fiogf49gjkf0d
جلست لمتابعة الأخبار التى لم تختلف كثيراً من محطة لأخرى، انقسمت الشاشة
أمامها إلى مربعات صغيرة تتحرك فيها الصورة نقلاً عن أماكن مختلفة، التحرير الآن، الاتحادية
الآن، بورسعيد الآن، الدقهلية الآن، عناوين مختلفة وصور متشابهة لاشتباكات هنا واعتصامات
هناك، فى خلفية المشهد توحدت اللافتات الغاضبة مطالبة بسقوط حكم الإخوان، لم تتردد
فى حمل ورقة بيضاء متوسطة الحجم نقلت عليها الشعارات التى تابعتها من ميدان لأخر بخط
واضح، أنهت كتابة رسالتها مهرولة إلى باب الشقة الذى فتحته بعنف وقامت بتثبيت اللافتة
من الخارج، لافتة أخرى كتبتها بخط أكبر ثبتتها بعناية على جدار الشرفة المواجه للشارع
بحى الأردنية بمدينة العاشر من رمضان، التى حولتها "صفاء" إلى ميدان مواز
بلافتات بدأت فى الانتشار على أبواب الشقق والشرفات بالحى الصغير.
يسقط اللى خان، يسقط اللى سحل، يسقط اللى قتل يسقط يسقط حكم الإخوان، هى
العبارات التى كتبتها "صفاء فكرى" صاحبة فكرة حملة "حظر الأخوان شعبياً"،
التى حاولت أطلاقها بداية من باب الشقة، تحت "العين السحرية" مباشرة استقر
ت لافتة صفاء التى لفتت انتباه الجيران والزوار ومحصلين فواتير الكهرباء وغيرهم من
السكان والمارة ممن أعجبوا بالفكرة التى بدأت بالانتشار على أبواب الشقق والبالكونات
وزجاج السيارات وغيرها من جدران التعبير التى دعت "صفاء" لاستخدامها لنشر
الفكرة.
"لما يلاقوا البالكونات
والعربيات كلها بتقولهم لا، هيعرفوا إن الشعب كله مش عايزهم مش ميدان التحرير بس"
بحماس بدأت "صفاء" صاحبة الفكرة وعضو حزب الدستور، حديثها عن فكرة اللافتات
الشعبية التى تحاول نشرها فى كل مكان، وتقول "صفاء": الفكرة بسيطة ولا تقل
أهمية عن المسيرات والاعتصامات، وتقوم على لافتة صغيرة تعلقها على باب شقتك أو زجاج
عربيتك، أو بالكونتك، أو أى جدار خاص بك يمكنك استخدامه فى التعبير عن رأيك بسلمية
مطلقة، تستطيع من خلالها رفض مظاهر العنف، والفساد وما يحدث حولنا من خلال لافتة صغيرة
وشعار بسيط يعكس وجهة نظرك ببساطة.
"صفاء" التى
بدأت تنفيذ الحملة من باب شقتها، لم تكتف بدعة الجيران وسكان العمارة، بل أطلقت الدعوى
لكل من يرغب فى التعبير عن رأيه من خلال فكرة بسيطة، وكانت الاستجابة للفكرة هو ما
أدهشها بعد أن انتقلت الفكرة سريعاً إلى أبواب أخرى بدأ أصحابها فى تصويرها ونشرها
على الفيس بوك تحت شعار "حظر الإخوان شعبياً".
كترمومتر لشعبية الحزب الحاكم تعاملت "صفاء" مع حملتها التى
بدأت فى الانتشار، والتى سرعان ما استطاعت تكوين رأى عن تجربة، "الحملة أثبتتلى
أن الإخوان شعبيتهم بتقل يوم بعد يوم" توصف صفاء الاستجابة لحملة الحظر التى تنتشر
يوماً بعد الأخر بين جيرانهها وأصدقائها، وفى مناطق مختلفة نجحت صفاء فى الوصول لها
عن طريق "الفيس بوك".
"نفسى الفكرة
توصل لكل الناس، وحاسة ان لو كل الناس عملت كده هتفرق كتير" هكذا أنهت "صفاء"
حديثها عن لافتات الأبواب والمحلات التى رفعت بها شعار "عبر عن رأيك من البيت
وصور وانشر.. وقول لأ".
" الحملة أثبتتلى
أن الإخوان شعبيتهم بتقل يوم بعد يوم".