بعد أن استطاعت الفنانة المصرية غادة عبد الرازق، أن تضغ مكانة خاصة لها وسط نجوم الدراما، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل (مع سبق الإصرار) الذي قدمته العام الماضي، وفازت عن دورها فيه بجائزة أفضل ممثلة في عدد من المهرجانات العربية، انتظرها الجميع هذا العام في مسلسل (حكاية حياة) الذي لفت الإنتباه منذ أولى حلقاته لأغراض عدة بعضهما إيجابي والآخر سلبي.

من أهم الأسباب التي لفتت الانتباه حول كان الأداء الرائع لأبطال العمل وأولهم غادة، طارق لطفي، روجينا وأحمد زاهر والممثل الصاعد أحمد مالك، الذي أظهر تقنية أداء عالية، كما كان للديكور الخُرافي، العامل الرئيسي في لفت الانتباه، وأيضاً الألفاظ التي جاء بعضها مبالغاً يه.

لكن جاءت نهاية المسلسل، صادمة حقاً، للمشاهدين الذين تعاطفوا طوال حلقات المسلسل، مع (حياة) التي ظلمها جميع أفراد أسرتها كما عرض لنا المخرج محمد سامي، في بداية الحلقات، حيث تفاجأ المشاهدون في آخر حلقة أن (حياة) هي مجنونة فعلاً، والجميع كان على حق، وهو اشبه بالقصة الممله التي يحكيها طرف لآخر، ثم يصدمه في النهاية أنها مجرد حلم.

لكن إذا كانت (حياة) بالفعل مريضة نفسياً، وتعاني من الإنفصام، فكيف لها أن تكتشف حقيقة طبيبها النفسي الذي قام بدوره طارق لطفي، وكيث تكشف بكل هذا الذكاء والتركيز الشديدين أنه يخدعها فينقذها ويخرجها من مستشفى المجانين للحصول على أموالها؟ وكيف تعرف حقيقة زوجة أخيها (يوسف) وأن سمعتها سيئة، وتخونه مع رجال أخرين بل وتخطط له للانتقام منها؟

ولماذا أظهر لنا المخرج، شخصية (ندى) التي قامت بها روجينا، على أنها شخصية شريرة بكل هذا القدر، وكانت تعامل (أدهم) الذي قام بدوره أحمد مالك، بكل هذة القسوة، إذا كان بالفعل هو ابنها، ولم يرنا ولو مرة واحدة بأنها أمه حقاً؟

أحداث كثيرة مرت في ثلاثين حلقة لا تؤدي ولو في المنطق الدرامي إلى النهاية (المنافقة)  والتي لا يستقبلها عقل آدمي فاهم. مرض الشيزوفرانيا يتحكم بالمريض وليس العكس.. إنها نظرية علمية استطاع العمل أن يكسر ظهر كل النظريات العلمية ليخرج لنا بنظرية خاصة به وهو أن المنفصمة تكتشف نفسها أو تتأكد من نفسها هي بنفسها حين تزور طبيبة نسائية لتدرك أنها ما تزال عذراء وأن (أدهم) ليس ابنها!