عبر عن رأيه فى صمت دون صراخ ولا هتاف ولا حتى كلمة واحدة واكتفى بتعليق صور كبيرة أو"بوسترات" ليعبر عما بداخله من مطالب وتقديره للزعيمين عبد الناصر والسادات، واختار اللواء عمر سليمان من زمن مبارك، كل من يسأل حودة يشاور بكلتا يديه "بص على الحيطة".

بوسترات حودة، الشاب العشرينى الذى علقها كخلفية لنصبة الشاى بالقرب من ميدان عبدالمنعم رياض تلفت انتباه المارة والتى يجلس عليها سائقو الميكروباص وغيرهم من زوار المكان، ربما لا يهتم هؤلاء بما علق خلفهم فكل منهم يأتى منهكا من عمله ليستريح بعض الوقت و"يظبط دماغه بكباية الشاى" وربما الشيشة ليعود مسرعا ليأخذ دوره وسط السائقين.

حودة اختار 4 بوسترات، الأول يحمل صورة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، كتب عليها "مات عمر سليمان ولسه فى ملايين فى الميدان، بحبك يا مصر قلتها من زمان"، والبوستر الثانى يحمل صورة الرئيس الراحل أنور السادات "السادات حرر سيناء" والثالثة للرئيس الراحل عبد الناصر وكتب عليها "عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهومش أمان" والأخير "مطلبنا واحد: عايزين السلطة مدنية وإحنا قد المسئولية".

ورغم اعتراض جار حودة الذى وقف بفرشة لبيع الحلويات على ما تم تعليقه ووصفه بالفوضى إلا أنه لم يعره اهتماما ولم يرد عليه نهائيا واكتفى بابتسامة ثم أعطاه ظهره وذهب ليهتم بنصبة الشاى الخاصة به.

يبدى أحد رواد التحرير إعجابه بثورة حودة الصامتة "صنيع حودة" لأنه اتبع أسلوبا حضاريا فى التعبير عن نفسه وأفكاره دون المساس بالآخرين ودون تعطيل السير أو حركة المرور، وبدون شماريخ ولا مولوتوف ولا خرطوش ولا إغلاق الشوارع أو قطع الطرق.