fiogf49gjkf0d
قالت الإذاعة الألمانية دويتشه فيله في تقرير لها إنه على الرغم من أن اليوم الأول للاستفتاء على الدستور الذي هيمن تيار الإسلام السياسي على كتابته، مر بسلام بشكل كبير، إلا أن هناك عدد مفزع من التقارير عن وقوع أعمال تزوير.
وأوضحت دويتشه فيله أنه منذ بداية اليوم أفادت العديد من المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية بوقوع العديد من التجاوزات، فبعض اللجان فتحت أبوابها في وقت متأخر، وفي لجان أخرى كان يتم الضغط على الناخبين لتغيير صوتهم قبل وقت قصير من إدلائهم بأصواتهم، وفي بعض الحالات كانت هناك بطاقات تم التأشير عليها مسبقا.
وتابعت الإذاعة الألمانية أنه كان هناك مخالفة أخرى فيما يخص الإشراف القضائي على اللجان، ففي الانتخابات السابقة كانت كل لجنة تخضع لإشراف قاض، لكن هذه المرة هناك العديد من القضاة المضربين احتجاجا على تعامل الرئيس محمد مرسي مع القضاة. وعقبت بالقول إنه ما زال من الصعوبة بمكان تقدير مدى تأثير نقص الإشراف القضائي على نتيجة الاستفتاء.
واستعرضت الإذاعة الألمانية بعض الحالات من غياب الإشراف القضائي، حيث كان يتواجد في بعض اللجان موظفين تابعين للدولة بحسب وصف مراقبين، ولم تكن هذه حالات منفصلة. وأشارت إلى تقارير صحفية تؤكد مثل هذه الحالات، ففي بعض اللجان كان موظفوا المدارس ينتحلون صفة القضاة، وكان يكتشف ذلك فقط عندما كان الناخبون يجبرونهم على كشف هويتهم. ونقلت الدويتشه فيله عن جبهة الإنقاذ الوطني القول إن هذا العدد من المخالفات كان محاولة لتمرير دستور الإخوان المسلمين.
وتقول الدويشته فيله إن نتيجة الاستفتاء تظل غير محسومة، مع انتظار التصويت في عدد من المحافظات الأسبوع القادم. وتنبه إلى أنه في حين أن معظم الخبراء يتوقع أن ينجح الإخوان المسلمون في تمرير وثيقتهم بأغلبية كبيرة، فإن لغة الخطاب العدائية من بعض قيادييها الكبار في الأيام الأخيرة تظهر أن الإخوان لا يتوقعون فوزا سهلا أو واضحا.
وبالنسبة لهؤلاء من قيادات الإخوان -تقول الدويتشه فيله- فإنه حتى قيامهم بإشعال التوترات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين يبدو كوسيلة مقبولة لحشد الناخبين للتصويت. وتلفت إلى أنه على الموقع الرسمي للجماعة، كتب الإخوان أن الأقباط يرسلون رسائل نصية للناخبين يدعونهم فيها للتصويت ضد الدستومر، لأنهم يريدون تأسيس دولة قبطية وليست قبطية.
في سياق متصل قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في تقرير بعنوان «الاستفتاء يظهر استمتاع المصريين بالسياسة»، إنه بعد أسابيع من الحملات والاحتجاجات والمناقشات، كان الحماس في تصويت الناخبين المصريين على الاستفتاء الدستوري قويا كما كان دائما. مضيفة أنه حتما ستكون هناك محاولات لـ"تلفيق" النتائج وخلق قوة دافعة قبل الجولة الثانية من التصويت.
وأضافت أن أحد الجوانب التي لا تزال غير معروفة هو وجهة نظر الإسلاميين المتشددين مثل السلفيين، الذين ربما يصوتون بـ«لا» من منطلق أن الدستور لا يتضمن التزاما قويا بالقيم الإسلامية. متابعة أن الاحتمال الأكبر هو أن هذا الاستفتاء لن ينهي هذا الجدل حول مستقبل مصر، خصوصا إذا كانت النتيجة قريبة بنفس الدرجة التي توقعها كثيرون.
تابعت بي بي سي القول إن المصريين اعتادوا التعبير عن مشاعرهم تجاه وطنهم بأقوى طريقة ممكنة، وليسوا على وشك التوقف عن ذلك، على حد قولها.