قال ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية بالأردن إن الشعب المصرى وقواه الوطنية والديمقراطية تخوض معركة الدفاع عن ثورتهم المجيدة، التى بدأها قبل أكثر من سنتين، رافعا رايات المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وذلك فى مواجهة استبداد حكم الحزب الواحد، واستئثاره بإدارة شئون البلاد السياسية والاقتصادية، وما أنتجته هذه السياسات قبل الثورة وبعدها من إفقار وتهميش وبطالة وبؤس إنسانى طال ملايين المصريين.

وأكد الائتلاف، فى بيان أصدره اليوم، الأحد، فى عمان نسخة منه، أن الموجة الثورية الثانية، حملها الشعب المصرى على أكتاف عشرات الملايين الغاضبة بسبب استمرار السياسات الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، التى تجاهلت الحقوق الإنسانية للشعب المصرى، وأدارت ظهرها لمطالب الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والمشاركة الشعبية.

وقال الائتلاف إن الحركة الشعبية فى مصر جاءت لتؤكد أن مرحلة استكمال الثورة والنهوض بالبلاد تحظى بتعاظم والتفاف شعبى كبير رفضاً لنظام أخونة البلاد التى أثبتت السنة المنصرمة عدم امتلاكه برنامجاً يستجيب لمطالب الشعب.

وأشار الائتلاف إلى أن استمرار الاحتجاجات الشعبية بأشكالها المختلفة يؤكد أن لا سبيل أمام أى نظام سياسى إلا الامتثال لمطالب الإصلاح الوطنى الديمقراطى والإقرار بالتعددية، والمشاركة الشعبية وإحلال برنامج اقتصادى اجتماعى يعيد الحقوق الإنسانية وحقوق المواطنة لكل أبناء الشعب بدون تمييز.

وأكد الائتلاف ضرورة مواصلة التحولات الديمقراطية بصورة سلمية وحضارية، بعيدا عن العنف والإقصاء من أى طرف كان، مشددا فى فى هذا السياق بالتوجه لدى الرئاسة الجديدة فى مصر، لمشاركة جميع الأحزاب السياسية فى الحكم، بما فى ذلك أحزاب الإسلام السياسى لتحقيق مسار الحركة الجماهيرية فى مصر.

واستنكر الائتلاف الدعوات التى صدرت من بعض الجهات بالتدخل الأجنبى لحسم الصراع فى مصر، مذكرا بما فعله التدخل الأجنبى المباشر فى كل من العراق وليبيا، وما يسعى له البعض فى سوريا وقبل ذلك التاريخ الطويل من الاستعمار المباشر الذى خاضت ضده حركات التحرر العربية نضالات كبرى قبل مرحلة الاستقلال.

ولفت الائتلاف إلى أن إنكار الإرادة الشعبية لعشرات الملايين التى وقّّعت أولا من أجل إجراء انتخابات مبكرة، ثم خرجت إلى الشارع وأذهلت العالم بأسره بإعدادها وتنظيمها وقوة تصميمها على مواصلة الثورة ومواجهة كل أشكال التعسف، هو تعبير صارخ عن مخلفات عهود الاستبداد التى لا تقيم وزنا للشعب وليس لديها سوى آليات المواجهة والقمع والإرهاب السياسى والفكرى، بعيدا عن الحوار واحترام التعددية السياسية، خصوصا إذا كانت الجماهير الثائرة تنتمى إلى الفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة والمهمّشة.

وأكد الائتلاف أن الخيار الديمقراطى هو الحل ولا حل آخر سواه فى عصر الثورات الشعبية، مشددا على أن النصر للثورة والشعب المصرى الذى لن ترهبه البوارج الأمريكية والضغوط والتهديدات الغربية أيا كان مصدرها.

ويضم ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية بالأردن فى عضويته كلا من حزب البعث العربى الاشتراكى، وحزب البعث العربى التقدمى، والحركة القومية للديمقراطية المباشرة، وحزب الشعب الديمقراطى "حشد"، والحزب الشيوعى الأردنى، والوحدة الشعبية الديمقراطى "وحدة".