثيقة الدكتور علي السلمي في هذا
التوقيت ثم في نهاية اليوم تركوا الثوار في مواجهة العنف المفرط من قبل قوات الأمن.
محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، قال في ذلك الوقت في حوار تليفزيوني
أجراه مع الإعلامي عمرو أديب، أنه من غير المعقول أن ينزل الإخوان إلى التظاهر كلما
طُلب منهم ذلك، مؤكدًا أن هناك مؤامرة لإستدراج الجماعة للنزول إلى الأحداث.
فيما صرح محمد البلتاجي، عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، أن ما يحدث من ضرب بالمولوتوف
والحجارة هو بلطجة لا شأن لها بالديموقراطية أو السياسة أو الثورة، وأعتبر أن التظاهر
غير مناسب في هذا الوقت لأن الإعداد للإنتخابات البرلمانية أهم.
أما سعد الكتاتني، عضو مكتب الإرشاد ورئيس مجلس الشعب السابق، كان له تصريح
شهير في مجلس الشعب بالتزامن مع أحداث محمد محمود الثانية، حيث قال أن وزير الداخلية
أخبره أن قوات الأمن لم تطلق الخرطوش على المتظاهرين، ردا على النائب محمد أبو حامد
الذي دخل إلى قاعة المجلس ممسكًا ببعض طلقات الخرطوش بيده في واقعة شهيرة.
بالإضافة إلى تصفيق نواب الإخوان على اتهامات أعضاء مجلس الشعب التابعين للتيار
السلفي للمتظاهرين بأنهم يتعاطون الترامدول، وأن كل متظاهر في أحداث محمد محمود يأخذ
مبلغ 200 جنيه يوميا بالإضافة إلى وجبة كرشوة من بعض الجهات لحثه على النزول.
مع ذلك لا يتوارى الإخوان خجلًا عن المشهد ولكنهم دائمي التطفل على ذكرى أحداث
محمد محمود، وماكينة الكذب لديهم لا تتوقف أو تهدأ، بالإضافة إلى محاولاتهم الجديدة
والسخيفة للمقارنة بين أحداث محمد محمود وإعتصام رابعة العدوية الذي يطلقون عليه «رمز
الصمود» في سعيهم لكربلائية المشهد والظهور دائمًا في دور الضحية.
في ذكرى محمد محمود، ويعد مرور عامين على فقدان نور العيون، ما زال الإخوان
لا يدركون أن الصمود الحقيقي كان حيث وقف «حامل العلم»، ذلك الشخص المجهول الذي تحمل
الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحي والعلم يرفرف بين يديه مطبوعًا عليه
صورة مينا دانيال شهيد أحداث ماسبيرو الغادرة.
لا يستطيع الإخوان فهم معنى الصمود الحقيقي الذي تجسد في سبعة أيام متتالية
من الوقوف أمام قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي فقط بالأعلام والحجارة، انتهت بإجبار
المجلس العسكري على وضع جدول زمني لتسليم السلطة واستقالة حكومة الدكتور عصام شرف.
وسط التطفل الإخواني والحذر الأمني تأتي ذكرى محمد محمود اليوم لتذكرنا بأبطال
ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل أهداف سامية، علمونا معنى التضحية والصمود، فطوبى لهم.