"البلتاجي" داخل مجلس الشعب مطالباً بإلغاء "الطوارىْ" قبل أن يباركها في عهد "مرسي"
إحدى علامات دولة النفاق أنها تخدعك بقوة بأسها وأعداد تنظيمها،
فإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، كما أنهم إن يقولوا تسمع لقولهم، فهم يتحدثون
بالدين فيخافهم العامة بخطابهم، ويخشى معارضوهم بطشهم، لكن حقيقتهم ليست
كذلك، فهم مرعوبون دائماً من الآخر، «يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ
عَلَيْهِمْ» تعالوا نرصد آيات النفاق فى دولة الإخوان:
حسن البنا
عندما أنشأ حسن البنا تنظيمه فى سرية شديدة، اعتبر ذلك جزءًا من عقيدة
التنظيم الدينية، فالرجل الذى تفتحت عينه على سقوط الخلافة العثمانية،
حدثته نفسه فى أن يعيدها مرة أخرى، قافزاً هو على عرشها، كان ذلك الهدف
الذى سينازعه فيه ملوك وأمراء كافياً لاستعانته بالسرية والكتمان لتقضى
حاجته دون إزعاج.
وتخلق فلسفة السرية بالضرورة عدة خطابات، منها ما يوجه للأتباع على
تنويعاتهم وشرائحهم، ومنها ما يوجه للأنظمة، ومنها ما يوجه لعامة الناس،
فوقعت جماعته فى مستنقع النفاق، «وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ
قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا
مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ»،
اعتبر البنا أن مجتمع المصريين ابتعد عن الدين وغرق فى ظلمات
الجاهلية، ومن ثم فهو من سيجدد له دينه أو يدعوه من جديد، وأسقط كل آيات
القرآن التى خاطبت جماعة المسلمين الأولى عليه، وعلى جماعته الأولى، وطبق
نظرية المؤامرة التى تتعرض لها الفئة المؤمنة عبر التاريخ البشرى، وسحبها
على جماعته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ:
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»
رواه البخارى (33) ومسلم (59)
وتحكمت العقدة ولم يسعَ أحد من أتباع التنظيم للتفكير فى الأسس الفلسفية
التى بنى عليها المؤسس وجود الجماعة، فلم يكن حريصاً على تفريخ مفكرين بل
هو نفسه لم يسعَ للتأليف والإبداع، ونهى الأتباع عن الانخراط فى الأفكار،
محرضاً على الحركة وحدها، ظناً منه أن بها يحقق بناء الدولة الموعودة بأسرع
وقت ممكن، فأراد «أجساماً» ولم يرد «مفكرين» يجادلون ويناقشون، فتجمد عقل
الجماعة مكتفية برؤية مؤسسها فقط، كان من نتاج ذلك «إِذَا رَأَيْتَهُمْ
تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ»، ويحذر القرآن الكريم من هذه النوعية من
البشر «هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى
يُؤْفَكُونَ».
لكن النظام المنافق لا يستطيع إخفاء النفاق للأبد لأن القرآن أخبر
أنه سيفتضح فى النهاية، فالخطاب يتغير بعدما يتمكنون من السلطة فيقمعون
معارضيهم ويبررون لهذا القمع مع أنهم كانوا يتيهون قبل ذلك فى متاهات
السرية وغياهب الكتمان، ثم ينكصون بجميع عهودهم.
بعد 80 عاماً من العمل تحت الأرض.. قمعوا الناس وسحلوهم واستأثروا بالمناصب
أوقدت الجماعة ناراً وادّعت أنها طريق الهداية و«نهضة» المصريين، ورفعت
شعاراً جميلاً جذاباً «نحمل الخير لمصر»، وهى التى طالما رفعت شعاراً أسال
لُعاب الكثيرين «الإسلام هو الحل»، هو الترياق، ولم تفصح يوماً عن أى إسلام
وعن أى حل تتحدث، حتى إذا وهبها الشعب ثقته ودخلوا البرلمان فاتحين، تساءل
المتسائلون: أين الإسلام؟ وأين الحل؟ وأين النهضة؟ فكانت الصدمة: لا نهضة
لا إسلام لا حل، «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا
أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فى
ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُون».
فى أول حوار له بعد الثورة أكد مرشد الجماعة، محمد بديع، أنهم
سيشاركون ولن يغالبوا وأنهم سينافسون فقط على ثلث البرلمان.. كانت الأوضاع
ما زالت مضطربة ومخاوف الإخوان من الصيحات قائمة، حتى إذا حانت الفرصة دفع
الإخوان بــ100% وكادوا أن يبتلعوا البرلمان هم وحلفاؤهم، وتبخرت الوعود
وذهبت أدراج الرياح «إذا وعد أخلف».
وبدأت تباشير انتخابات الرئاسة ليعلن مرشد الجماعة أنها قررت
«بالإجماع» عدم ترشيح أى من أعضائها لانتخابات الرئاسة، حتى إذا حانت
الفرصة دفعوا بــ«محمد مرسى» رئيساً، رافعين شعار «لا للفلول ونعم
للشريعة»، فلنتذكر: «إذا حدّث كذب».
رفعوا شعار «المشاركة» ثم طبقوا نظرية «المغالبة».. ووعدوا الشعب بـ«نهضة الوهم»
وعدت الإخوان بمشاركة الجميع بعد وصولها للحكم حتى إذا ما صعدوا انفردوا
بكل شىء، وضربوا عرض الحائط بأحكام القضاء وسلبوا الشعب سلطة التشريع
وفرضوا الطوارئ وأخونوا مؤسسات الدولة، «أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ»، فالنفاق
ينبع من حب الدنيا والمناصب والشح على الآخرين بها وإيثار أنفسهم بكل
المغانم، ويحكى القرآن عن هذا النموذج من البشر: «فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ
فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ
نِفَاقًا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ
اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ».
حذر الله ورسوله من تلك الطائفة، فهى الخطر على الأمة وكل أمة؛ «إنى
لا أخاف على أمتى مؤمناً ولا مشركاً؛ أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه،
وأما المشرك فيقمعه الله بشركه، ولكنى أخاف عليكم كل منافق عالم اللسان
يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون».
أخبار متعلقة:
بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة»
الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول
المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد
بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم
كله فى الانتخابات.. حلال
بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين»
«تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة»
شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود
«التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح
مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة
دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة»
عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه
الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة»
د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته
«مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة
«الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة
تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء
نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار»
بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار
دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين
بروفيل: محمود عزت.. «الثعلب الحاكم»
«الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة
إن الأصل عند الإخوان.. «الشتيمة»
الطريق إلى الجنة يبدأ بـ«نعم»
مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس