fiogf49gjkf0d
تحت
حرارة الشمس يقفون يوميا أمام المستودعات فى انتظار "الفرج" للحصول على أنبوبة
غاز بوتاجاز فى طوابير لا تفرق كثيرا عن طوابير الخبز والروتين، ارتسمت على وجوههم
علامات الوجوم المخلوطة بالانتظار، والضيق من كل سلوكيات العاملين بالمستودع وخاصة
مع تفضيلهم لأصحاب العربات الكارو الذين يحصلون على الأنبوبة بمنتهى السهولة دون عناء
ليأخذوها ويقوموا ببيعها بأضعاف أثمانها.
كل
من وقف فى الطابور له حكاية فهذه السيدة لا تستطيع ترك الطابور وإعداد الطعام من دون
وجود غاز، وهذا الرجل الثلاثينى الذى ترك يومية اليوم كاملة من عمله فى مجال البناء،
وهذا الموظف الذى حصل على إجازة اعتيادية لتأمين أنبوبة لأسرته حتى لا تكون الخسارة
مضاعفة.
سميرعبد
التواب عامل باليومية قال ماذا يفعل العامل الأرزقى عندما يضيع النهار فى طابور الأنبوبة،
وكيف يكمل يومه بدون الأجرة، كيف يعود لأبنائه بدون قوت يومه؟ وتكون الخسارة بالنسبة
لى مضاعفة لا أجرة ولا أنبوبة.
يقول
عم محمد ماذا نفعل نحن العجائز وكبار السن عندما تلفحنا الشمس من التاسعة صباحا وحتى
الواحدة ظهرا من دون فائدة لابد من حل هذه المشكلة وتوزيع الأنبوبة على البطاقة التموينية
أفضل من " البهدلة " إللى إحنا فيها.
تشاركه
فى الرأى نجية الرفاعى ربة منزل يوميا تقف أمام المستودع تنتظر الأنبوبة لديها بنتان
وولد تتركهم مع جارتها لتذهب وتشترى أنبوبة الغاز، لأن زوجها يعمل بأحد المصانع ولا
يمكن ترك عمله فتذهب هى بدلا عنه، ولكنها تضيع النهار فى الوقوف للحصول على أنبوبة
تترك أطفالها الصغار حتى تعود دون طعام، ثم تبدأ فى إعداد الوجبات البسيطة لصغارها.
ويطالب
عبد الباسط سلامة عامل تراحيل لابد من تطبيق توزيع الأنبوبة بالكوبون لأن هذا سوف يحل
كثيرا من المشاكل ويوفر كما من المتاعب، كما أن هذه الخطوة ستحكم كثيرا من التلاعب
الحادث وتحكم الباعة المارين بالسيارة الكارو، وخاصة لأن هؤلاء الباعة يخدمون فئة معينة
وهى الطبقة ذات مستوى اقتصادى مرتفع، لا يحتاج النزول للشارع والوقوف أمام باب المستودع،
فهو بمجرد مرور بائع الأنابيب تحت منزله يجعل حارس العقار(البواب) يحضر له الأنبوبة
حتى ولو وصلت قيمتها لأربعين أو خمسين جنيها.