رفضت "صباح" بنت الخامسة والعشرين عاما أن تختار فئة معينة من الزبائن مثلما يفعل غيرها من باعة الخضراوات الجاهزة، الذين يفضلون التواجد بالقرب من المصالح والمؤسسات الحكومية، واختارت لفرشتها الصغيرة التى تمتلئ بأصناف وألوان مختلفة من الخضراوات المجهزة مكانا آخر بالقرب من ميدان العتبة فى بداية شارع الأزهر ليكون مقرا لها.

"صباح عبدالله" التى تقوم بتجهيز الخضروات مثل تقوير الكوسة، وتقميع البامية، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى التى تحتاج إلى مجهود فى التجهيز قبل وصولها إلى حلة الطعام، لتبيعها مثل غيرها ممن يعملون بهذه المهنة للتخفيف على ربات المنازل العاملات اللاتى لا يجدن الوقت لتجهيزها، تميزت عنهم بأن "قفتها" لا ترفع عن الأرض قبل الساعة العاشرة مساء تسهيلا على ربة المنزل التى لم تستطع أن تحصل على الخضروات فى طريق عودتها للمنزل أن تحصل عليها فى أى وقت.

تقول "صباح" أنا بروح أجيب الخضار الصبح من السوق وأمى هى اللى بتقعد على الفرشة تقطع وتخرط فى الخضار، وأنا بجيلها الساعة خمسة العصر أقعد مكانها لحد الساعة عشرة بالليل علشان الستات اللى ملحقتشى تشترى تيجى، وبعدين فى ستات عرفانى بقعد بليل فبتيجى تاخد غير الناس اللى بتكون خارجة تشترى حجات بالليل ودول أكتر زباينى".

صباح لم تسلم أيضا من الركود الاقتصادى الذى تشهد مصر حاليا تقول "الزباين ساعات بتفاصل فى السعر، فممكن أبيعلهم البيعة كلها ومبكسبشى غير 2 جنيه، بس مش مشكلة علشان الحال يمشى والخضار ميباتش، لأنه لما بيبات طعمه بيغير وخصوصا أنه متقطع ومتفصص".

وتشير صباح إلى أن الخضار الجاهز لا يتعب كثيرا ربة المنزل "الخضار اللى بنعمله، يدوب يتغسل وعلى الحلة على طول، يتسلق أو يتحشى، وكمان مش غالى يدوب الفرق مش بيزيد عن جنيه وساعات 2 جنيه فى أصناف معينة".