fiogf49gjkf0d

"الشىء لزوم الشىء" هذه هى عادة المصريين، فإذا ما تم مثلا الاستيلاء على مكان وخصصه الناس كموقف للسيارات الأجرة، بعد عدة ساعات تجد من أتى بعربة للسندوتشات حتى إذا احتاج السائقون أو الركاب طعاما كان موجودا، ووجدت آخر يأتى بكشك لبيع السجائر والمناديل الورقية، وثالث يقوم بفتح محل صغير لبيع العصائر والمياه الغازية والبسكويت، يعنى المكان "أتوفر" فجأة بجميع متطلباته.

"احنا شعب يعرف يوفر لقمة عيشه بالشطارة، وأصلا احنا أهل كرم، لازم تيجى وتشرب شاى"، كانت هذه الكلمات بداية حديثى مع أيمن محمد صاحب نصبة شاى فى وسط سوق عشوائى للأحذية والطرح والملابس الحريمى والأطفال وأدوات الماكياج ولعب الأطفال، وقد أصر على تقديم واجب الضيافة لى، لأنه من غير المقبول أن أرفضها أو أعتذر عن قبولها تحت أى سبب، وبدأ يحكى أيمن ظروفه قائلا،" فقدت وظيفتى فى شركة توكيل السيارات، وتم الاستغناء عنى بعد الثورة، وقمت بتوفير شغل لى برأس مال بسيط، حيث قمت بإحضار أنبوبة ومنضدة صغيرة وعدد من الأكواب وبراد شاى وحلة كبيرة أنظف فيها الأكواب المتسخة، وبوتاجاز عين واحدة أعمل عليه المشاريب لمجموعة التجار والمحلات التى تجاورنى".

ويؤكد أيمن أنه رغم أن هذا العمل هو حديث العهد به، ولم يمتهنه من قبل إلا أنه حل أزمة البطالة عنده ووفر له فرصة عمل يقتات منها هو وأسرته وأبنائه.

ويضيف أيمن" أن فكرة نصبة الشاى كانت الحل الوحيد التى يمكن أن توفر لى ولأسرتى دخل يقينا شر الجوع، خاصة أنى فكرت أن اتبع المثل القائل اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك، فقد خفضت تسعيرتى وجعلتها أقل من تسعيرة القهوة إللى على آخر الشارع، وكمان أذهب لكل واحد بالمشروب إللى هو طلبه، وعندى كوباية الشاى بنصف جنيه، وكوباية القهوة بجنيه، يعنى نصف الثمن إللى هيتدفع فى القهوة، وبردة أنا مكانى ثابت وكوبياتى نظيفة، وساعات الناس إللى ماشية فى الشارع يفضلون تناول الشاى من عندى ومنهم من يقوم بتحضيره لنفسه، كما يرغب يعنى يحس أنه بيعمل الشاى فى بيته".