fiogf49gjkf0d
 

"حياة + حرية = مصر" هذه هى العبارة التى أخذ يعمل عليها رجل مصرى عجوز بالورود فى صمت وهدوء من أمام صور الشهداء بشارع محمد محمود، بعيدا عن ضوضاء الهتافات والشعارات وأعين الكاميرات، وأيضا بعد أن نسى الكثيرون قضية الشهداء، وانشغلوا بقضية الرئاسة، وصراع المقاعد مرددين عبارة "الحى أبقى من الميت".

 التقينا حمدى عماشة الرجل السبعينى المملوء بالأمل حيث قال: "منذ انتهاء أحداث محمد محمود وأنا أحضر هنا كل بضعة أيام حاملا الزهور، وأقوم بترتيبها كاتبا رسالتى التى أظن أنه لو فهمها ووعاها النظام والشعب على حد سواء سنعبر من هذه الفترة الدقيقة التى تعتبر من أصعب فترات مصر، وفى نفس الوقت أطالب بالقصاص لهؤلاء الشهداء الذين قتل بعضهم غدرا بجوارى".

حمدى الذى تخرج من جامعة حلوان ودرس هندسة الإلكترونات وعمل فى شركة "Dell" العالمية للحواسب مر على العديد من بلدان العالم ورأى أنه ربما لو كان عاش فى ظل النظام السابق بمصر طوال حياته مثل الكثيرين لم يكن سيعرف معنى الحرية أو يطالب بها.

وعن أسباب وقوفه ووضعه للزهور طوال هذه المدة حتى ولو لم يكن هناك أى شخص يشعر به قال: "وقوفى هنا أمام صور الشهداء وإكليل الورد الذى أضعه هو كل ما تبقى لى وأصل إلى قمة سعادتى، حينما أجد مارا ينظر إلى الورود التى وضعتها ثم ينظر إلى صورة الشهداء ويبتسم أو يفكر أو يسرح لبعض الوقت، ووقتها أشعر أننى حصلت على سعادة لا تقدر بمال".

"بالتأكيد إذا عادت حقوق الشهداء ووجدت مصر تمشى على الطريق الصحيح الذى نرضاه لن آتى إلى هنا كثير مثلما أفعل الآن، وسأشعر أننا أحضرنا حقوق من ماتوا لأجلنا وأصبحوا مرتاحين فى قبورهم، ولكن هذا لا يمنع أننى سأظل أحضر وأتذكرهم"، هذا ما أكده حمدى، وأضاف "محمد محمود الآن أصبح يشبه بملتقى للمبدعين فالشباب يرسمون الآن على الحوائط ويعبرون بفنهم وطريقتهم وأنا أرسم وأكتب بالورد، وغيرنا ستجده يرسم الكاريكاتير وهكذا".