وسط حضور مكثف من النواب من مختلف الاتجاهات السياسية‏,‏ وافق مجلس الشعب أمس علي القرار الجمهوري بمد حالة الطوارئ لمدة عامين علي أن يقتصر تطبيقها علي مواجهة أخطار الإرهاب وتمويله‏, وجلب وتصدير المواد المخدرة والاتجار فيها‏.‏ وقد تضمن قرار رئيس الجمهورية ـ الذي حمل رقم‏126‏ لسنة‏2010‏ ـ الذي تلاه الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس في بداية الجلسة ـ أن يتم مد حالة الطوارئ المعلنة بقرار رئيس الجمهورية المؤقت رقم‏560‏ لسنة‏1981‏ لمدة سنتين اعتبارا من أول يونيو‏2010‏ حتي‏31‏ مايو سنة‏2012,‏ وأن يقتصر تطبيق الأحكام المترتبة علي إعلان حالة الطوارئ خلال مدتها علي حالات مواجهة أخطار الإرهاب وتمويله‏,‏ وجلب وتصدير المواد المخدرة والاتجار فيها‏.‏

وقد وافق علي القرار الجمهوري بمد حالة الطوارئ‏308‏ نواب‏,‏ ورفضه‏101‏ نائبا‏,‏ بينما تغيب‏45‏ نائبا عن الحضور‏.‏

وقد ألقي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بيانه بمد الطوارئ وسط ضجيج وصياح غير مسبوق في القاعة‏,‏ حيث قاطعه نواب المعارضة والمستقلون أكثر من مرة‏.‏

وأكد رئيس مجلس الوزراء ـ في بيانه ـ أن الرئيس حسني مبارك أوضح في قراره بمد حالة الطوارئ لمدة سنتين‏,‏ أن يقتصر تطبيق أحكام حالة الطوارئ علي مواجهة أخطار الإرهاب والمخدرات فقط‏.‏

وقال نظيف‏:‏ إن الرئيس مبارك برهن للعالم بذلك علي أننا دولة تحترم تعهداتها في مجال حقوق الإنسان‏,‏ واحترام حريات المواطنين‏.‏

وتعهد رئيس مجلس الوزراء بأن التدابير الاستثنائية التي يتيحها قانون الطوارئ لن يتم استخدامها للنيل من حقوق المواطنين أو الانتقاص من حريتهم‏,‏ وشدد علي أن الحكومة تتعهد بأن تحيط أعمال قانون الطوارئ في الحالات التي تستلزم تطبيقه بالضمانات التي نص عليها الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية‏,‏ وأن يتم ذلك تحت الرقابة الكاملة للقضاء‏.‏

وشدد الدكتور نظيف علي أن الحكومة تطلب مد حالة الطوارئ وهو كره لها‏,‏ ولا تريد العمل في ظل أوضاع استثنائية‏,‏ لكنها في الوقت نفسه لا تريد التفريط في منجزات الوطن التي لم يكن تحقيقها سهلا في ظل الأوضاع المضطربة التي تحيط بنا‏,‏ وموجة الإرهاب التي تجتاح العالم وتتربص بمصر‏.‏

وتعهد رئيس مجلس الوزراء بإنهاء الحكومة لحالة الطوارئ فور إقرار قانون جديد لمكافحة الإرهاب يحقق التوازن بين الحرية الشخصية‏,‏ ومصلحة وأمن المجتمع‏,‏كما تعهد بأن تطرح الحكومة هذا القانون الجديد لمكافحة الإرهاب للحوار المجتمعي‏,‏ وللتشاور مع المجلس القومي لحقوق الإنسان‏,‏ ومنظمات المجتمع المدني‏.‏ وقال نظيف‏:‏ إنه من الظلم إرجاع الاستقرار الذي ننعم به الآن إلي تطبيق قانون الطوارئ وحده‏,‏ كما أنه من الظلم أيضا إغفال أن تطبيق قانون الطوارئ حمي البلاد ووقاها من مخاطر الإرهاب‏,‏ ووأد الكثير من الجرائم الإرهابية في مهدها وأبطل مفعولها‏.‏ وخاطب رئيس مجلس الوزراء نواب مجلس الشعب قائلا‏:‏ إن الحكومة علي ثقة بأن النواب علي اختلاف انتماءاتهم الحزبية والسياسية يقدرون مراميها‏,‏ ويتفهمون أسبابها ودوافعها‏,‏ ويأملون في أن تزول حالة الطوارئ بعد انتفاء أسبابها‏,‏ والحكومة من جانبها لن تخيب ظنهم‏,‏ وسوف تحقق رجاءهم في أقرب وقت ممكن‏.‏