لا شك أن ما حدث مساء أمس الأول أمام المركز العام للإخوان المسلمين بالمقطم لا يرضي أحدا من المخلصين لهذا الوطن‏.‏

وهذا ما أكدته أيضا السجالات التي شهدها مستشفي البنك الأهلي بالبساتين بعد استقباله56 حالة من المصابين من الإخوان والمناوئين تم إسعافهم جميعا بدون تفرقة فالكل مصريون.

الأهرام رصدت ما دار بين المصابين من الجانبين, والذين جمعتهم غرف واحدة, وردود أفعال ذويهم وإدارة المستشفي, وكلها حملت رسالة واحدة ترفض استخدام العنف بين أبناء الوطن الواحد.

في البداية, أكد الدكتور محمود عناني, مدير المستشفي, أنه تم استقبال56 حالة معظمهم من الشباب إلي جانب عدد من كبار السن, ولم نفرق بين أي منهم سواء كانوا من الإخوان أو المناوئين, وتم عمل الإسعافات السريعة للإصابات البسيطة, وخرج37 منهم بعد تحسن حالتهم الصحية, بناء علي طلبهم بعد توقيع اقرارات بالخروج بناء علي رغبتهم لمواصلة العلاج في المحافظات التي ينتمون إليها.

وقال إن هناك أربع حالات كانت مصابة بطلق خرطوش رش رصاص لم نعلم هوياتها, هل هم من المناوئين أم للإخوان, وأشار إلي أنه تم حجز الباقين للعلاج ومن تحسنت حالته وتم الاطمئنان عليه تم خروجه واحدا تلو الآخر, وأوضح مدير المستشفي أن أغلب الإصابات خدوش وجروح وكدمات وبعض الكسور, وأربع حالات استرواح هوائي بالصدر نتيجة سقوطها تحت الأقدام بسبب الزحام الشديد والتدافع, ولم يستقبل المستشفي أيا من حالات الاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع, وهناك5 حالات غيبوبة ما بعد الارتجاج بالإضافة إلي جرح نافذ بالصدر.

وبداخل الغرفة رقم28 بالطابق الثاني بالمستشفي, قال المصاب محمد عادل محمد ـ27 سنة ـ عامل بأحد مصانع الرخام, إنه من الثوار ويقطن في منطقة مصر القديمة ومصاب بجرح نافذ في الصدر, علي يد أحد الشباب التابعين للإخوان, وأوضح أنه ذهب إلي المقطم مع شباب المناوئين بعد مشاهدته علي إحدي الفضائيات شابا إخوانيا يعتدي بالضرب علي إحدي الفتيات التي سقطت علي الأرض من شدة الضربة, وكذلك الاعتداء علي الصحفيين الذين كانوا يقومون بأداء عملهم, وأضاف أنه توجه إلي المقطم بعد أداء صلاة الجمعة ضمن نحو5 آلاف من الشباب الذين توجهوا إلي مقر الإخوان, ولم يكن في نيتهم الضرب أو القتل, حتي فوجئوا بمجموعة من شباب الإخوان يهجمون عليهم من الخلف ويعتدون علي أحد رفاقه بالضرب, وحين حاول منعهم غرس شاب منهم سكينا في صدره فسقط علي الأرض والدماء تنزف منه حتي تم نقله إلي المستشفي.

وقال محمد عادل إنه علي سرير المستشفي, ولا يعلم أنه سيخرج منها أو يموت فلا مجال للكذب, وأنه ليس نادما علي ذهابه إلي هناك, ولكن يصعب عليه ما حدث له وللعجوز الإخواني الذي يرقد علي بعد متر واحد معه داخل غرفة المستشفي وهو مصاب بحالة غيبوبة جراء الاعتداء عليه من الثوار.

وتساءل: ما ذنب هذا الرجل الذي حضر من إحدي المحافظات لحماية مقر الإخوان؟!!

وأشار إلي أنه شارك في ذلك من جراء نفسه ودون تحريض من أحد.

وخلال الحديث لم نتمكن من الحوار مع المصاب الذي يرقد بجواره نظرا لخطورة حالته, ولكن تدخل نجله أحمد.. وقال ان والده بين الحياة والموت بعد الاعتداء عليه من المناوئين, ارجوك ـ موجها حديثه للشاب العصاب ـ تقول للذين ارسلوك إلي هناك للتظاهر والتخريب حرام عليكم.. احنا شعب واحد مصريين ولسنا من خارج الوطن, كلنا علي أرض واحدة وتظلنا سماء واحدة.. نحن شركاء في الوطن وهناك مخربون يريدون لمصر الخراب والدمار, يا شباب افيقوا الرئيس تم اختياره بناء علي رغبة الشعب, ولم يصل إلي الرئاسة بالقوة, اتركوه يعمل حتي ينهي فترة رئاسته, وإذا ثبت فشله هو وجماعته, كما يدعي المعارضون في الفضائيات, فانتخبوا رئيسا غيره.

وأشار إلي انه حضر من خارج القاهرة هو ووالده من أجل الدفاع عن كرامة الإخوان.

وتساءل أحمد: ماذا تفعل لو توجه شخص إلي بيتك وقام بالاعتداء عليك؟.. حرام عليكم انت ومن ارسلوك, واشتد النقاش بينهما.

فرد المصاب التابع المناوئين عليه ـ قائلا: أنا معاك, فوالدك ليس له ذنب, وأنا كذلك ليس لي ذنب, ومن الممكن ان ندفع حياتنا ثمنا لما نسمعه ونشاهده علي الساحة.. ولكني أنا مقتنع انني علي حق, وأنت ووالدك كذلك, ولكن هناك مخربين كانوا يطلقون الرصاص و المولوتوف, ومن المؤسف الشعب الغلبان هو الذي يدفع الثمن.

وفي الحجرة المجاورة التقينا بالزميل مصطفي الخطيب الصحفي بجريدة الحرية والعدالة, والذي قال انه كان يؤدي عمله في نقل وتصوير الأحداث حيث توجه من منطقة السيدة عائشة إلي المقطم مع مجموعة من شباب الإخوان وكان يحمل الكاميرا, وقام بتصوير بعض اللقطات لعدد من سائقي الميكروباص الذين قاموا بقطع الطريق, وبعد وصولهم إلي منطقة المقطم قام بتصوير مجموعة من المناوئين والبلطجية الذين كانوا يحملون الأسلحة النارية ويطلقون الأعيرة في الهواء.. فشاهدوه وتمكنوا من الامساك به والاعتداء عليه.

وقال انهم كانوا يرتدون ملابس سوداء وسرقوا جميع متعلقاته بعد ضربه إلي أن فقد الوعي تماما وتم نقله إلي المستشفي للعلاج.

وقال ان الذي يرقد بجواره يدعي شعبان رمضان أحمد مدرس لغة فرنسية تابع لحزب الحرية والعدالة, وحضر من الإسماعيلية لحماية مقر الإخوان بعد سماعه عن خطة المناوئين والبلطجية للاعتداء علي المقر, وأصيب في الأحداث ولم يتمكن من الكلام نظرا لصعوبة حالته.