ملثمون حاصروا السجن وأطلقوا على القوات وابلا من طلقات الرصاص ثم اقتحموه باللودرات فسقط العديد من السجناء

السجناء قادوا فوضى عارمة داخل السجن تزامنت مع هجوم ملثمين من الخارج

كشف مصدر قضائى مطلع أن المستشار حسن سمير، قاضى التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة للتحقيق فى قضية هروب المساجين من «وادى النطرون»، والمتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسى و33 من قيادات جماعة الإخوان وحماس وحزب الله، استمع إلى 35 شاهدًا فى القضية، واعترف عدد منهم بتورط قيادات الإخوان وحماس وحزب الله فى اقتحام سجن وادى النطرون، وتهريب قيادات جماعة الإخوان من داخله فى أثناء فاعليات ثورة 25 يناير.

وأكدوا أن الأشخاص المتورطين فى اقتحام السجن وتدمير أسواره وتهريب المساجين كان هدفهم الوصول إلى القيادات الإخوانية المحبوسة وتهريبها إلى خارج السجن، واستخدموا مجموعة من الأسلحة الثقيلة واللودرات خلال تنفيذ العملية، وقاموا بإطلاق الرصاص على قوات الشرطة المكلفة بحراسة وتأمين السجن، مما تسبب فى سقوط ضحايا.

واستمع قاضى التحقيق إلى أقوال قيادات وضباط سجن وادى النطرون ومسؤولين فى قطاع السجون خلال التحقيقات، والذين كشفوا أن محمد مرسى العياط، الرئيس المعزول، وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين تم حبسهم داخل السجن، وهو الثابت فى أوراق ودفاتر السجن، ثم فوجئوا بقيام مجموعات ملثمة بمحاصرة السجن وإطلاق النيران عليه، وقاموا عقب إنهاك القوات المكلفة بتأمينه باقتحامه وتهريب كل المساجين الموجودين بداخله، وأوضح الضباط أن عملية محاصرة السجن تمت مساء 28 يناير، وأوضحوا أن عملية الهجوم الخارجى على السجن تزامنت مع فوضى عارمة قادها المساجين داخل السجن.

وأكدوا «أن المساجين تسربت إليهم أنباء قبل اقتحام السجن عن اقتحام عدة سجون أخرى، فقاموا بإحداث فوضى وثورة عارمة داخل العنابر، وحاولت القوات التى كانت مكلفة بتأمين السجن السيطرة عليهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، وكلما سيطرنا على عنبر ثار عنبر آخر، ومع زيادة ثورة المساجين اضطرت قوات الأمن إلى استخدام الغاز بكثافة، حتى إن جاء وقت اقتحام السجن من قبل ملثمين لهجتهم ليست مصرية، بل هى أقرب إلى اللهجة العربية البدوية، وجاؤوا فى ما يقرب من عدة سيارة ميكروباص، حاملين الأسلحة النارية والرشاشة»، وأشاروا إلى أن المتورطين فى الحادثة كانوا يعلمون جيدا الطبيعة الجغرافية للمكان، وقاموا بتقسيم أنفسهم لعدة مجموعات، قامت الأولى منها باقتحام بوابة السجن، والثانية هاجمت كتيبة التأمين، والأخرى باقتحام العنابر حتى تمكنوا من تهريب المتهمين.

واستمع قاضى التحقيق إلى أقوال 13 من قيادات جماعة الإخوان المتورطين فى القضية، وأمر بحبسهم على ذمة التحقيقات وذلك عقب انتهائه من سماع أقوالهم فى الاتهامات الموجهة إليهم بالتخابر وتهريب المساجين، وتباينت أقوال المتهمين، وأنكر عدد منهم احتجازهم داخل سجن وادى النطرون فى الوقت الذى اعترف فيه أربعة من المتهمين بأنهم كانوا محبوسين فى السجن، واعترفوا على قيادات الجماعة التى كانت موجودة فى السجن فى أثناء عملية اقتحامه.

وأضاف المصدر أن من بين المتهمين كل من محيى حامد مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى، والذى تم ضبطه فى شقة فى مدينة نصر، بعد أن تم توجيه تهمة التخابر مع جهات أجنبية إليه، وكذلك داوود خيرت، الذراع اليمنى لمحمد الظواهرى، بتهمة التخابر، ومصطفى غنيمة، ومتهمين آخرين تم ضبطهما بناء على القرار الصادر من قاضى التحقيق بالضبط والإحضار للمتهمين فى قضية وادى النطرون.

وكان المستشار حسن سمير، قاضى التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة للتحقيق فى قضية هروب المساجين فى وادى النطرون، والمتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسى و33 من قيادات جماعة الإخوان وحماس وحزب الله، قد قرر تجديد حبس الرئيس المعزول محمد مرسى شهرا على ذمة التحقيقات فى قضية «وادى النطرون»، حيث وجهت إليه ذات الاتهامات الموجهة إلى الرئيس المعزول بالتخابر وقتل الضباط والجنود المصريين، مؤكدا أنه انتقل إلى مقر محبس الرئيس المعزول محمد مرسى، وقام باستجوابه ومواجهته بالأدلة التى أسفرت عنها التحقيقات، وأكدتها تحريات الأمن القومى، وتم الاستجواب والمواجهة فى حضور محام منتدب مع المتهم والذى أبدى دفوعه ودفاعه كاملا، وفى نهاية الاستجواب أصدر قاضى التحقيق قراره المتقدم، كما أمر بضبط وإحضار 21 من قيادات الإخوان وحزب الله وحماس المتهمين فى هذه الوقائع وإدراج أسمائهم على قوائم المنع من السفر وترقب قوائم الوصول.

يذكر أن لائحة الاتهامات تضم السعى والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية فى البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها ووضع النيران عمدا فى سجن وادى النطرون وتمكين السجناء من الهرب، وهروبه شخصيا من السجن، وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون، واقتحام أقسام الشرطة، وتخريب المبانى العامة والأملاك، وفتنة وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود.