fiogf49gjkf0d
هو
كغيره من ملايين الباعة الذين يحاولون أن يأمنوا لبيوتهم لقمة العيش حتى وإن كان
ذلك على حساب الصحة مقابل أن يعودوا إلى بيوتهم بالرزق الذى قسمه الله لهم.
"عم
منصور" على مشارف السبعين لا يمتلك من الدنيا إلا عربة فول صغيرة، ولكنها "دنيته"
ومشروعه الذى استطاع من خلاله عمل ما لا يستطع الكثير أن يفعله.
"من
عربية الفول دى ربيت أولادى الستة وعلمتهم أحسن علام وكلهم مؤهلات عليا وفى منهم
دكاترة وكلهم متجوزين وعندهم أولاد ومشغولين بتربية أولادهم" هكذا يبدأ "عم
منصور" حديثه الرجل الذى يستحق أن يكرم لما لاقاه من معاناة بعدد سنوات عمره
وعدم وقوف أهله بجانبه بسبب موت والده وتركه فى الدنيا يصارع فيها.
"45
سنة فى المهنة وعمرى ما فكرت أغيرها ولما ربنا بيرزقنى بـ 5 جنيه فى اليوم بيكون
نعمة وفضل من ربنا وأهم شىء عندى إنى أكسب بالحلال وأبعد عن الحرام" يقول عم
منصور بوجه بائس ولهجات متلعثمة بالرغم من قسوة الأيام ومرارها إلا أنه مهما تكن
الظروف يتجنب الحرام حتى وإن كان على حساب نفسه وزرع فى أولاده منذ الصغر الابتعاد
عن الحرام والرضا بالمقسوم.
"دوام
الحال من المحال" الشاب الصغير الذى كان يستطيع الوقوف أمام عربة الفول طوال
اليوم لا يستطيع الآن إلا الجلوس أمام العربة بضعة ساعات، لأن الأيام استطاعت أن
تأخذ من صحته الكثير.
هذا
الرجل وغيره لا يريدون إلا توفير دخل ثابت له ولزوجته، ليؤمن به حياتهما خصوصاً
وأن أولاده كما يقول على "أد حالهم بنوا نفسهم بنفسهم" وكل منهم له
ديونه الذى يسددها إذا كان قرض أو مصاريف الجهاز، فالدكتور الشاب مرتبه لا يتعدى
خمسمائة جنيه، وكذلك المهندس وقال: "لابد أن تكرم الحكومة كبار السن من غير
موظفى الحكومة والتى يطلق عليهم "الأرزقية" من الذين لا يقدرون على
العمل بعدما قاموا بأداء رسالتهم نحو أبنائهم أنا لا أريد أى شىء من الحكومة ولا
البلد غير توفير معاش لى أعيش به بقية عمرى، ونعامل مثل الموظفين الذين يخرجون
معاشاً فى سن الستين.
ويقول
عم منصور: أنا انتخبت "الريس" مرسى عندما قال إنه سيقوم بتوفير معاش
لكبار السن من غير الموظفين، كما فى حالتى بعد سن الخامسة والستين ولم نسمع عن هذا
الكلام بعد نجاحه فى الانتخابات، "يا ريت يعمل المعاش هيريح ناس كثيرة" ونعطى
فرصة للشباب، وسأتبرع بالعربة لأى شاب أو مجموعة من الشباب فى حالة وجود المعاش.