انتهى من التقاط بعض اللقيمات فيما يسمى وجبة العشاء بصحبة زوجته وأولاده واستقل سيارة أجرة متجها بها من مدينة طوخ، حيث يسكن هو إلى العاصمة، فى الظلام كانت رحلة المواطن أحمد عبد الجليل راتب بعد أن قطع كل السبل فى عرض مشاريعه على كل من له علاقة من قريب أو من بعيد برئيس الجمهورية الرئيس محمد مرسى تلك المشاريع التى بات يفكر فيها أيام وليالى طويلة أملا فى أن يتم تنفيذها وتنفرج أزمة المرور ولكن كل مساعيه فشلت فكان قرار أحمد عبد الجليل لمقابلة الرئيس هو القرار الأصح والأنسب كما رأى.

رحلة من الشك إلى اليقين هذا هو التوصيف الأكثر دقة لرحلة أحمد عبد الجليل اليومية من بيته فى مدينة طوخ إلى التجمع الخامس حيث يسكن الرئيس، الرحلة التى تكررت عشر مرات وكان فى كل مرة يحظى بمقابلة الرئيس محمد مرسى بعد صلاة الفجر ليعرض عليه مشاريع قد خطط لها ورأى أنها ستصلح الكثير من الأمور فى هذا الوطن، منها مشروع لاستصلاح الأراضى وآخر لحل أزمة المرور، ولكن المقابلات العشر لم يكن لها نتيجة واحدة إيجابية بل كان التجاهل هو الرد الأوضح.

أحمد عبد الجليل راتب صاحب الثلاثة وأربعين عاما يتحدث عن مقابلاته العشر التى أجراها مع الرئيس محمد مرسى والتى باءت جميعا بالفشل، حيث يؤكد أنا لدى مشاريع تخرج البلد من كثير من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى أزمة المرور ورغم أنى عرضتها جميعا على الرئيس خلال مقابلتى له بعد صلاة الفجر مباشرة بالقرب من منزله فى منطقة التجمع الخامس إلا أن الرئيس لم يبدى أى إشارة لبدء تنفيذ أى مشروع منهم أو على الأقل الالتفات إلى مشروع المرور حتى يحل ولو جزءا بسيطا من المشاكل المرورية، بل علق قائلا إن مشكلة المرور هذه غير صحيحة على الإطلاق وهو ما صدمنى وجعلنى أشعر أن الرئاسة فى واد بعيد ولا تعرف شيئا عن الغلابة.

ويستكمل عم أحمد حديثه قائلا بعد أن شعرت أن الرئيس لا يعير أى اهتمام لمشاريعى واعتقدت أن الرئيس لا يقبل منى الحديث "لأنى مش قد المقام" ويضيف حاولت بعدها الذهاب إلى الكتاتنى ولكنه رفض مقابلتى بعدها حاولت مقابلة صفوت حجازى وبالفعل نجحت فى ذلك ولكن أيضا لم يعير حديثتى اهتماما فأنا حاولت فعل ذلك وبذلت مجهودا كثيرا فى التواصل معهم بكل الطرق فعلى الرغم من أنى كنت أتوقع أن بعد ثورة يناير يقابل حماس المواطنين وأفكارهم للتنمية والنهوض بمصر باهتمام أكثر من ذلك، ولكن على العكس فأصبح شكى فى أن هؤلاء لا يريدون مصلحة مصر إلى يقين عندما تقابلت مع رئيس الجمهورية وانتهت مقابلاتنا بالفشل.