تشبه ملامحه المناضل الهندى الشهير غاندى، تشبه أفكاره القديسين العاشقين
الزاهدين المتعبدين فى محراب وطن رماه بعض أبنائه بأسهم الخيانة ورماهم هو
بأكاليل الورد والأمل..لم ييئس أو يحزن فقط قال: امنحوهم فرصة..رغم عمره
المديد يملك قلب ثائر فى نهاية العقد الثانى من عمره..لم تمنعه كل مظاهر
الإحباط والألم من الحلم بوطن أفضل مثل تلك الدول التى عاش فيها غريبًا
وقلبه متعلقًا فى شباك حب وطنه، لذلك لم يكن من الغريب أن يكون الأقرب
للثورة المصرية وثوارها الشباب.
قال إن كل الخطوات التى اتخذت بعد الحادى عشر من فبراير عام 2011 خاطئة
وسنعود عاجلا أو آجلا لمربع الصفر إذا أردنا أن نعيش فى ديمقراطية
حقيقية..وصدق.
وقال ، امنحوا الإسلاميين فرصة كى يعلموا أن هناك فرقًا بين الشعارات وبين حل المشاكل المستعصية على أرض الواقع..وصدق.
وقال،" قوتنا فى عددنا.. سنكسر حاجز الخوف كما كسر الألمان حاجز الخوف فى برلين".. وصدق.
وقال، أن أى نظام يقمع دعوة سلمية نحو الحرية والعدل والكرامة هو نظام هش.. وصدق.
وقال، كان يمكننى أن أنعم بتقاعد مريح فى دولة أوروبية بدلا من الدخول فى
معارك سياسية طاحنة إلا أن الحالة الراهنة التى عليها مصر لا تسمح لأى وطنى
أن يستريح أو يتقاعد".. وصدق.
صدقت توقعات البوب – كما يحب أن يسميه الثوار – وكذبت كل مقولات المتاجرين
بالوطن الذين اتهموه بأكبر التهم وأقلها الخيانة ورغم ذلك لم يقم أى قضية
جنائية ضدهم، بل لم يعلق أساسًا على أكاذيبهم وترك التاريخ يحاكمهم ويحاكمه
ويكشف للوطن أيهما أحسن عملا.
تأتى رئاسة د. محمد البرادعى، لمجلس الوزراء ليسطر فصلاً جديدًا فى ثورة
مصر تبدأ هذه المرة من المربع الصحيح لتمر مسيرتنا فى المسار الذى أراده
مفجرو الثورة الحقيقيون ولتطمئن هذا الوطن بأن مصائرهم هذه المرة بين يدى
خبير وطنى صادق قادر على ترجمة الأحلام لواقع ملموس.
ولد محمد البرادعى فى كفر الزيات (فى محافظة الغربية فى 17 يونيو 1942.
والده مصطفى البرادعى محام ونقيب سابق للمحامين، تخرج من كلية الحقوق فى
جامعة القاهرة سنة 1962 بدرجة ليسانس الحقوق، وتزوج من عايدة الكاشف، وهى
مُدرِّسة فى رياض أطفال مدرسة فينا الدولية، ولهما ابنان، ابنتهما ليلى
محامية وابنهما مصطفى مدير أستوديو فى محطة تلفزة خاصة، وكانا يعيشان فى
لندن، لكنهما عادا إلى مصر عام 2009.
بدأ الدكتور محمد البرادعى حياته العملية موظفًا فى وزارة الخارجية المصرية
فى قسم إدارة الهيئات سنة 1964م، حيث مثل بلاده فى بعثتها الدائمة لدى
الأمم المتحدة فى نيويورك وفى جنيف، استقال البرادعى من منصبه بوزارة
الخارجية المصرية اعتراضا على بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد بعد عمله بها
حوالى 20 عاما، سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة، ونال سنة 1974 شهادة
الدكتوراه فى القانون الدولى من جامعة نيويورك، عاد إلى مصر فى سنة 1974،
حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمى ثم مسئولا عن برنامج القانون
الدولى فى معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث سنة 1980م، كما كان أستاذا
زائرا للقانون الدولى فى مدرسة قانون جامعة نيويورك بين سنتى 1981 و1987.
اكتسب خلال عمله كأستاذ وموظف كبير فى الأمم المتحدة خبرة بأعمال وصيرورات
المنظمات الدولية خاصة فى مجال حفظ السلام والتنمية الدولية، وحاضَر فى
مجال القانون الدولى والمنظمات الدولية والحد من التسلح والاستخدامات
السلمية للطاقة النووية، وألَّف مقالات وكتبا فى تلك الموضوعات، وهو عضو فى
منظمات مهنية عدة منها اتحاد القانون الدولى والجماعة الأمريكية للقانون
الدولى.
التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1984، حيث شغل مناصب رفيعة منها
المستشار القانونى للوكالة، ثم فى سنة 1993 صار مديرًا عامًا مساعدًا
للعلاقات الخارجية، حتى عُيِّن رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى 1
ديسمبر 1997 خلفًا للسويدى هانز بليكس وذلك بعد أن حصل على 33 صوتًا من
إجمالى 34 صوتًا فى اقتراع سرى للهيئة التنفيذية للوكالة، وأعيد اختياره
رئيسا لفترة ثانية فى سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة فى سبتمبر 2005.
الشهادات التى حصل عليها
نال محمد البرادعى الشهادات العلمية التالية:
• 1962: ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة.
• 1974: دكتوراه فى القانون الدولى من جامعة نيويورك الأمريكية.
• مايو 2004: دكتوراه فخرية فى القانون من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
• فبراير 2006: دكتوراه فخرية فى القانون من الجامعة الأمريكية فى القاهرة
وذلك تقديراً لدوره البارز وجهوده إزاء الاستخدام السلمى للطاقة النووية
ومحاولاته للحد من استخدام الأسلحة النووية.
• سبتمبر 2006: دكتوراه فخرية من الجامعة المتوسطية الحرة فى بارى بإيطاليا.
• أكتوبر 2006: دكتوراه فخرية فى العمل العام من جامعة ماريلاند بالولايات
المتحدة الأمريكية وذلك بعد أن ألقى د. محمد البرادعى محاضرة السادات
السنوية للسلام.
• نوفمبر 2006: دكتوراه فخرية من معهد طوكيو للتكنولوجيا بجامعة سوكا فى اليابان.
• ديسمبر 2006: دكتوراه فخرية من جامعة تسنغوا فى بكين بالصين.
• فبراير 2007: تم اختيار د. محمد البرادعى كراعى فخرى لجمعية الفلسفة بكلية ترينيتى بجامعة دبلن بأيرلندا.
• مايو 2007: دكتوراه فخرية من جامعة مدريد بأسبانيا.
• يوليو 2007: دكتوراه فخرية فى العلوم السياسية من جامعة كونكو فى سيول بكوريا الجنوبية.
• أكتوبر 2007: دكتوراه فخرية فى الفيزياء من جامعة فلورنسيا بإيطاليا.
• نوفمبر 2007: دكتوراه فخرية فى القانون من جامعة بوينوس آيرِس بالأرچنتين.
• نوفمبر 2007 :دكتوراه فخرية من جامعة كويو بباريلوش بالأرجنتين.
• مايو 2008: دكتوراه فخرية فى القانون من جامعة أمهرست بالولايات المتحدة الأمريكية.
• يوليو 2008 :دكتوراه فخرية فى القانون الدولى من كلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة.
• نوفمبر 2009: دكتوراه فخرية فى العلاقات الدولية من جامعة بيروجيا بإيطاليا.
• نوفمبر 2009: دكتوراه فخرية من الجامعة بوخارست البوليتكنيك برومانيا.
عارضت الولايات المتحدة ترشّح محمد البرادعى لمدة ثالثة كرئيس للوكالة
الدولية، كما أثارت صحيفة واشنطن بوست جدلا حول ما أعلنته من قيام الولايات
المتحدة بالتنصت على مكالماته على أمل العثور على ما يساعدها على إزاحته
عن رئاسة الوكالة.
بالرغم من عدم وجود مرشحين منافسين على رئاسة الوكالة فى ذلك الوقت، سعت
الولايات المتحدة إلى إقناع وزير الخارجيه الأسترالى الأسبق ألكسندر داونر
بالترشح إلا إنه رفض فتأجل قرار مجلس محافظى الوكالة حتى نهاية مايو 2005،
عندما أسقطت الولايات المتحدة اعتراضاتها على رئاسته فى 9 يونيو بعد مقابلة
بينه وبين كوندوليسا رايس، حيث فشلت الولايات المتحدة فى الحصول على دعم
كافٍ من دول أخرى لإقصاء البرادعى، وكان من ضمن الدول التى أيدت إعادة
انتخاب البرادعى فرنسا وألمانيا والصين وروسيا.
وبعد فوزه برياسة دورة جديدة للوكالة سنة 2005، سعت حكومة الولايات المتحدة
إلى إزاحة البرادعى عن رياسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك سعت
إسرائيل.