«يا بخت من كان الرئيس أخوه» قول يصلح لوصف علاقة د.محمد مرسى
بأعضاء وشباب جماعة الإخوان.. رئيس الجمهورية الذى تخلى صوريا عن «الأخوة» فى
تنظيم الإخوان فور وصوله لقصر الرئاسة، لم يهن على إخوانه قطع هذه الصلة.. فحصل
منهم على ترقية «رئيسهم» وليس قائدهم -حفاظا على مكانة ووضع المرشد العام للإخوان-
شباب وفتيات وشيوخ وأطفال الجماعة يبجلون رئيسهم تبجيلا، قبولا للدرجة الإخوانية
الجديدة لم يرفض مرسى وفرض نفسه أخا لكل المصريين، كما يقول فى كل خطاباته وكلامه
لإخوانه الحقيقيين.
ثوب
الرئاسة الذى دخل فيه «مرسى».. مملوك فقط لإخوانه فى تنظيم المقطم، يعتبرهم أهله
وعشيرته وشعبه ويعتبرونه رئيسا منصورا عليهم، «خيرا تعمل شرا تجد» هذا ما يجده
إخوان مرسى منه كرئيسا.. فالرئيس يصر أمام الكاميرات واللقاءات المفتوحة والخاصة
على تجاهل تبعيته للنسب الإخوانى.. رغم ذلك شباب الإخوان ملّت أرجلهم وألمت أيديهم
من اللافتات المرفوعة يبعثون خلالها رسالة تذكير وتأكيد دائم لمرسى بأنه «رئيسهم»،
«يا مرسى يا ريسنا.. طهر القضاء خلصنا» إحدى عينات «اليفط» الإخوانية المؤكدة بأن
محمد مرسى رئيس الإخوان «ميرى وملكى»، لا يتوقف تمسح الإخوان وإلحاحهم على أخيهم..
ففى كل فعاليات تأييده ودعمه ينادونه برئيسنا، ربما يكون لا يصدق نفسه.
وضع
الرئيس مع إخوانه يقال عليه «يدى الحلق للى بلا ودان»، فرئيس الإخوان يطمع ويسعى
لأخوة أناس خارج تنظيم الإخوان ولا يجد تعبيرا منهم، لسان حال الرئيس يقول «الناس
بتقولى إنت ريسنا وأخونا وإنتو مش عاجبكم أكون أخوكم بس».. فمحاولات د.مرسى لنيل
شرف أخوة الشعب المصرى الرافض له ولإخوانه مضنية ومستمرة، فكارهو الإخوان انصرف
كرههم إليه.. لا يريدونه أخا ولا رئيسا.. فوجوده بمثابة كابوس يؤرق سكينتهم ويكدر
صفوهم، ولأن إخوانه فرض عليه.. فعلاقتهم بكارهى مرسى تسير بالعكس، المعارضون
ينفرون عنه ويتملصون منه وإخوانه يهللون له ويزيدونه ثقلا فوق ثقله، فشرعية
الرئاسة الحصرية لمرسى فاز بها الإخوان وسط رضا بقية الشعب.. الذى بات يتطلع لرئيس
جديد يخاطبونه دون سابق علاقة مثل التى جمعت مرسى برجالات الإخوان وفتياتهم، وقتها
سيكون الرئيس هو اللقب الأوحد.. مجردا من أى شبهة علاقة تفرض وصاية على شخصه وقراراته
وسيطرته على الأمور، فاللافتات الإخوانية المخاطبة لرئيسهم ستكشف التجربة عن
فئويتها وتحجر فكر رافعها ورجعية مفهوم علاقة «الأخوة» التى شدد عليها الدين
الإسلامى بعيدا عن المعانى التى تحملها ثقافة الإخوان.